بين المسموح والممنوع .. ماذا يأكل الرياضيون ؟

ماذا يأكل اللاعبون؟ هل هناك أكلات خاصة؟ هل يختلف أكل لاعب كرة القدم عن لاعب الرياضات الأخرى؟


سألنا العديد من الأندية، وجدنا بأن هناك تدخلات أو توصيات من المدربين في تحديد نوع الأكل، سواء يوم المباراة أو أثناء المشاركة في بطولات عالمية، وفيما يخص الألعاب المختلفة ككرة الطائرة والسلة والتنس وألعاب القوى فإن ما يقدم في الفندق الذي تقطنه الفرق يكون مناسبا للاعبين حسب توصيات متخصصين ولا سيما التركيز على السلطات والمشويات، وفي هذا الصدد تحدث الينا الدكتور رائد الرنسيسي الذي له تجارب كثيرة.

ولأن كرة القدم هي اللعبة الشعبية وبما أن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من المنتخبات العربية الشهيرة ووصل إلى كأس العالم أربع مرات متتالية، آثرنا محاورة طباخه الخاص المصري عبد الفتاح احمد عبد الله الذي أمضى نحو 25 عاما في عمله مع اتحاد القدم السعودي. وأشار الى أن المعكرونة باللحم أو الدجاج بالإضافة إلى السلطات بشتى أنواعها وجبة رئيسية تقدم يوميا، وبين عبد الفتاح أن طبيب المنتخب يتدخل في إعداد الوجبات وهناك قائمة ممنوعات أيضا.

ويقول طباخ المنتخب إن هناك ثلاث وجبات رئيسية تقدم للاعبين يوميا:
الإفطار يبدأ بعد صلاة الفجر مباشرة، ثم وجبة الغداء في الساعة الثانية عشرة والنصف وبعدها وجبة العشاء بعد نهاية التمرين، كما تقدم وجبة خفيفة في العصر عبارة عن كيك وساندويشات بالجبن والخيار وأجبان مشكلة وعصائر وهذه الوجبة تقدم لان اللاعب يستهلك طاقة كبيرة اثناء أداء التمرين اليومي وعادة نحرص على تقديم الوجبات بشكل بوفيه مفتوح ليكون الخيار أكبر.

ويتابع أحمد انه يحرص على تقديم المعكرونة والشوربة واللحوم والدجاج والسمك والخضروات بأنواعها بالإضافة إلى العصير الطازج وفي بعض الاحيان نقدم لهم أطباق الارز ونحرص على عدم وجود أي دسم في الوجبات، خاصة إذا كانت هنالك مباراة في نفس اليوم، ونقدم وجبة خفيفة في فترة ما بعد الظهر على طريقة «البرانتش» مثل الساندويشات بالجبنة البيضاء مع شرائح الخيار وبعض قطع البسكويت الهشة، ويكون هناك تنسيق بيني وبين طبيب المنتخب على بعض الوجبات.

وتعتبر الاطباق الغنية بالكاربوهايدرات والبروتينات اساسية في نظام اللاعبين الغذائي غير ان هناك ممنوعات كثيرة أيضا، حيث نحذر اللاعبين من تناول كل ما هو حار ويحتوي على الكثير من البهارات والصلصة والكاتشاب والشطة والزيوت لأنها تضر باللاعب وتسبب له انزعاجا صحيا، وربما يؤدي هذا الانزعاج إلى القي إثناء التمرين أو المباراة، كما ان الأكل الحار المبالغ فيه كوجود الفلفل والزيوت، وممنوع في جميع الاوقات، إن كان خلال التمرينات او المباراة.

أما بالنسبة للارز، فمن المعروف انه محبب لدى جميع اللاعبين العرب، ولا يقتصر على لاعبي المنتخب السعودي بل على منتخبات دول الخليج كلها، ويشار الى انه خلال نهائي كأس آسيا الأخيرة حدث موقف طريف حيث اغلب المنتخبات كانت تعاني من نقص في كمية الارز واضطررنا اخذ كمية من المنتخب البحريني الذي يقطن معنا في نفس الفندق وقاموا بالتعاون معنا، فكما هو معروف أن الدول الأوروبية التي لعبنا فيها خلال كأس العالم وكذلك في اليابان خلال مونديال 2002 لا يوجد فيها الارز المناسب الذي اعتاد على اكله اللاعبون العرب، وبالتالي نحرص على أخذ اكبر كمية ممكنة معنا من السعودية، لكن نحرص دائما على ان تكون نسبة وجبة الارز لا تتعدى الـ70 غراما للاعب الواحد.

وبالحديث عن المذاق الشخصي للاعب فيما يخص الطعام، يقول أحمد إنه يفضل طريقة تقديم الطعام من خلال بوفيه مفتوح لمختلف أنواع الاطعمة الصحية لترضي جميع الاذواق، والبوفيه يتضمن السلطات والحلويات والعصير، وهناك إجماع من قبل جميع المدربين الذين عملت معهم على ان الطعام الذي اقوم بتقديمه لافراد المنتخب عالي الجودة وغني بالفيتامينات وقليل الدسم وهذا ما يحتاجه اللاعب في نظامه الغذائي اليومي.

أنا أحرص على إعداد الوجبات التي تعتبر رئيسية خاصة المعكرونة باللحم والدجاج والسلطات واللحم والدجاج المشوي وعلى حسب توقيت المباراة التي يلعبها المنتخب، فمثلا إذا كانت في الساعة السابعة مساء تكون هنالك وجبة خفيفة، سلطة وعصير طازج برتقال أو مشكل.

ويقول الدكتور رائد الرنسيسي الذي سبق واشرف على 12 منتخبا شاركوا في الدورة العربية بالجزائر،إنه حريص على متابعة الوجبات التي تقدم للاعبين ويكون هنالك تنسيق بين الطبيب وإدارة الفندق بحيث تكون الوجبات مليئة بالبروتين والنشويات التي تعطي الطاقة للاعب وعلى حسب المجهود الذي يبذله اللاعب تتحدد نوعية الأكل.

وحول وجه الاختلاف بين لاعب كرة القدم ولاعب الرياضات الاخرى في كمية ونوعية الأكل يقول الدكتور الرنسيسي: لا يوجد اختلاف كبير ولكن يتحدد ذلك بحسب كمية المجهود البدني لكل لاعب، فمثلا لاعب الكرة الطائرة يبذل مجهودا بدنيا اقل من لاعب كرة القدم. والى جانب النظام الغذائي السليم هناك عوامل أخرى يجب أخذها بالاعتبار خاصة مع اقتراب بدء المباراة، فهناك جدل طبي دائر يفيد بأن الوضع النفسي للاعب يكون له أثره في أدائه على الملعب، لذا ينصح بأن يقضي أطول وقت ممكن مع أفراد عائلته قبل تفرغه للمباراة، لانه من المهم جدا ان يكون اللاعب مرتاحا من الناحية النفسية ليلعب بشكل أفضل.