ماذا قدمت «Burberry» في أسبوع لندن لخريف والشتاء 2014؟

«بيربيري برورسم» .. ألوان هادئة ونقوشات عاصفة وكريستوفر بايلي يرسم لوحة تحكي قصة الخريف والشتاء
«بيربيري برورسم» .. ألوان هادئة ونقوشات عاصفة وكريستوفر بايلي يرسم لوحة تحكي قصة الخريف والشتاء

قد يحتج البعض بأن القول بأن عرض «بيربيري برورسم» أهم حدث يوم الاثنين الماضي، فيه ظلم لمصممين آخرين، لكنه حقيقة لا يمكن إنكارها. فالكل يترقبه على أحر من الجمر، لأنه يستقطب كبار صناع الموضة والنجوم على حد سواء، كما تظهر فيه عارضات عالميات، لا يستطيع معظم المصممين الشباب بلندن إليهن سبيلا، مثل كارا ديليفين وسوكي ووترهاوس، صديقة النجم برادلي كوبر. 
 
هذا الأخير، حضر العرض، من باب صداقته مع الدار من جهة، وليقدم لصديقته الدعم المعنوي، من جهة ثانية.
 
قبل «بيربيري»، استمتع ضيوف لندن بعروض أخرى لا تقل أهمية مثل عروض كريستوفر كاين، روكساندا إلينشيك، إريديم وأنطونيو براردي، ورغم أن حجم الإقبال عليها كان كبيرا، فإنه لم يكن بحجم الإقبال على «بيربيري» ولا بإبهارها. 
 
وهذا ليس غريبا على دار تتمتع بإمكانات هائلة، تضعها في مصاف إمبراطوريات الموضة مترامية الأطراف في كل أنحاء العالم لتحقيقها المعادلة الصعبة بين الفني والتجاري.
 
وهذا عنصر مهم يسمح لمصممها كريستوفر بايلي بألا يبخل عليها بالإبداع ولا على نفسه بميزانية تساعد على أن تبقى صورتها لامعة وساطعة دائما، من خلال الإخراج المثير، علما بأنه سيترقى قريبا لمنصب الرئيس التنفيذي، مما سيمنحه المزيد من القوة والحرية.
 
إلى ذلك الحين، كان أكثر من سخي مع زبوناته، حيث قدم لهن تشكيلة تقطر رومانسية بلمسة فنية تلعب على صورة امرأة مثقفة ومتفتحة على العالم تريد معانقة كل ثقافاته بأناقة، مما يفسر النقوشات الإثنية على الكثير من الإكسسوارات، مثل حقائب اليد والإيشاربات والأوشحة الصوفية الكبيرة التي رأيناها في عرضه الرجالي الأخير، في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وتكررت هنا لتضفي على المرأة دفئا ومظهرا بوهيميا في الوقت ذاته. 
 
النقوشات والألوان كانت أكثر ما ميز هذه التشكيلة. فقد عودنا كريستوفر بايلي التصميم الأنيق والمتقن في كل تشكيلاته السابقة، ومن هنا أصبح الأمر تحصيل حاصل، بيد أن درجات الألوان التي استقاها من أجواء الخريف إلى جانب النقوشات التي تستحضر جماعة الـ«بلومزبوري» وهوسها بالفن وكل ما يتعلق بالجماليات، كانت جديدة ومنعشة. مثل رسام يريد لوحة تحكي قصة لها بداية ونهاية، انطلق من ألوان هادئة، تتباين بين الوردي والبنفسجي والأزرق السماوي والأخضر التركوازي في الأزياء والإكسسوارات، لتزيد عمقا بالتدريج، خصوصا في بعض المعاطف والفساتين.
 
ولكي يخفف من قتامتها زرع عليها ورودا كبيرة تذكرنا بالفنان فان غوخ إلى حد ما.
 
القصات في المقابل كانت عصرية للغاية، تحترم تقنيات الدار ورموزها، لكنها تحترم أن المرأة لها شخصيات مختلفة حسب المناخ والأجواء والمناسبة التي تجد نفسها فيها.
 
فقد كانت هنا قطع منفصلة للنهار وفساتين من الدانتيل أو الحرير للمساء، لكن يبقى أجمل ما في التشكيلة المعاطف الطويلة والجاكيتات الواسعة التي حددها بأحزمة، وكانت لافتة بنقوشاتها المتضاربة. هذا التضارب لمس أيضا جانب الأقمشة التي جمع فيها الدانتيل مع الصوف أو الجلد في إطلالة واحدة، أو الحرير مع الكشمير أو الشامواه وهكذا. 
 
على نغمات فرقة موسيقية حية غنى فيها كل من إيد هاركورت وبالوما فايث، اكتملت اللوحة لتحيي قصة بدأت في فصل الخريف وانتهت في فصل الشتاء حين ظهرت العارضات متلفحات بالأوشحة، مما جعل الحضور يشعرون بالدفء والرغبة في الحصول على واحدة منها بعد انتهاء العرض مباشرة وليس غدا.
 
لحسن الحظ أن «بيربيري» تعرف هذا، وأطلقت خدمة على موقعها الخاص تتيح فيها لزبائنها فرصة اقتناء بعض هذه القطع بعد انتهاء العرض عوض الانتظار ستة أشهر.
 
كان العرض أيضا ديمقراطيا حيث بث مباشرة على مواقع الإنترنت في الكثير من دول العالم، حتى لا يشعر من لم يتمكنوا من الحضور بالغبن أو الحسرة.
 
أجمل ما في العرض:
- حقيبة يد أطلقت عليها الدار اسم «بلومزبوري» وهي بحجم كبير ومطبوعة بالألوان والنقوشات وكأنها لوحة فنية.
 
- أحزمة عريضة من نفس طبعات وألوان الأزياء.
 
- الأوشحة الكبيرة التي يمكن أن تغني عن معطف في الأيام الباردة.