نجوم هوليوود منقسمون بين كلينتون وأوباما .. رغم أن معظمهم ديمقراطيون

سعى المرشحان المتنافسان للفوز بترشيح الديمقراطي، هيلاري كيلنتون وباراك أوباما الى استقطاب النجوم البارزين، في مجالات السينما والموسيقي والتلفزيون. النجوم عادة يقدمون تفسيرات عاطفية لوقوفهم مع هذا المرشح او ذاك، لكن من مفارقات الحملة الانتخابية الحالية في اميركا، ان النجوم انقسموا هذه المرة بين هيلاري واوباما. هيلاري استقطبت نجوماً تقدموا في السن كادت تنطفئ حولهم اضواء الشهرة، وانتقل بعضهم الى ظلال النسيان على الرغم من مجدهم السابق ، في حين استقطب اوباما نجوماً لامعين ومن صغار السن.


يدعم حالياً هيلاري نجوم مثل اليزابيث تايلور وستيفن سبيلبرغ وبربارة سترايزند، في حين يستقطب اوباما نجوماً مثل اوبرا وينفري وجيسكا بييل وسكارليت جوهانسون، التي لم تكتف بدعم اوباما، بل شاركت معه في الحملة الانتخابية في ولاية ايوا، على غرار اوبرا التي شاركت وستشارك في تجمعات انتخابية في عدة ولايات. وكانت أبرز خبطة يحققها اوباما على صعيد استقطاب النجوم هي ان تنزل معه اوبرا وينفري شخصيا الى هذه التجمعات الانتخابية، ولم تكتف بذلك بل قالت «سأبذل قصارى جهدي من أجل ان يصل باراك اوباما الى البيت الأبيض». وارسلت اوبرا وهي ميلونيرة وتعد أغنى مقدمة برامج تلفزيونية في اميركا مصفف شعرها، من أجل تشذيب وقص شعر اوباما.

المتقدمات في السن مع هيلاري لأنها امرأة والشابات مع أوباما لأنه وسيم وكاريزماتيوقامت بحملة في ولاية كاليفورنيا حيث تتحدر من هناك لجمع التبرعات وكانت الحصلية ثلاثة ملايين دولار في ليلة واحدة. واهتمت وسائل الاعلام الاميركية كثيراً بما يمكن ان تحققه اوبرا لصالح اوباما، خاصة انها المرة الاولى التي تعلن فيها وقوفها بالكامل الى جانب مرشح للرئاسة. وتسعى اوبرا الآن لتوظيف برنامجها الحواري في التلفزيون والذي يتابعه حوالي 8.4 مليون متفرج، ويبث في عطلة نهاية الاسبوع من اجل الترويج لصالح اوباما، كما انها ستوظف موقعها على شبكة الانترنت، حيث يبلغ زوار الموقع 2.3 مليون زائر للغرض نفسه، وكذلك قراء مجلتها «او» ذائعة الصيت والتي توزع مليوني نسخة.

وعلى الرغم من أن اوباما، عكس هيلاري، استطاع ان يستقطب ممثلات جميلات لهن جاذبيتهن، خاصة وسط الشباب وسيستفيد منهن في جذب الاصوات الشابة والجنس اللطيف، وهذا هو رهانه، فان هيلاري ستفتقد هذه الخاصية، إذ ان أبرز النجوم حولها لا يعرفهم شباب اليوم. لكن لن يستفيد أي من المرشحين من أموال وثروات هؤلاء النجوم، لأن قوانين التبرعات للحملة الانتخابية تشترط الا تتجاوز التبرعات الشخصية أزيد من 4600 دولار للحملة الانتخابية، بحيث تقسم على دفعتين 2300 للانتخابات التمهيدية و2300 لمرحلة ما بعد اختيار الحزب للمرشح الذي سيخوض السباق الرئاسي. وحتى بالنسبة لنجمة مليونيرة مثل اوبرا وينفري، فإنها لا تستطيع ان تتجاوز هذا السقف. وقالت اوبرا في حوار مع لاري كينغ في شبكة «سي.ان.ان» عندما سألها حول هذا الامر «مساندتي لاوباما أكبر من اي شيك يمكنني ان اكتبه».

المتقدمات في السن مع هيلاري لأنها امرأة والشابات مع أوباما لأنه وسيم وكاريزماتي
وكانت هيلاري كيلنتون تأمل لاستقطاب النجوم للحصول على دعم النساء الشهيرات على وجه الخصوص، على اعتبار انها اول امرأة تترشح للرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة، بيد ان عدداً مهماً من النجمات فضلن اوباما. والطريف ان نجمات شابات مثل سكارليت جوهانسون قالت حين سئلت حول عدم مساندتها للمرشحة هيلاري، وهي أول سيدة تجرب حظها للوصول الى البيت الابيض بعبارات لا تخفى دلالتها «ليس لدي أي تحفظ بشأنها.. لكن استمعوا له (اوباما) كيف يتحدث وكيف يبتسم وكيف يصافح الناس.. أليس جذاباً بما فيه الكفاية».

وعندما طرح السؤال نفسه على اوبرا قالت «لدي احترام كبير لهيلاري كيلنتون، لكنني قلت قبل ذلك انني اقف مع باراك، وهذا لا يعني انني ضد هيلاري او أي شخص آخر، وليس لدي ولو شيء واحد سلبي ضد هيلاري».

وهناك نجم واحد اعلن مساندته للمرشحين هيلاري واوباما معا، بحيث تبرع لهما بالحد المسموح بها وهو 4600 دولار، وهو الممثل بول نيومان. ولم يفسر نيومان سبب هذا الموقف، لكنه قال إنه يقف دائماً مع الحزب الديمقراطي. في حين اختار الممثل الاميركي جورج كلوني ان يقف على الحياد، ليس بين هيلاري وكيلنتون، بل كذلك بين الجمهوريين والديمقراطيين، وذلك على اساس ان يضمن تأييد الجانبين لبعض القضايا التي يتبناها ومنها قضية دارفور التي يعتقد انها تعتبر بمثابة «الإبادة الجماعية الاولى لهذا القرن». ومعظم نجوم هوليوود يقفون الى جانب المرشحين الديمقراطيين.

وكان كلوني نجح في اقناع عدد من الديمقراطيين والجمهوريين لحضور الندوة الصحافية التي عقدها في «نادي الصحافة الوطني» في واشنطن. وعلى الرغم من ان باراك اوباما حضر تلك الندوة، لكن كلوني أوضح ان حضوره ليست له أية دلالات سياسية. وقال كلوني إنه لا يهتم بموضوع الانتخابات في اميركا، لكنه يكرس وقته لقضايا عادلة في الخارج. وقال في هذا الصدد: «من غير الممكن ان يدير الانسان ظهره، ويأمل بأن تمحى هذه المأساة بطريقة او بأخرى».

يذكر ان كلوني عادة ما يظهر مع الديمقراطيين المعارضين لسياسة الرئيس الاميركي جورج بوش، الا انه اشار خلال مؤتمره الصحافي ان قضايا مثل دارفور، لا يمكن ان تكون في اطار السجال الحزبي الدائر بين الديمقراطيين والجمهوريين خلال الحملة الانتخابية. بيد ان هناك نجوماً مثل برباره سترايزند، تبرعت لجميع المرشحين الديمقراطيين، لكنها اعلنت انها ستقف خلال الحملة الاتنتخابية مع هيلاري كيلنتون.

وعلى الرغم من ان الرئيس السابق بيل كيلنتون ربطته علاقة دافئة مع نجوم هوليوود عندما كان في البيت الابيض، فإن هيلاري لم تستطع الاستفادة من هذه العلاقة. وحتى بالنسبة للممثلين السود الذين، مثل سائر الاميركيين الافارقة، كانوا يساندون بيل كيلنتون مساندة كاسحة، فإن معظمهم يميلون الآن الى باراك اوباما، ومن بينهم ويل سميث وكريس روكي وسيدني بواتيه وبرادفور مارساليس.