ماهو العقم الثانوي وماهي أسبابه؟

ينتظر كل زوجين طفلهما الأول بتصميم ورغبة شديدة، بلا توتر أو اعتماد على التقويم ولا حتى بالتأكد التام بأنهما مستعدان لاستقباله، لكن لسوء الحظ ليس من الضروري توقع ما سيحدث بعد أول تجربة من استخدام وسيلة منع الحمل، وفيما يلي سوف أقدم لكم الإجابة على بعض التساؤلات المتعلقة بمشكلة العقم الثانوي، استمري في القراءة لتتعلمي المزيد عن هذه الحالة لأن فهمك لوقت الخصوبة لديك هو مفتاح الاستفادة من كل لحظة ممكنة للحمل.

ماهو العقم الثانوي؟

يعني العقم الثانوي أنك تعانين من صعوبة في الحمل مرة أخرى بعد حمل سابق، سواء انتهى حملك السابق بالميلاد أو الإجهاض، وقد ازداد ظهور هذه المشكلة بين الأزواج بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة الماضية، ويؤجل الأزواج طلب المساعدة من المختصين لاعتقادهم أن كل شيء سوف يأتي في مساره الصحيح كما حدث في مرة الحمل الأولى.

ماهو السبب الأكثر شيوعا للعقم الثانوي؟

إن أكثر سبب شيوعا للعقم الثانوي هو زيادة عمر الأم، حيث تتأخر النساء في الإنجاب المتكرر، وبصفة عامة هناك الكثيرات ممن ينتظرن لبعد سن الخامسة والثلاثين حتى يلدن طفلهن الأول وهناك من تصل إلى الأربعين من العمر قبل أن تكون مستعدة لإنجاب الطفل الثاني، وهو عمر تنخفض خلاله معدلات الخصوبة بسرعة.

كيف يؤثر التقدم في العمر على الخصوبة بشكل عام؟

هل تعلمين سيدتي أنك تولدين وبجسمك كل البويضات التي ستحصلين عليها على مدار العمر، وعند التقدم في العمر يحدث ذلك للبويضات أيضا مما يفقدها القدرة على تكوين جنين صحي، ففي الأربعين من العمر تصبح نصف البويضات تقريبا غير طبيعية من الناحية الوراثية وغير قادرة على النمو، ومع الدخول في عمر الثانية والأربعين تصبح أكثر من 80% من البويضات غير طبيعية.
ولهذا السبب، من المهم جدا للمرأة التي تجاوزت سن الخامسة والثلاثين أن لا تفوت أي فرص للحمل، ويمكن الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة للتنبؤ بالإباضة وضمان معرفة الوقت المناسب لدورة التخصيب لتحسين فرصك في الحمل.

هل يمكن أن يؤثر النظام الغذائي والصحة العامة للمرأة على قدرتها على الإنجاب للمرة الثانية ؟

تندهش العديد من النساء عند سماعهن أن نظامهن الغذائي والصحة العامة لديهن لا يمكّنهن من التغلب على تأثيرات التقدم في العمر، ففي أغلب الأحيان وبعد إنجاب الطفل الأول تجد النساء صعوبة في خسران الوزن الزائد لديهن، وهذا أيضا يمكن أن يسبب مشكلات في عملية الخصوبة.
هذا لأن النساء اللائى يعانين من زيادة في الوزن يكون لديهن مستويات أعلى عن غيرهن من هرمون الإستروجين لأنه يتم تخزينه في الخلايا الدهنية بالجسم وعند ارتفاع مستويات هذا الهرمون يمكن أن يتسبب ذلك في غلق دورة التبويض الطبيعية.
ويقل لدى المرأة القدرة على التنبؤ بمواعيد الدورة الشهرية لديها وقد تفوتها تماما مما يصعب عليها معرفة الوقت المناسب للتخصيب، وإذا كانت الفترة بين كل دورة شهرية والأخرى لديك تزيد عن 35 يوم، يجب التحدث مع طبيبك الخاص عن التغيرات في نظامك الغذائي التي يجب القيام بها لخسارة الوزن الزائد أو عن العلاجات الطبية التي يمكن أن تساعدك على الإباضة.

ماهي العوامل المنسية التي قد تعوق فرص الحمل لديك؟

هناك عادات حياتية يومية من العوامل التي قد تعيق فرص المرأة للحمل وهي كما يلي:

- بعد إنجاب الطفل الأول لا يوجد لدى بعض النساء الوقت أو الطاقة اللازمين لممارسة العلاقة الجنسية.
- يجعل وجود طفل صغير أو اثنين في المنزل الأم في حالة من الإنهاك.
- يصبح التواصل الحميمي بين المرأة وزوجها آخر شيء تفكر فيه بعد عناء يوم طويل من العمل ومهام أخرى مثل إعداد الطعام، تنظيم المنزل، اللعب مع الأبناء أو الحيوان الأليف وغيرها.
- تحول العلاقة الجنسية بين الزوجين إلى عمل روتيني رغم حب كل منهما للآخر.
وفي هذه الحالات يركز تحديد أكثر أوقات التخصيب خلال الشهر بمساعدة أداة حساب الإباضة على طاقات المرأة في الأوقات الأكثر احتمالا لحدوث الحمل خلالها.
يوقظ التعامل مع العقم الثانوي مجموعة من المشاعر المختلفة لدى المرأة ويجعلها تجربة فريدة من نوعها.
ربما تشعرين سيدتي بالذنب لانتظارك فترة طويلة جدا حتى تعيدي تجربة الحمل مرة أخرى، وتعانين من القلق حول تخصيص وقت لممارسة العلاقة الجنسية بينما تهملين واجباتك كزوجة وأم، أو تشعرين بالغضب من أن هذا يحدث لك، المهم أن تبذلي كل ما بوسعك لتقبل تلك المشاعر عند مجيئها وتدركين أن كل ما تشعرين به هو شيء طبيعي.
ويجب عليك مصارحة طبيب النساء الخاص بك ليساعدك في تقديم الخيارات المتوفرة أمامك ومناقشتها لخوض تجربة ورحلة الحمل الثاني.