العطور جذابه.. ولكن!

 العطور جذابه.. ولكن!!
العطور جذابه.. ولكن!!

ما أجمل العطور وما أجمل أن يلامس بشرتك شذى عطر ذكي تحبينه وأن يتغلف بهذا العطر جميع ما يحيط بك، ملابسك، بيتك، عملك، وأن يصبح عطرك جزءاً منك تحملين زجاجته في حقيبتك أينما ذهبت، فلقد أصبح بالفعل كل شئ يحمل عطراً مميزا وجميلاً يناسب جميع الأذواق فأدوات التجميل الخاصه بك كل منها لها عطرها الخاص، وكذلك منتجات العناية بالبشرة، ومنتجات العناية بالشعر.

فالعطور ليست اختراعاً حديثاً لأن أجدادنا استخدموها قديمأً وعنوا بها كثيراً، فللعطور روائح كثيرة ومتعددة للغاية وكل منا يختار ما يناسبه، والعطر الذي تفضلينه أنت قد لا تفضله الأخريات، فهي مسألة ذوق وكل منا يختار ما يناسبه، ولكن هل هناك من لا يحب العطور في مجملها ولا يجرؤ حتى على استخدامها؟ نعم فالبعض يعاني حساسية شديدة تجاه العطور فمن أين جاء هذا الداء ولماذا ظهرمؤخراً فقط ولم يعرفه أجدادنا؟ 
 
وللإجابة على ذلك أكد الباحثون أنه حتى القرن العشرين كانت صناعة العطور معتمده كلية على المكونات الطبيعية المستمدة من النبات والحيوان، وحتى اليوم مازال هذا النوع الراقي من العطور موجوداً ولكن للأسف لا يستطيع الكثيرون اقتناء زجاجة واحدة منه وذلك لغلو ثمنه.
 
العطور الرخيصة
وعلى النحو الآخر هناك صناعة العطور الرخيصة وهى للأسف سلعة رائجة لزيادة الطلب عليها وللعلم أن 95% من مكونات هذه العطور هى مركبات اصطناعية مشتقة من مواد بترولية، وهي بالطبع مواد بالغة الأذى تضاهي في أذاها الدخان المنبعث من السجائر. 
 
وتلك الصناعات من الممكن أن يمتد تأثيرها السلبي لما بعد الحساسية بكثير فلا تتعجبي إذا عرفت أنها تتسبب في أمراض الجهاز العصبي والإصابة بسرطان الجلد، ومن الممكن أن تحدث عيوباً خلقية للجنين أثناء فترة الحمل، فعندما يلامس العطر الجلد بطريقة مباشرة برشه على الجسم أو غير مباشرة برشه على الملابس فإن هذه المواد الكيميائية تنفذ منها للجلد وتذهب مباشرة إلى مجرى الدم، فضلاً عن استنشاق رذاذ هذا العطر وتأثيره على خلايا الدماغ، مع العلم أن كثيرا من هذه الروائح لها تأثير المخدر.
 
العطور وآلام الصداع
البعض منا يصاب بالصداع تجاه العطور حتى الطبيعية منها ذات الماركات العالمية وهذا أمر شائع جداً ولكن ما السبب في هذا  الصداع؟ 
 
السبب هو رائحة العطر والتي من المؤكد أنها قوية بدرجة كافية لا يستطيع الاستقبال الحسي للمخ لديك في استيعابه، وللعلم يجب أن نعرف أن كل فرد منا له قدرة تختلف عن الآخرين في تنشق كمية العطر؛ فهناك من يصيبه الصداع مع أقل رذاذ، والآخر له القدرة على تنشق كمية أكبر، وهكذا. 
 
لقد عانى الكثيرون من ذهابهم للأطباء لظنهم بأنها أعراض حساسية ولكن تأتي النتيجه بأنه صداع نصفي ولا وجود لأى حساسية على الإطلاق، وينتهي بهم الأمر إلى تناول دواء للصداع النصفي لوقف هذا الألم، وما عليهم إلا الابتعاد عن العطور والتعايش مع هذا الوضع بحرمان أنوفهم من تلك المتعة، ولكن الحرمان في حقيقة الأمر ليس حلاً فهناك حل آخر قد يكون صعباً وسيتطلب الصبر، فإذا كان من الأمر بد فهو الاعتياد على رائحة تلك العطور والتعامل معها.

ففي البداية يمكنك أن تعودي أنفك على أن تشتم عطورا وروائح هادئة ومتنوعة، ثم رويداً رويداً ومع الوقت قومي بإدخال عطور أقوى، وهكذا ولكن تجنبي التحميل الزائد على نفسك وخصوصاً في البداية فكل شئ بقدر وعليك بالصبر فإذا أصبت بالصداع فتوقفي على الفور وعاودي الكرة في اليوم التالي، وسجلي ملاحظاتك تجاه العطور التي تتسبب في الصداع من عدمه، ومدى تحملك لكل نوع  منها، وهل هناك تقدم أم أنك مازلت تعانين من الصداع، وهل مازال الصداع قوياً أم خفت وطأته عن ذى قبل، قد تستغربين هذا الحل كثيراً ولكنه مجرب بالفعل ويستحق منك أن تجربيه أنت أيضاً.