أدوية فيروس "سى" الجديدة تعالج التهابات الكبد المناعية

حول مرض فيروس سى والالتهابات المناعية للكبد وارتفاع إنزيمات الكبد تسأل احدي المرضي: أعانى من التهاب مناعى بالكبد وارتفاع الإنزيمات الكبدية واكتشفت مؤخرا فيرس سى، وأتناول الآن الكورتيزون بجرعة مخفضة 20 مليجرام، وقيل لى إن العلاج المتوافر حاليا لا يصلح لحالتى، فهل هناك دواء دواء جديد لعلاج فيروس سى يصلح مع حالتى؟ وهل سيحدث مضاعفات للكبد بسبب تناولى الكورتيزون؟
 
ويجيب الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، قائلا: "من الممكن أن يحدث أكثر من مرض فى الكبد فى وقت واحد أو أوقات مختلفة، فمن المعروف أن مرضى فيروس سى يتعرض بعضهم إلى الالتهابات المناعية فى الكبد من النوع الثانى الذى يتم تكوين فيه أجسام مناعية فى الدم ضد الكلى والكبد تسمى بمضادات "LKM"، وفى هذه الحالة يكون نسيج الكبد عرضة لمشكلتين معا، فيروس سى والالتهاب المناعى الناتج عنه، وفى بعض الأحيان تكون الالتهابات المناعية أكثر شراسة من الفيروس ذاته، وتجعل الطبيب يوصى بأخذ مثبطات المناعة والكورتيزون لعلاج الالتهابات المناعية، رغم تأثيرها السلبى على الكبد وفيروس سى، ومن الممكن أيضا علاج الالتهابات المناعية بجلسات تعمل على فلترة الدم والبلازما من الأجسام المناعية التى تؤذى الكبد، لكن يجب علاج المرض الرئيسى المسبب لهذه الالتهابات المناعية وهو فيروس سى". 
 
وأشار إلى أنه كان العلاج المتعارف عليه هو الانترفيرون والريبافيرين، اللذين كانا يحدثان انتكاسة خطيرة فى بعض الأحيان لمرضى الالتهاب المناعى الكبدى، والذى تعانى منه هذه المريضة، ويأتى أحيانا بالسلب على النسيج الكبدى لأنه بالرغم من أن الانترفيرون والريبافيرين يخفضان من عد الفيروس فى الدم، إلا أن الانترفيرون يحفز جهاز المناعة مرة أخرى فى مهاجمة الكبد، خاصة فى وجود التهاب مناعى شديد مثل ما تعانى منه المريضة، لذا فإن الأدوية الجديدة مثل السوفوسبوفير والليديسفير والدكلاتوسوفير والأوسانوبريفير ليس لها أعراض جانبية، وتؤخذ بالفم ولا يوجد تعارض فى إعطائها مع الكورتيزون ومثبطات المناعة، وتنجح فى شفاء مثل هذه الحالات بنسب نجاح عالية بنسبة تفوق الـ 90%، وتستطيع التخلص تماما من الفيروس، الذى أدى أيضا إلى حدوث التهابات ومضادات مناعية LKM.
 
وقال عند التخلص من الفيروس فى مثل هذه الحالات تشفى المريضة تماما ولا تحتاج إلى علاج الكورتيزون والمثبطات المناعية، إذا كان الفيروس هو المحرك الأساسى والمحفز للالتهابات المناعية، ولكن هناك أنواعا أخرى من الالتهابات المناعية التى لا يكون سببها فيروس سى ويكون علاجها بالمثبطات المناعية فقط، ولا يؤثر فيها علاجات فيروس سى لأن فيروس سى فى مثل هذه الحالات ليس هو المحفز للالتهابات المناعية.
 
وأوضح أنه فى مثل حالة المريضة فإن فيروس سى هو المحفز للالتهابات المناعية، ويجب علاجها بالأدوية الجديدة التى لا تؤثر على جهاز المناعة وتؤثر فقط على تكاثر الفيروس وتحبطه، ومن ثم فإنه هو العلاج الأمثل فى مثل هذه الحالات والذى يعالج المرض من جذوره.
 
وعند العلاج بالأدوية الحديثة سيتم شفاء هذه المريضة تماما من الفيروس ومن الالتهابات المناعية دون الحاجة مستقبلا إلى الكورتيزون ومثبطات المناعة.