درب عقلك .. تكن أكثر ذكاءا!

كثير من الناس يركزون على التدريب واللياقة البدنية، ولكن يعلم القليل أن تدريب العقل هو شيء آخر يمكن العمل عليه.
وفي الحقيقة فإنك تستطيع تدريب عقلك بالمثل تماما كما تفعل مع يديك ورجليك، والنتيجة ستكون إيجابية وفعالة.
فمن المفيد أن تفكر في عقلك بكونه عضلة في جسمك، ومن أجل تحسين العقل، فإنك لن تستطيع بسهولة تكرار نفس التدريبات مرارا وتكرارا.
وكما أن رفع الأثقال باستمرار قد يكون أمرا تحديا بالنسبة لك، فهو الحال مع تمارين العقل كالسودوكو والكلمات المتقاطعة.
وبمجرد التمكن من التمارين السهلة، فعليك الانتقال إلى الأكثر صعوبة من أجل دفع عقلك - كعضلاتك تماما - إلى مستوى جديد.
ويستند هذا على المرونة العصبية الفطرية لعقلك، أو قدرته على النمو والتغيير في الاستجابة للتحديات الجديدة، وبعبارة أخرى فإن التمارين المحفزة جيدا يمكن أن تغير من طبيعة عقلك.

- العلم الكامن وراء تدريب العقل:

كان العلماء قديما يعتقدون أن قدراتك العقلية يمكن إصلاحها عند البلوغ، والآن فقد أظهرت دراسات المرونة العصبية عكس ذلك تماما، حيث تبنى الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ممارسة جديدة للتدريب العقل.
ومن هنا قام العلماء باختراع برامج أكثر تطورا وتعقيدا في تدريب المخ، وهي تشتمل مجموعة من ألعاب الذكاء على الإنترنت، والألعاب الأخرى التي تستخدم في البحوث السريرية لعلم النفس العصبي.

- دراسات واعدة حول آثار تدريب العقل:

في دراسة أجرتها جامعة ستانفورد هذا العام، قام 21 من الناجين من سرطان الثدي باجتياز تدريبات سرعة المعالجة والمرونة العقلية ومهام الذاكرة، وكانت النتيجة هي التحسن العقلي لتلك المجموعة مقارنة بغيرهم ممن لم يجتازوا هذا الاختبارات.
وفي دراسة أجريت عام 2011، وجد أن هؤلاء من يعملون على تدريبات العقل لمدة خمسة أسابيع متواصلة، تحسنت وظائف الذاكرة لديهم بنسبة 10% و20% لوظائف الانتباه.

- تدريب العقل صمم لمواجهة احتياجات الحياة:

إن الهدف من تدريب العقل ليس من أجل إحراز تقدم هائل في الألعاب، ولكن لمواجهة المواقف الحياتية التي نعيشها بمنتهى الذكاء.
فزيادة الانتباه مثلا يساعد في تحسن التركيز في الفصول الدراسية أو أثناء الاجتماعات، مما يعني سرعة المعالجة والتفاعل والتكيف بشكل جيد مع متطلبات الحياة، وبمعنى آخر فإن الذاكرة القوية تعني علاقة أفضل بأقرب الأشخاص لديك.

- تدريب العقل هو استثمار في حد ذاته:

فالتدريب يمكن أن يستغرق عدة دقائق في اليوم، ولكن العوائد يمكن أن تحدث فرقا هائلا في شتى مجالات ونواحي الحياة.