كيف نمنع تشوهات الأسنان عند الأطفال؟

من الأخطاء الشائعة عند معظم الأمهات الاستمرار في إعطاء الطفل المصاصة أو «اللهاية» الخاصة بالمواليد واستخدامها لفترة طويلة، وقد تفشل الواحدة منهن في إيقاف صغيرها عن استخدامها أمام إصراره وبكائه كي ترضخ الأم لتلبية رغبته في استخدام المصاصة.
 
والبعض الآخر من الأمهات يمنحن الطفل المصاصة طواعية كي يرتحن من إزعاج الطفل وبكائه.
 
إن هؤلاء الأمهات لا يدركن مساوئ استخدام الطفل للمصاصة على المدى الطويل من نموه، وما تتسبب في حدوثه للطفل عندما يكبر، من مشاكل متنوعة في أسنانه مثل تزاحم الأسنان وتشوهاتها والاضطرار إلى خلعها مبكرا، إضافة إلى مضاعفات ذلك على الفكين، مثل ضيق الفك العلوي وبروزه إلى الأمام.
 
وهاتان الحالتان تؤديان إلى مشاكل أخرى ومن نوع آخر تتعلق بتغذية الطفل وإصابته بأعراض سوء التغذية بسبب الخلل الذي يصيب ترتيب الأسنان ويحول دون الانطباق السليم ويؤدي إلى العضة غير المتوازنة.
 
إن ما قيل عن مضاعفات استخدام المصاصة لفترة طويلة ينطبق تماما على مشكلة مصّ الأصابع بشكل مستمر قد يمتد عند بعض الأطفال حتى سن العاشرة وما بعدها، كما يمتد بنسبة ضئيلة حتى سن المراهقة والشباب.
 
ومن الأطفال من لا يستطيع النوم إلا بممارسة مص الأصابع حتى أثناء النوم، وإلا فسيصبح عصبي المزاج قلقا وعدوانيا. هذا إضافة إلى ما يصيب الأسنان من تشوهات كبيرة تعوق وظائف الفم للأكل والمضغ وحتى التأثير على الكلام الواضح ومخارج الحروف الشفوية والسنية.
 
والصواب هنا أن تعي الأم أن المصاصة أو اللهاية من أدوات المواليد لا الأطفال الكبار، ويجب أن توقف تدريجيا منذ الصغر قبل أن يتعود الطفل على استخدامها وعدم الاستغناء عنها.
 
أما عن مصّ الأصابع فهي عادة مزعجة للوالدين وكل من يشاهد الطفل، خاصة إذا تعدى عمره الـ5 سنوات، إنها مشكلة اجتماعية وصحية معا.
 
إن تشوهات الأسنان تتطلب تدخلا علاجيا يشرف عليه اختصاصي تقويم الأسنان، يكون في غالب الحالات باستخدام وسائل وأجهزة التقويم المناسبة، وفي بعض الحالات يتم بخلع بعض الأسنان أولا خاصة إذا كان الفك صغيرا والأسنان متزاحمة، وبعضها بزغ في غير مكانه.
 
إن تقويم الأسنان عملية دقيقة تستغرق من سنة إلى 18 شهرا وتحتاج إلى صبر وتعاون كبيرين من والدي الطفل والطبيب المعالج، وسيظل المريض زبونا دائما لطبيب تقويم الأسنان حتى بعد انتهاء مرحلة تقويم الأسنان حيث يستخدم المريض جهازا يسمى retainer يُصنع من سلك أو بلاستيك قوي.
 
إن من أهم أسباب نجاح العلاج وتفادي المضاعفات التي قد تحدث خلاله تعاون المريض وذويه مع الاختصاصي باتباع التعليمات والانتظام في مواعيد الزيارة الدورية.