بعد الفستان الأزرق .. قطة تحير بصورتها العرب والأتراك وبقية العالم

خبر لمن مل وتعب ويرغب بتسلية قد لا تضر ولا تنفع، وهو عن قطة ذاع صيتها منذ عامين، ثم علم بشأنها بعض العرب بعد عام، فنشروا صورتها في مواقع إلكترونية، ومنها انتقل صداها إلى تركيا فتحيروا أيضا بلغزها الذي انتشر قبل يومين مرفقا بصورتها وبسؤال محيرّ طوى العالم بمعظم اللغات: هل هذه القطة تنزل أم تصعد الدرج، أم هناك جواب ثالث هو الأصح؟
 
بعضهم يقول إنها تنزله لأن ظلها يبدو أمامها، انعكاسا من ضوء يظهر خلفها في بداية الدرج، وآخرون يوافقون على نزولها، لكنهم يقولون إن الظل ليس من الضوء خلف المشهد، بل من مصباح فوق القطة ولا يبدو بالصورة، فيما أضاف عدد قليل ممن حاولوا حل اللغز في مواقع التواصل، وبمراجعة بعض ما كتب في "تويتر" بشكل خاص، اكتشفت حجة جديدة، هي أن الظلال القاتمة على حوافي الدرجات يمينا ويسارا، وتقلصها من يسار الجهة العليا للدرج، هو دليل دامغ بأن القطة في حالة نزول، لا صعود.
 
أما أصحاب النظرية المعاكسة، أي أن القطة التي لم يختاروا لها اسما بعد هي في حالة صعود على الدرج، فدليلهم هو أنها وضعت قدمها اليسرى على درجة ووجهت اليمنى إلى التي تليها، ولو كانت في حالة نزول لوجهت اليمنى على الدرجة نفسها التي وضعت عليها قدمها اليسرى، لكي تتكئ بثقلها، مضيفين أنها تنظر بعينيها إلى الأعلى أكثر مما تنظر بهما إلى الأسفل، ولو بنسبة قليلة جدا، وهو دليل على أنها تصعد.
 
وهناك من رفض النزول والصعود معا، وقال إن القطة ليست على درج كالذي نعرفه، بل تمشي على مكان مسطح، كسجادة مثلا، ودليلهم أن الدرجات مزركشة برسوم شبيهة بما يزركش به الإيرانيون السجادات، وكذلك نرى نوعا من الزركشة الخفيفة على الجدار الأيسر، وهذه حجة ضعيفة، ففي الصورة نرى الجدار الأيمن بلا أي زركشة على الإطلاق، إضافة إلى وجود ظلال على حوافي الدرجات، وهو ما يؤكد أن للمكان أبعادا ثلاثية.
 
وأفضل مفكك للغز حتى الآن هو برازيلي، اسمه أديمار ويصف نفسه بخبير قطط وكلاب، فاقترح أولا إطلاق اسم "لوسي" على القطة، كاختصار لقصتها، ثم ذكر أن ذيل الحيوان يرتفع عادة عن جسمه في النزول، وينخفض عنه حال الصعود، ويا ليت أديمار التزم الصمت بعد ذلك، لأنه أضاف نهاية لما كتبه، زاد بها طين اللغز بلة، فذكر أن الهر أو الكلب يرفع ذيله عادة حين يشعر بالسرور من رؤية صاحبه ثانية بعد طول غياب، أو حين يشعر بغضب كبير، أو رعب مفاجئ، وقد تكون "لوسي" صاعدة على الدرج حين رأت صاحبها ومربيها بعد أن غاب عنها، أو غضبت أو ارتعبت فجأة من شيء ما، فرفعت ذيلها كردة فعل، وبدت وهي صاعدة كأنها في حالة نزول.
 
واقترح أديمار سؤال من التقط صورة الهرة أو رسمها، أو الاتصال بأول من طلب حل لغزها، وهو إيراني نشرها في منتصف 2013 بمدونة له في الإنترنت، لكنه أصعب من لغز "لوسي" نفسه، فلا أحد يدري كيف يعثر عليه، إلا أن الملايين يشكرونه على تسليتهم بأرخص الأسعار.