لقاء مع «فرانسوا ديماشيه» مبتكر «ميس ديور» الجديد

فرانسوا ديماشيه: تطوير عطر موجود في السوق وناجح عملية صعبة ومقيدة
فرانسوا ديماشيه: تطوير عطر موجود في السوق وناجح عملية صعبة ومقيدة

دائما، وفي مناسبات مثل هذه، يزيد الإعجاب بمبتكر العطر والفضول للتعرف عليه عن قرب: ما الذي يحفزه، كيف يفكر، ما التأثيرات التي تشكل رؤيته وتتبلور في إبداعاته؟

وغيرها من الأسئلة. لهذا لم يكن من الممكن تفويت فرصة الحديث مع مبتكر عطر «ميس ديور» الجديد، فرانسوا ديماشيه، وكانت هذه الحصيلة:

نلاحظ في الآونة الأخيرة أن بعض العطور تدخل المعارض والمتاحف، ما رأيك في هذه الظاهرة، أم هي موضة؟

- أعتقد أنها توجه إيجابي جدا، لأنه يسلط الضوء على العطر من جهة، وعلى أنه جزء من الحياة والثقافة العامة من جهة ثانية. فهذا أول عطر تطلقه الدار، وقد أصبح أيقونيا مع الوقت، لهذا، فإن الاستعانة بفنانات معاصرات لترجمته بمنظورهن الخاص، يمنحه مرة أخرى نفحة معاصرة.. فالمتعارف عليه أن السيد كريستيان ديور كان شغوفا بالفن والفنانين، لهذا كانت هذه لفتة مهمة وفي محلها.

كما قلت «ميس ديور» كان أول عطر يطلقه السيد ديور، ومع الوقت دخل مصاف العطور الأيقونية، كيف تُبقي على هذه الأسطورة حية إلى الآن؟

- من خلال التلاعب على عنصره الأساسي، خشب السرو، وكل ما يقرب إليه من مكونات.
 

ما التجديدات والتغييرات التي أدخلت على عطر «ميس ديور» الجديد مقارنة بـ «ميس ديور» عام 1947؟

- في عام 1947 كان متميزا بخشب السرو مع نغمات قوية من الألدهيدات، بينما يعبق اليوم بالورد مع نغمات من الفواكه الحمضية وباقة من الباتشولي، بينما تضفي عليه الفانيليا الرقيقة بعدا شرقيا مثيرا. وهذا يعني أنه تخلص من نغماته الخشبية الداكنة. كان هدفي أن أضفي على تركيبته عنصري الفخامة والإشراق ليأتي وكأنه جوهرة من الشرق.

أيهما أسهل عموما؛ ابتكار عطر جديد تماما أم تطوير عطر ناجح؟

- تطوير عطر موجود في السوق وناجح أصعب بكثير، لأنه يتطلب العمل ضمن إطار معين، يجعل العملية مقيدة نوعا ما.

ما التحديات التي واجهتك خلال هذه العملية؟

- أكبر تحد يمكن مواجهته عند إعادة ترجمة عطر ناجح هو كيفية التعامل مع أهم عنصر فيه .. في هذه الحالة كان هذا العنصر هو خشب السرو، الذي يمكن وصفه بأنه مادة تقليدية كلاسيكية وخام، لكنه استعمل في العطر الأول بشكل مبتكر يجعله مناسبا لأي عصر.

هل كان دخولك مجال صناعة العطور صدفة أم قدرا محتوما كما الحال بالنسبة للعديد من الأنوف الذين عاشوا في منطقة غراس، عاصمة صناعة العطور الفرنسية؟

- كان والدي صيدليا، فهو الذي ابتكر كولونيا «أو دو غراس أمبريال»، وبحكم أني كبرت في أرض العطور كما أشرت، وهي المنطقة المعروفة بزراعة الورود، فقد فتحت عيوني على حقول مترامية من كل أنواعها، كما على روائحها، مما جعل فكرة دخول هذا المجال أمرا طبيعيا.

ما النقلة التي غيرت حياتك أو أثرت على مسارك المهني؟

- الفترة التدريبية التي قضيتها في نيويورك.. هناك اكتشفت حياة مختلفة في مدينة كبيرة، لهذا عندما عدت إلى فرنسا، كنت أعرف في قرارة نفسي أنه لم يعد بإمكاني العيش في غراس أبدا.

كان السيد كريستيان ديور يتأثر بكل ما يحيط به، ما أهمية المحيط في عملية الإبداع، وكيف تؤثر على أسلوبك وعملك؟

- أعده مهما جدا، فأنا مثلا أحرص على أن تكون في مكتبي بباريس لوحات فنية أحبها. وهي لوحات تمثل في الغالب نساء، أو ورودا، وأيضا الضوء، والبحر الذي أفتقده كثيرا في باريس، وربما هذا الحنين للبحر هو الذي جعلني اختار العيش في جزيرة «إيل دو لا جات» Ile de La Jatte الصغيرة. فأنا أحب أن أتأمل انسياب الماء ومنظر المراكب وهي راسية أو وهي تختفي عن النظر ببطء. هناك نوع من الحرية والانعتاق في هذا المنظر.

كيف تصف أسلوبك في ابتكار العطور، هل هو كلاسيكي أم حداثي؟

- هذا يرتبط بمفهوم كل واحد منا عما هو كلاسيكي أو حداثي.. شخصيا، أنا أحب فكرة أني متأثر بجمالياتهما معا.

ما الذي يلهمك تحديدا قبل البدء في ابتكار عطر جديد؟

- كثير من الأشياء؛ منها البيت الذي عاش فيه ديور، فهو مثل لوحة فنية تحفزني وتؤثر علي كلما نظرت إليه. هناك أيضا الموسيقى، أو رحلة أقوم بها فأمتص خلالها كل شيء يحيط بي، والأهم من كل هذا حرصي على قراءة ما تريده المرأة وتميل إليه.

ما أول عطر ناجح ابتكرته؟

- عطر «ديفا» لأونغارو.

ما العطر الذي كنت تتمنى أن تكون مبتكره؟

- «أو سوفاج» Eau Sauvage.