مضادات الحموضة .. أخطاء شائعة حول أستخدامها

تعتبر مضادات الحموضة من الأدوية التي يقتنيها الناس عادة من دون وصفة طبية رسمية، فهي تتوفر حتى على أرفف المتاجر. ومن الملاحظ أن الكثيرين يستخدمون مضادات الحموضة بطريقة مفرطة مما يدعو الأطباء لإطلاق نصائحهم نحو تقنين استخدام مضادات الحموضة تجنبا لحدوث آثارها الجانبية، مثل عسر الهضم والإمساك والتهاب المعدة وتكوُّن الحصوات في الكلى.
 
إن من أفضل طرق استعمال مضادات الحموضة والاستفادة منها أن يتم وصفها بمعرفة الطبيب، وألا تزيد مدة الاستعمال على أسبوعين يتم بعدهما تقييم حالة المريض وتقرير ما إذا كان يحتاج للاستعانة بوسائل تشخيص أخرى كمنظار الجهاز الهضمي العلوي لمعرفة سبب استمرار الشعور بحموضة المعدة.
 
وفي بعض الحالات يحتاج المريض لاستعمال مضادات الحموضة مرة أخرى، ولا بأس في ذلك على أن يتم بعد قضاء فترة زمنية لا تقل عن شهر. ومن أهم وسائل التخفيف من أزمة الحموضة والارتجاع أن تتم مراعاة النمط الغذائي الصحي واتباع أسلوب حياة سليم.
 
وعلى الرغم من هذا التحفظ الطبي على تقنين استعمال مضادات الحموضة، فقد صدرت نتائج دراسة أميركية نشرت في العدد الأخير من مجلة «أبحاث الوقاية من السرطان» (Cancer Prevention Research)، قام بها باحثون من جامعة ميتشيغان، شملت 596 مريضا من الذين يعانون من سرطان الرأس والعنق، استعمل ثلثا عدد هؤلاء المرضى مضادات حموضة (مثبطات ضخ البروتون أو حاصرات الهستامين2).
 
وأظهرت الدراسة أن مضادات الحموضة أدت إلى ارتفاع كبير في معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام لهؤلاء المرضى. وأرجع الباحثون ذلك إلى الدور الكبير لمثبطات ضخ البروتون الذي هو من وظائف مضادات الحموضة.
 
لقد انخفض خطر الموت بنسبة 45 في المائة مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين لم يتناولوا مضادات الحموضة.
 
كما وجد في نفس هذه الدراسة أن استعمال حاصرات الهستامين2 أدى إلى خفض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 33 في المائة.
 
ويعتبر الارتجاع المريئي لحامض المعدة أحد الآثار الجانبية الشائعة عند المريض الخاضع للعلاج الكيميائي والإشعاعي اللذين يستخدمان في علاج الأورام السرطانية، مما يدعو الطبيب لإضافة مضادات الحموضة إلى قائمة العلاج.
 
لقد وجد أن مضادات الحموضة المستخدمة لعلاج الارتجاع المريئي ضمن علاج السرطان لم تخفف من أعراض الحموضة والارتجاع فحسب، بل أدت أيضا إلى البقاء على قيد الحياة بشكل أفضل عند المرضى الذين يعانون من أورام الرأس والعنق.
 
وقد صرح الباحثون بأنه ليس واضحا لهم حتى الآن سبب تأثير مضادات الحموضة على تطور السرطان، وعليه فسوف يستمرون في البحث عن آلية ذلك، بل والأكثر منه محاولتهم معرفة ما إذا كان استخدام مضادات الحموضة عند الناس الذين يعانون من مرض الارتجاع المريئي أو الذين هم مهددون بالإصابة بالسرطان سوف يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرأس والعنق. وهذه النتائج تقتصر على مرضى سرطان الرأس والعنق فقط.