في التشيك علاج الملوك مقابل 45 دولارا .. مكان يجمع الأمراء والفقراء

مارينسكي لانز (جمهورية التشيك): كريغ سميث
أي شخص يملك مبلغا صغيرا من المال في هذا المنتجع الهادئ يمكنه اخذ حمام يناسب ملكا.
فقد زار ادوارد السابع ملك بريطانيا هذا الجزء من اقليم بوهيميا التشيكي 6 مرات خلال عهده القصير وفي كل مرة كان يستحم في القمرة الملكية، كما يطلق على الحمام الخاص في فندق لازني هوتل حتى الآن. مقابل 45 دولارا. وهو ما يمكنك دفعه ايضا.


هناك شيء ما بخصوص المناخ، فهذه المصحة التي ترجع للقرن التاسع عشر بنسائها البدينات في ملابس بيضاء تجعلك تعتقد بقدرات المياه المعدنية على الاستجمام وكان الكاتب مارك توين قد كتب خلال زيارة للمنتجع في عام 1892 «لا اتي الى هنا من اجل الحمامات، بل جئت لإلقاء نظرة. ولكن شخصا بدأ في التلميح واعقبه العديد من الاشخاص وبدأت بالشعور بالقلق على نفسي.» ولم يتغير أي شيء عبر السنين فيما عدا الجنسية والزبائن.

وعندما زار مارك توين البلدة، كانت صفوة المجتمعات الاوروبية تأتي لهماريانسكي لازني للعلاج. فالامبراطور فرناز جوزيف والقيصر نيكولاس الثاني كانا من بين الزوار. كما زارها فردريك نيتشه وفرانس كافكا وروديارد كيبلنغ وتوماس اديسون.

كما كانت المدينة تتمتع بشعبية بين الملحنين من شتراوس وشوبان وماهلر الي فاجنر الذي الف «لوهنغرين» وهو يستجم هنا.

وكان الالمان على قائمة زوار المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، عندما ضم هتلر المنطقة المحيطة سودتنلاند واصبح المنتجع يعرف باسمه الالماني، مارينباد. بينما كان الروس يمثلون اغلبية الزوار خلال الحرب الباردة عندما كانت تشيكوسلوفكيا دولة شيوعية.

وتجذب البلدة الآن الالمان والروس بنفس العدد تقريبا. غير تراث هذه المجتمعات الصارمة لا تزال باقية. ففي نوفي لازني – وهو افضل الفنادق/المصحات في البلدة – توجد غرفة تطلق فيها الممرضات مياه ذات قوة اندفاع هائلة – من على بعد 20 قدما - على مرضى يمسكون بحاجز من القضبان الحديدية.

ويصر توماس سترانسكي مدير الفندق في شرحه للعلاج بالمياه ذات الضغط العالي انها في غاية الجودة.

مكان مريح لا يعرف التفرقة الطبقيةوفي غرفة بيضاء معقمة، يستنشق المرضى بخار لونه ابيض من المياه المعدنية، يقال انه جيد بالنسبة للمصابين بالربو والتهاب الشعب الهوائية.

ويقدم الفندق مساج بالزيوت الساخنة وحمامات الطين والحقن الشراجية. وقال سترانسكي ان الحقن الشراجية «خاصة بالنسبة للمرضى الروس بسبب مشاكلهم في شرب الكحول، وهو جيد بالنسبة للكبد.

وفي غرفة ذات لون اصفر باهت مخصصة لحمامات ثاني اوكسيد الكربون، كانت ممرضة سمينة تطلق غازات دافئة من واحدة من الينابيع عبر خرطوم مطاطي في كيس من اكياس القمامة حول النصف الاسفل من المريض. وكما هو الامر بالنسبة لعديد من العلاجات، يشير البروشور الى «تحسن كبير في النشاط الجنسي.» ويتم شحن نفس الغاز من خزان عبر خرطوم واضح وحقنه تحت الجلد لمعالجة مشاكل اخرى، بما في ذلك ضيق الشرايين.

وقد أسس رئيس الدير المحلي اول كوخ لزوار المصحة في عام 1805، ومع حلول منتصف القرن شاهد الوادي ازدهارا في عمليات التعمير. واطلق عليه ماريانسكي لانز، أي حمامات مريم تكريما للسيدة العذراء.

ويزدحم الفندق الان بمساكن على طراز «ار نوفو» والكلاسيكية الجديدة. ولا يزال زوار المنتجع يحملون الاقداح البورسالين ذات الاشكال الغريبة التي اشار اليها مارك توين وهي ذات يد تستخدم كشفاط لشرب المياه من 12 ينبوع منتشرة في المدينة.

ويحصل نوفي لانز على معظم مياهه من ينبوع مارولين، الذي يتميز بإرتفاع نسبة الماغنسيوم التي يقل انه تساعد على علاج مشاكل المسالك البولية.

ويوجد ثلاثة اطباء لتحديد العلاج المطلوب، وان كانوا لا ينصحون بأكثر من 4 علاجات في اليوم لانها يمكن ان تكون مرهقة. ويقول إن العديد من الروس يأتون لفترات تصل لثلاثة اسابيع.

وقمرة الملك ادوارد وهي مصممة على طراز الحمامات التركية مجهزة ببانيو معدني وكرسي مصمم على الطراز التركي يستخدم كميزان ومقعد حمام.

والنوافذ مدهونة مثل نوافذ الكنائس ذات الزجاج المعشوق، والحوائط مجهزة بلوحات حائطية كما كانت في العهد الادواردي. ولا يمكن للشخص وهو راقد في المغطس، وينظر الي نفس الببغاء الازرق الذي كان ينظر اليه الملك ادوارد على الحائط المقابل، الا ان يفكر في هذا المكان الذي يجمع بين الامراء والفقراء وما بينهما. وتتجمع على جلد الاشخاص فقاعات متناهية في الصغر، بينما تدور فقاعات كبيرة حول المستحم، وهو ما يمنحه شعورا لطيفا.

ويصدر سخان قديم للمياه، اصوات مزعجة بصفة مستمرة، وهو ما يجعل درجة الحرارة في الفندق 97 درجة مئوية. وتتميز رائحة المياه بالكبريت.

لقد مضى تاريخ طويل والعديد من الحمامات منذ استحم الملك ادوارد هنا. وفي النهاية يمسك الجميع بنفس اليد المعدنية التي امسك بها ليدخل البانيو او يخرج منه.