«Pommade Divine» .. من ماري أنطوانيت إلى سيينا ميلر

في زحمة منتجات التجميل أو العناية بالبشرة والجسم التي لا تتوقف الشركات عن طرحها ولا المحلات عن عرضها، يصبح الوصول إلى منتجات عضوية، لها تاريخ وشخصية واضحة، تعتمد على مكونات طبيعية وبسيطة، مثل نسمة هواء تجعل المتسوق يتنفس الصعداء ولسان حاله يقول: أخيرا!
 
هذا ما يمكن قوله على «بوماد ديفاين» (Pommade Divine)، مرهم تؤكد الخبيرات والنجمات على حد سواء أنه يجب أن يكون من أساسيات كل رجل أو امرأة، سواء كانت عصرية مواكبة للموضة أو أُمّا تعتني بأبنائها. فهذا المرهم يناسب الأطفال كما يناسب الكبار، بل يمكن استعماله أيضا على الخيول في حال تعرضت لبعض الخدوش أو الاحتكاكات.
 
يأتي المرهم في علبة بسيطة لا تثير الانتباه كثيرا ولا تعكس ما تتضمنه من فوائد عرفتها الملكة أنطوانيت منذ قرون عندما كان يصنعه الرهبان ويقدمونه كهدايا لسيدات البلاط. فمهمة التطبيب كانت تقع على كاهل الرهبان في فرنسا، على الأقل، وبالإضافة إلى الجانب الروحاني، كانوا يدرسون الطب ويزرعون الأعشاب المتنوعة بهدف استعمالها في مراهم وأدوية.
 
كان التفاح أيضا مكونا مهما في تحضير هذه المراهم، إلى حد أن كلمة «بوماد» مأخوذة من كلمة «بوم» أي التفاح بالفرنسية.
ماري أنطوانيت لم تكن أول من انتبه إلى فوائد «بوماد ديفاين»، وإن كانت أول من منحته صبغته التجميلية، بعد أن استعملته لترطيب يديها وقدميها وشفاهها، فقد كانت جدتها الأميرة إليزابيث شارلوت أول من انتبهت إلى خصائصه وشجعت بنات جيلها على استعماله بدل ملح إبسوم، الذي كان موضة عصرها وأيضا لعلاج الحروق التي كن يصبن بها نتيجة لصق الرسائل وإغلاقها بالشمع.
 
في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لم يكن يخلو أي بيت منه، إلى حد أنه ذكر في الكثير من قصائد الشعر وكتب الأدب، بما فيها «داونتن آبي» التي ذكرت المرهم كجزء أساسي في غرف الأطفال.
 
بعد الحرب العالمية الثانية، تراجع الاهتمام به في ظل الهجمة التي شهدتها الأسواق من طرف بيوت وشركات التجميل، التي تسابقت لطرح منتجات أكثر إغراء من حيث التعليب والتغليف وأيضا من حيث الروائح التي كانت تنبعث منها وكانت تروق للحواس أكثر، وبقي سرا في بيوت الطبقات المخملية فقط إلى الآن. 
 
فهذا المرهم السحري، كما كان يطلق عليه سابقا، يشهد نهضة جديدة بفضل دايانا هايمان، التي كانت محررة في مجلة «فوج» في الستينات، وتربت عليه وهي طفلة في الثمانينات، كما استعملته في العناية بأطفالها الصغار. صدمت عندما حاولت شراءه في إحدى المرات، فقيل لها إنه لم يعد يُصنع، ما جعلها تعمل على شراء حق تصنيعه من الشركة التي كانت تملك هذا الحق سابقا، وهو ما كان. 
 
ولم تضيّع الوقت، فقد بعثته للجيل الجديد من صديقاتها والنجمات مثل سيينا ميللر وخبيرة التجميل والماكياج، جيما كيد، ونجحت خطتها لأن كل من جربنه شعرن بأنه بالفعل مرهم لا يجب الاستغناء عنه، فهو لا يتصنع شكلا، لكنه حتما يقوم بالمهمة على أحسن وجه.