الغذاء النباتي للأطفال البدينين .. يحسن المؤشرات الصحية ويقلل الوزن

الغذاء النباتي .. يقي الأطفال البدينين من أمراض القلب
الغذاء النباتي .. يقي الأطفال البدينين من أمراض القلب

تعتبر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية، واحدة من أهم المخاطر الكثيرة التي يمكن أن تحدث للأطفال الذين يعانون من البدانة، وذلك بجانب الكثير من المشكلات الصحية الأخرى بطبيعة الحال.
 
وعلى الرغم من مئات الدراسات اليومية التي تتناول كل ما يتعلق بالبدانة، سواء أسبابها أو نتائجها على المدى القصير والبعيد أو كيفية التخلص والعلاج منها، إلا أن معدلات البدانة ما زالت مرتفعة. 
 
وما زالت السمنة تشكل خطرا على صحة الأطفال على مدى العقود الثلاثة الأخيرة وتضاعفت نسبة البدانة في الأطفال من عمر 6 سنوات وحتى 11 سنة وزادت أكثر من 4 أضعاف بالنسبة للمراهقين من عمر 11 وحتى 18 عاما، وهو الأمر الذي يمثل تحديا أمام الجهود الكبيرة المبذولة للحد من أخطار البدانة في العالم كله، وبشكل خاص في الولايات المتحدة الأميركية والتي يعاني معظم المراهقين فيها من ازدياد الوزن بشكل ملحوظ. 
 
وحسب مركز مراقبة الأمراض والوقاية فإن نسبة نحو 70 في المائة من الأطفال من عمر 5 وحتى 17 سنة لديهم على الأقل عامل خطورة واحد للإصابة بأمراض القلب.
 
أكل نباتي
وأشارت أحدث الدراسات التي ناقشت البدانة والتي نشرت في منتصف شهر فبراير (شباط) الحالي في مجلة «طب الأطفال The Journal of Pediatrics» وقام بها باحثون من مستشفى كليفلاند وجامعة ومستشفى الأطفال بأوهايو بالولايات المتحدة، أشارت إلى أن مخاطر التعرض لأمراض القلب لأطفال الذين يعانون من البدانة يمكن أن تنخفض جدا في حالة اتباع حمية غذائية تعتمد على الأكل النباتي بجانب تقليل الدهون.
 
وحسب توصيات رابطة القلب الأميركية (AHA) فإن الأشخاص الذين يعانون من البدانة يجب عليهم أن يتناولوا غذاء يحتوى على الفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان بجانب القليل من المكسرات مثل اللوز والكاجو وأن يبتعدوا عن الدهون واللحوم الحمراء والمشروبات التي تحتوي على كمية سكريات كبيرة ولكن هذه التوصيات كانت للبالغين. 
 
وفى الدراسة الجديدة بالنسبة للأطفال أوضحت الدراسة أن الغذاء النباتي التام يعني خلوه تماما من منتجات الألبان واللحوم سواء البيضاء أو الحمراء وكذلك الدهون.
 
بدانة الأطفال
الدراسة تم إجراؤها على 28 طفلا ومراهقا تتراوح أعمارهم بين 9 و18 عاما وجميعهم يعانون من البدانة وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم (يعتبر ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم من عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب) وتركت الحرية لهؤلاء الأطفال أن يختاروا بين الحمية الخاصة بتوصيات رابطة القلب الأميركية الخاصة بالكبار أو يتبعون الحمية التي تعتمد على الغذاء النباتي الخالص، وكذلك اتبع أحد الوالدين لكل طفل، نفس نوعية الحمية التي يتبعها الطفل (لدراسة تأثير كل حمية على الفئات العمرية) وذلك لمدة شهر.
 
وتناول المشاركون في الحمية النباتية الغذاء النباتي فقط دون دهون أو لحوم أو منتجات حيوانية وكان ذلك فقط أدى إلى نقص البروتين اليومي الذي يتناولونه من 42 غراما يوميا إلى 2.4 جرام فقط، وكذلك أدى إلى نقص تناول الدهون والدهون المشبعة بمقدار 18 في المائة.
 
لاحظت الدراسة أن الذين اتبعوا تلك الحمية النباتية تحسنت لديهم عدة قياسات، منها: حدوث تحسن في القراءة الأعلى لضغط الدم systolic blood pressure، وكذلك تقليل الوزن، وكذلك النسبة الكلية للكولسترول وأيضا قلت نسبة الكولسترول الضار منخفض الكثافة LDL، وأيضا قلت نسبة الإنسولين وكذلك قلت مساحة كتلة الجسم ومتوسط الذراع وأيضا وكذلك مؤشر لخطورة أمراض القلب وهو نوع معين من البروتين C - reactive protein. 
 
وفى أثناء اتباع الحمية كان المشاركون يتلقون محاضرات تعليمية عن التغذية الصحيحة لمدة ساعتين كل أسبوع وبالنسبة للآخرين الذين اتبعوا الحمية الخاصة بتوصيات رابطة القلب الأميركية أظهروا فقط انخفاضا في الوزن وفي مؤشر كتلة الجسم ومتوسط الذراع وهو ما يدل بوضوح على أن الغذاء النباتي كان أكثر فاعلية
 
نمط الحياة
وأشارت الدراسة إلى أنه مع استمرار ارتفاع معدلات الكولسترول لدى الأطفال فإنه يتعين إيجاد طريقة للحد من ذلك وبالتالي تقليل خطورة احتمالية الإصابة بأمراض القلب ويجب أن تكون هذه الطريقة أسلوب (نمط) حياة وليست مجرد علاج مؤقت، وأن اتباع الحمية النباتية من الممكن أن يكون عظيم الأثر في الحماية من مخاطر أمراض القلب، وأنه على الرغم من الفترة البسيطة التي شارك فيها المشاركون وهي شهر واحد فقط إلا أن فوائدها الطبية كانت ملموسة وهو الأمر الذي يعنى بالضرورة أنه كلما زادت المدة أمكن الحفاظ على نفس المستوى من الفوائد الطبية خاصة إذا تحمس عدد كبير من الأطفال لتناول مثل هذه الأغذية.
 
ولكن الدراسة أشارت إلا أنه على الرغم من أن معظم الأطفال والمراهقين وآبائهم الذين شاركوا في التجربة التزموا بالنظام الغذائي الصحي فإنه ليس من المعروف إذا كان بالإمكان الاستمرار في مثل هذه الحمية طوال الوقت من عدمه، خصوصا وأن هناك الكثير من التحديات تواجه الأسر التي تريد الالتزام بالغذاء الصحي أهمها ارتفاع أسعار الغذاء النباتي فضلا عن مقاومة إغراء الإعلانات التجارية التي تدعو إلى تناول الأغذية غير الصحية.
 
بطبيعة الحال يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسات وإلى مجهودات مكثفة من المسؤولين عن صحة الأطفال وتوفير البرامج والمحاضرات للتعريف بأهمية الغذاء الصحي والحد من الأغذية الضارة وكذلك ضرورة توفير تلك الأغذية في الوجبات المدرسية حتى يتم الاعتياد على مثل هذه الحمية.