أستمرارا لمسلسل القضايا والفضائح .. نجل ملك البحرين يقاضي مايكل جاكسون

ليست الدعوى الوحيدةقضايا لا تتوقفنجم هوى قد يكون النجم مايكل جاكسون -48 عاما- ملكا متوجا على عرش موسيقى البوب في الثمانينيات وأوائل التسعينيات؛ إلا أنه هوى من على عرشه ليصبح متوجا على عرش الفضائح والدعاوى القضائية وعلى شفا الإفلاس.


حتى صديقه الأمير عبد الله بن حمد آل خليفة نجل ملك البحرين الذي استضافه بعد هربه من دائرة الأضواء إثر فضيحة التحرش الجنسي بالأطفال الثانية له عام 2005 قد أقام دعوى قضائية ضده.

بمنتهى الكرم تولى الأمير عبد الله استضافة النجم الكبير هو وعائلته المكونة من ثلاثة أطفال، من حيث نفقات الإقامة، والمعيشة، بل وحتى إحضار أصدقاء جاكسون المقربين للاحتفال معه بعيد الكريسماس في عام 2005.

وكل ما أراده الأمير في المقابل هو تأسيس شركة تسجيلات بعنوان "البحرين للتسجيلات Two Seas Records" مع جاكسون، ويتولى إصدار أعمال لصالحها، وكالعادة وقع جاكسون على عقود واتفاقات لم ينفذها ولم يقدم أي عمل للشركة.

وفي 15 أغسطس الماضي رفع الأمير عبد الله بن حمد دعوى قضائية ضد مايكل جاكسون في لندن يطالبه فيها بتنفيذ ما تعهد به في العقد الموقع بينهما حتى يعوض الأمير الملايين التي أنفقها على نجم البوب الكبير.

كان مايكل قد تعهد بإصدار أغنية سينجل بعنوانI Have This Dream كتبها لصالح ضحايا إعصار كاترينا وإصدار ألبوم جديد يعود به إلى الساحة الفنية، وبالطبع لم ينفذ مايكل أيا من العملين، مما دعا الأمير للجوء إلى القضاء.

الأغنية السينجل شارك في غنائها مغني الراب سنوب دوج وآر كيلي وكييشا كول وجايمس اينجرام وشانيس وال أوجيز وشقيق مايكل جاكسون جيرماين؛ مما دفع أندى جيبسون مدير أعمال فريق الـ"أوجيز" بالتصريح بأنهم يتساءلون متى ستصدر هذه الأغنية؟.

ليست الدعوى الوحيدة
هذه ليست الدعوى القضائية الوحيدة المرفوعة ضد مايكل جاكسون، فقد رفعت شركة المحاماة Lavely & Singer دعوى قضائية أيضا في الشهر الماضي ولكن في لوس أنجلوس تطالب فيها جاكسون بتسديد أتعاب المحاماة مقابل أتعاب ثلاث قضايا بلغت 180 ألف دولار أمريكي.

كما سبق وأن رفعت شركة محاماة أخرى تولت تمثيله قضائيا في محاكمة التحرش الجنسي عام 2005 دعوى أيضا تطالبه فيها بتسديد أتعاب المحاماة البالغ قدرها 256 ألف دولار.

أما أحدث الدعاوى القضائية المرفوعة ضده فهي من سيدة إنجليزية تدعى نونا باريس لولا جاكسون تدعي فيها أنها أم أولاده الثلاثة؛ برنس 10 سنوات، وباريس 9 سنوات، وبرنس مايكل II 5 سنوات، وتطالبه باقتسام حضانتهم.

إلا أن محكمة لوس أنجلوس أصدرت حكمها هذا الأسبوع برفض الدعوى القضائية لعدم توافر أي أدلة بيولوجية أو جينية على أنها الأم، إلى جانب أن الأطفال جميعا ولدوا في الولايات المتحدة الأمريكية وليسوا في انجلترا كما تدعي.

هذه هي الدعوى القضائية الرابعة التي ترفعها هذه السيدة أمام محاكم لوس أنجلوس وترفضها المحكمة، كما رفضت طلبها بإلغاء الزواجين السابقين لجاكسون من ليزا ماري بريسلي ومن ديبرا رو.

نونا تحاول التدخل في الدعاوى القضائية المتبادلة الحالية بين جاكسون وزوجته السابقة ديبورا على حضانة الأطفال.

وبالرغم من أن ديبورا تقاضت 900 ألف دولار كنفقة في العام بعد طلاقهم عام 1999، إلى جانب قصر في بيفرلي هيلز، وقصر في كاليفورنيا، وما لا يقل عن 4 ملايين كتسوية للطلاق؛ إلا أنها تخلت عن اتفاق السرية الذي بينهما وأدلت بتصريحات تمس جاكسون وتتهمه فيها بتعاطي المخدرات وبأنها تخشى على صالح الأطفال.

قضايا لا تتوقف
نشرت جريدة "ناشيونال انكوايرر" مؤخرا صورة لأوراق رسمية تثبت زواج جاكسون من مربية أطفاله في مقال يحمل خبر زواج مايكل جاكسون من جريس زورمبا في لاس فيجاس في أوائل هذا العام.

إلا أن جاكسون أنكر هذا الأمر بشدة، وأعلنت ريمون بين المتحدثة الإعلامية ومساعدة جاكسون من زمن نفيها التام لهذا الخبر، ووصفتها بأنها مزيد من محاولات البعض لتشويه صورة النجم، وقالت "الأنباء المترددة عن زواج مايكل جاكسون ليست صحيحة، وأي وثائق تثبت عكس ذلك هي وثائق زائفة".

يذكر أن مايكل جوزيف جاكسون من مواليد 29 أغسطس 1958، وهو الابن الخامس في عائلة فنية مكونة من ثمانية أشقاء وشقيقات يعملون في الفن تحت إشراف الأب الصارم الذي كان يتولى أعمالهم، وكون منهم فريقا اشتهر باسم "جاكسون فايف" كان مايكل نجمهم الغنائي ولم يتجاوز السابعة من عمره.

برزت موهبة جاكسون الفنية الكبيرة مبكرا في الغناء والرقص، وتميز عنهم بطاقته الديناميكية الهائلة، وفي عام 1968 وقع الفريق عقدا مع شركة تسجيلات "موتاون".

وأصدر في عام 1969 -وهو لم يتجاوز الـ11 من عمره- أول أغنية سينجل مع الفريق بعنوان I Want You Back ونجحت نجاحا كبيرا، وفي عام 1970 احتلت أغنيتهم I , ll Be There أعلى قوائم الأغاني مما جعل فريق "جاكسون فايف" أول فريق غنائي في تاريخ موسيقى البوب تتصدر أربعة من أغانيه قوائم أغاني القمة.

في 1971 قامت موتاون بإصدار أول أغنية فردية لمايكل جاكسون، وكانت بداية مستقبل فني مزدهر تعاون فيه بالغناء مع أسماء كبيرة مثل ديانا روس وكوينسي جونز الذي أنتج له أول ألبوم عام 1978 بعنوان Destiny بعد انفصالهم عن موتاون، واحتلت أربع أغان منه أعلى قوائم الأغاني، وفاز عنه جاكسون بأول اسطوانة بلاتينية، فقد تجاوزت مبيعاته 7 ملايين نسخة.

وبدأ جاكسون مسيرته الفنية المنفردة، إلا أنه ظل على وفائه لأشقائه الذين تحول اسمهم إلى "الجاكسونز" وظل يكتب لهم أغاني ناجحة، وفي 1982 أصدر ألبومه الثاني الظاهرة Thriller الذي كان بمثابة انقلاب في عالم موسيقى البوب، وظل على قوائم أنجح الألبومات لعامين متتاليين، وتعاون فيه بأغنية The Girl Is Mine مع بول مكارتني، وضم أغانيه الناجحة Billy Jean وBeat It.

وفي 16 مايو 1983 وضع بصمته الخاصة في عالم العروض الغنائية حين قام بأداء حركته الشهيرة "السير على القمر" ورغم أنه لم يكن هو مبتدعها إلا أنها اشتهرت به والتصقت به مثل القفاز الأبيض الذي كان يرتديه.

وفي 1984 كتب بالاشتراك مع النجم ليونيل ريتشي أغنية We Are The World التي اشترك في غنائها العديد من كبار نجوم الغناء لصالح ضحايا المجاعة في إفريقيا، وحققت أعلى الإيرادات على الإطلاق في تاريخ الأغاني السينجل.

منذ السنوات الأولى لنجومية جاكسون وكان هناك العديد من التكهنات بشأن حياته الخاصة بسبب صوته الأنثوي الناعم وخجله الشديد وهوسه بشكله ومظهره، وخوفه المبالغ فيه من الأمراض، إلى جانب العديد من التصرفات الغريبة، مثل نومه في خيمة مجهزة خصيصا لإبطاء عملية التقدم في السن، وشرائه مزرعة كبيرة في كاليفورنيا أطلق عليها اسم "نيفر لاند" وتجهيزها بمدينة ملاهي كاملة وحديقة للحيوانات.

كما أجرى جاكسون عددا لا حصر له من عمليات التجميل حولت شكله تماما، حيث تحول من رجل أسود إلى مسخ مشوه غير معلوم الهوية ذي بشرة بيضاء وعينين واسعتين وأنف مدبب وشعر أسود ناعم.

وفي 1985 اشترى جاكسون نصيب شركة "ايه تي في" في حقوق الملكية لمجموعة كبيرة من أغاني فريق البيتلز مزايدا على المبلغ الذي عرضه بول مكارتني عضو الفريق السابق، مما أنهى صداقته مع جاكسون.

وبالرغم من أن ألبومه الثالث Bad الذي صدر عام 1986 لم يكن في مستوى ألبومه السابق من حيث القوة والتجديد، إلا أن الجمهور المتلهف والمفتون بمايكل جاكسون تلقاه بمنتهى الترحيب وحقق نجاحا كبيرا، وتصدرت خمس أغنيات منه أعلى قوائم الأغاني، وقام جاكسون بجولة فنية عالمية كبرى للترويج للألبوم الذي باع 8 مليون نسخة.

ولكن الصحافة كانت قد بدأت تطلق عليه ألقابا منها "جاكسون المختل" مما كان يضايقه بسبب تواصل تصرفاته الغريبة، وفي 1991 أصدر آخر ألبوم له مع كوينسي جونز، وهو Dangerous، وكالعادة احتل الألبوم رقم واحد في قوائم الألبومات وخاصة أغنية Black & White التي صورها فيديو بأحدث التقنيات في وقتها باستخدام الكمبيوتر في تنفيذ الخدع، مما جعلها تحدث نقلة كبيرة في عالم الأغاني المصورة.

نجم هوى
وكان جاكسون دوما يفضل رفقة الأطفال على الكبار، ويستضيف العديد منهم في مزرعته الشهيرة "نيفر لاند" بدعوى تعويضه لطفولته المفقودة التي أفناها في العمل ولم يستمتع بها؛ إلى أن تفجرت فضيحة التحرش الجنسي عام 1993 والتي أثارها ضده أحد الأطفال -13 سنة- من الذين كانوا يترددون على مزرعته، واتهمه بالتحرش الجنسي به. وتلقفت الصحافة هذه الادعاءات لتروج لها، بدليل العديد من تصرفاته الغريبة.

ورغم أنه لم توجه أي تهم قضائية إلى جاكسون، ورغم أنه ظل يدافع بأن هذه الادعاءات ما هي إلا محاولة ابتزاز؛ إلا أنه فضل تسوية الأمر خارج أروقة المحاكم مع أسرة الطفل مقابل مبلغ 20 مليون دولار عام 1995، واعتبر الكثيرون هذه التسوية بمثابة اعتراف بالذنب منه.

وفي محاولة لاسترجاع ثقة الناس فيه وتصحيح الصورة المشوهة له كشخص مريض يتحرش بالأطفال؛ تزوج مايكل جاكسون للمرة الأولى من ابنة ملك الروك اند رول ألفيس بريسلي، وهي ليزا ماري، وذلك في عام 1994، ولم يدم زواجهما سوى عام ونصف، لتعود من جديد الشائعات حوله وحول سلوكه.

وعلى الصعيد الفني حاول أن يحتفظ بمكانته كملك لموسيقى البوب بإعادة توزيع أغان سابقة له وإصدارها في ألبوم حقق مبيعات كبيرة، وحصل على الاسطوانة البلاتينية، وأصدر أغنية سينجل Scream مع شقيقته المغنية جانيت جاكسون حققت أيضا نجاحا كبيرا في عام 1997، ولكنها احتلت المركز الخامس على قوائم الأغاني.

وتزوج مايكل ثانية من ممرضته ديبرا روفي في العام نفسه، وأنجب منها ابنه برنس وابنته باريس، ولكنهما انفصلا بعد عامين، وأنجب منها لاحقا عن طريق التلقيح الصناعي ابنهم برنس جاكسون II ليثير من جديد الشائعات والتكهنات حوله.

شهد عام 2001 صدور ألبومه Invincible الذي احتل المركز الأول منذ صدوره، وحصد اسطوانتين بلاتينيتين دفعة واحدة، ثم سرعان ما دبت الخلافات بينه وبين الشركة المنتجة سوني، وانتهت علاقتهما المهنية تماما في أواخر 2002.

وجاء عام 2003 بفضيحة جديدة لمايكل الذي لم يكد يستعيد نجوميته حتى فوجئ باقتحام قوات الشرطة لمزرعته وتفتيشها والقبض عليه بتهمة محاولة التحرش الجنسي مرة أخرى، ولكن هذه المرة كان الطفل مريضا بالسرطان ودعاه جاكسون لمزرعته للتسرية عنه، وبدأت المحاكمة في يناير 2005 لتنتهي ببراءة ساحته بعد خمسة أشهر قضاها جاكسون تحت سياط الإعلام والرأي العام الذي أصدر حكما بإدانته بصرف النظر عن حكم القانون.

وسافر جاكسون إلى البحرين ليبتعد عن الولايات المتحدة الأمريكية حتى تهدأ ضجة القضية، ويبتعد عن الأضواء ليقيم في ضيافة الأمير عبد الله نجل ملك البحرين، لتبدأ سلسلة أخرى من الشائعات بشأن إسلامه واعتزاله الغناء؛ إلا أن كل ذلك انتهى بعودته لأمريكا ثانية في أوائل 2007.

منذ أوائل هذا العام ترددت أخبار كثيرة عن إصداره لألبوم جديد، رغم أنه لا توجد أي مؤشرات تدل على ذلك. وقد تعاقد مع أكبر فنادق لاس فيجاس للغناء فيه ولكن الفندق ألغى الفكرة بعد أن بالغ جاكسون في مطالبه، رغم تدهور أحواله المالية التي لا تخفى على أحد، وعرضه مزرعة نيفرلاند للبيع ونصيبا كبيرا من حقوق ملكية مجموعة أغاني البيتلز التي اشتراها ابن جون لينون منه.