التعرق .. ما أهميته؟

يعتقد البعض من الناس، ومنهم متخصصون، أن التعرق، في حد ذاته، لا يقدم للإنسان أي فوائد صحية عدا المحافظة على درجة حرارة الجسم وتبريده كلما تعرض للطقس الحار. والصواب أن التعرق هو، بالفعل، عملية ضرورية للجسم تساعده على البقاء باردا، إضافة إلى فوائد أخرى عديدة.
 
ومع أن العرق يسبب الكثير من المضايقة، إلا أن له الكثير من الفوائد الصحية، منها:
- الحفاظ على درجة حرارة الجسم والوقاية من أمراض الحرارة كالإنهاك وضربة الشمس.
 
- مع ممارسة الرياضة ترتفع درجة حرارة الجسم، فيفرز العرق، الذي يعد مؤشرا صحيا لاكتساب الجسم الفوائد المرجوة من الرياضة.
 
- طرد السموم التي تؤثر على وظيفة المناعة الجيدة والمساعدة على منع الأمراض المتعلقة بتجمع السموم.
 
- قتل الفيروسات والبكتيريا التي لا يمكنها البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة أعلى من 37 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت). فالتعرق يمكنه محاربة العدوى والالتهابات الجلدية عن طريق خصائصه المضادة للميكروبات بفضل إفراز مادة ديرميسيدين Dermcidin وهي عبارة عن ببتيد مضاد للميكروبات، ثبت من الدراسات أنه يؤدي إلى الحد من البكتيريا المتعايشة على سطح الجلد، وبذلك فالتعرق يقلل من خطر الالتهابات الجلدية. وقد اتضح من إحدى الدراسات أن الناس الذين يتعرضون لالتهابات جلدية متكررة، بكتيرية أو فيروسية، قد يكون لديهم نقص في مادة الديرميسيدين في العرق، وهي قد تضعف نظام الدفاع الذاتي للإنسان.
 
- تنظيف مسام الجلد التي تساعد في القضاء على حب الشباب والرؤوس السوداء.
 
- للتعرق دور في الحد من تكون حصى الكلى، فقد أظهرت الأبحاث أيضا أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، ومن ثم يعرقون كثيرا، لديهم مخاطر أقل من تكون حصى الكلى. وقد فسر ذلك بسبب إفراز المزيد من الأملاح في العرق بدلا من إخراجها عن طريق الكلى واحتمالات تكون الحصى. ومن جانب آخر، فإن الناس الذين يعرقون أكثر يميلون إلى شرب المزيد من الماء، وهي طريقة أخرى لخفض خطر حصوات الكلى.
 
ومن المثير للاهتمام، أن الإنسان يولد حاملا ما بين 2-4 ملايين غدة عرقية، تنقسم إلى نوعين مختلفين من الغدد:
 
- الغدد العرقية المفرزة لعرق لا رائحة له (eccrine sweat glands)، وهي لا علاقة لها ببصيلات الشعر، موزعة على الجسم كاملا ومنه الجبين والرقبة، والظهر، تنتج عرقا غزيرا في الأيام الحارة وعندما يقوم الشخص بنشاط بدني، وهي مسؤولة عن الرطوبة التي قد تظهر على الراحتين والأخمصين تحت ظروف معينة.
 
- الغدد المفرزة للعرق ذي الرائحة (apocrine sweat glands)، تكون ملحقة بجريب الشعر، وتنتشر على فروة الرأس والإبطين والمنطقة التناسلية، وتفرز عرقا مائلا للاصفرار يتأثر بالبكتيريا المتعايشة مع الجلد فيكتسب رائحة مميزة.