في الموضة .. ليس كل ما غلا ثمنه استثمارا

بعض المنتجات المرفهة تزيد قيمتها مع الزمن وبعضها يتحول إلى مجرد سلعة مستعملة
بعض المنتجات المرفهة تزيد قيمتها مع الزمن وبعضها يتحول إلى مجرد سلعة مستعملة

عندما نشتري قطعة بغض النظر عن سعرها، فإننا نشتريها لأننا نقع في حبها ونريدها للاستعمال الشخصي أو التباهي بها، أما فكرة الاستثمار فيها فلا تتعدى استعمالها لعدة مواسم مقبلة، أي إننا قلما نفكر في الاستثمار فيها باستعمالها ثم بيعها مرة أخرى.
 
لكن، يبدو أن هناك شريحة من المتسوقين يولون هذا الجانب بعض الاهتمام ويأخذونه بعين الاعتبار.
 
فالملاحظ أنه كلما ترددنا في شراء قطعة غالية الثمن على أساس أن لدينا الكثير مثلها، تتردد على مسامعنا عبارة «لم لا، فثمنها فيها، ويمكن توريثها أو الاستثمار فيها؟». 
 
لكن، هل صحيح أن كل قطعة غالية الثمن هي استثمار لا يفقد قيمته مع الوقت مثل الذهب؟ 
والجواب، حسب أرقام مبيعاتها عندما تنتهي مدة صلاحيتها الأولى، أنها ليست كذلك، لأن الكثير منها يتحول إلى مجرد سلعة مستعملة.
 
جاء هذا الرد على لسان خبراء في مواقع متخصصة في إعادة بيع المنتجات الفاخرة «المستعملة» مثل «إيباي» و«فيستيير كوليكتيف»، يقصدها الكثير من الزبائن لبيع أزياء وإكسسوارات لم تعد لهم حاجة بها، أو تلقوها كهدية لم ترق لهم. 
 
فليس كل ما هو غال «ثمنه فيه»، إلى حد أنه يتحدى الزمن وتقلبات السوق والأذواق. صحيح أن هناك أسماء تحافظ على قيمتها مثل «هيرميس» و«شانيل» وربما تزيد أسعارها بعد عقود، على أساس أنها «فينتاج»، لكن هناك أسماء تفقدها سريعا.
 
«ذي رييل رييل» (therealreal) موقع آخر يتخصص في بيع هذه المنتجات، قدر بان 500.000 قطعة من 500 ماركة متوافرة في قاعدة بياناتها لا تحافظ على قيمتها كاملة دائما. 
 
وأضاف أنه بينما تصمد ماركات مثل «شانيل»، «لوي فويتون»، «هيرميس»، «كارتييه»، «علايا»، و«فان كليف آند أربلز»، في وجه التغيرات، فإن أسماء أخرى تفقد قيمتها، مثل «تودز»، «إيترو وفرساتشي»، «مارني»، «ألكسندر وانغ»، «مارك جايكوبس»، بينما تحافظ أسماء أخرى مثل «فكتوريا بيكام»، «شارلوت أوليمبيا» و«ألكسندر ماكوين»، على كل قيمتها وفي الوقت لكنها تبقى مرغوبة أكثر.
 
وتبين أن أحد أهم الأسباب المؤثرة في القيمة السعرية، مدى توافر المنتج. بمعنى أنه كلما توافر بشكل كبير وأصبح في متناول الجميع، قلت قيمته الاستثمارية. أما إذا كان لا يخضع إلى مبدأ التنزيلات الموسمية، أو يوجد على مواقع الإنترنت، فإن الطلب عليه يزيد مما يحافظ على سعره، لأن الزبون يريد أن يشعر بأنه يحصل على قطعة نادرة طال انتظارها، وليس مجرد قطعة يمكنه الحصول عليها بسعر أقل في حال صبر إلى موسم التنزيلات.