«المشاط» ضفيرة أفريقية تجذب السعوديات

للمشاط فوائد كثيرة فهو يحمي الشعر من السخونة الناتجة عن استعمال المجفف الكهربائي، الذي يتلف الشعر بعد الاستعمال المتكرر
للمشاط فوائد كثيرة فهو يحمي الشعر من السخونة الناتجة عن استعمال المجفف الكهربائي، الذي يتلف الشعر بعد الاستعمال المتكرر

أصبحت طريقة تضفير الشعر لأجزاء صغيرة أو ما يعرف بـ«المُشاط الأفريقي» من أبرز تقليعات موضة الشعر العالمية التي روجت لها الكثير من عارضات الأزياء والممثلات العربيات ووجدتها وسيلة؛ لإبراز جمالهن، ولم تقتصر على ذلك بل انتشرت بسرعة البرق كموضة، وأصبحت مرغوبة لكثير من الشباب والشابات في السعودية.


ويعد «المُشاط» أقدم موضة لتصفيف الشعر، حيث يعود إلى العهد الفرعوني أي منذ نحو 7 آلاف سنة؛ وتدل على ذلك جميع نقوش جدران المعابد الفرعونية القديمة، بالإضافة إلى صور مومياء ملكات الفراعنة المعروضة بالمتحف المصري بالقاهرة.

وتقول المشاطة سلوى فلاتة «المشاط عبارة عن تصفيف الشعر بطريقة خاصة، من خلال القيام بجدله في شكل ضفائر رفيعة محكمة، حتى يبقى الشعر بمظهر واحد لفترة طويلة، يمكنها أن تصل لمدة ثلاثة أشهر، دون أن تتضرر الجدائل من غسلها بالماء».

ولا يقف المشاط عند الزينة، بل تتعدى فوائده ذلك إلى الحماية، وهو ما أوضحته سلوى بقولها: «للمشاط فوائد كثيرة فهو يحمي الشعر من السخونة الناتجة عن استعمال المجفف الكهربائي، الذي يتلف الشعر بعد الاستعمال المتكرر، إلى جانب الصبغات التي قد تؤدي لحروق في فروة الرأس».

يتنوع بين «البوب» و«الغجري» و«المبروم»
من جهة ثانية يأتي المشاط كواحد من الحلول التي تساعد على منع التساقط وتقوية بصيلات الشعر والعمل على إطالته. ولأن «المشاط» منتشر وبكثرة في القارة السوداء، جاء التنوع والاختلاف في أنواعه، التي بدأت تنتشر بين السواد الأعظم من الجنسين لجيل الشباب. فصالونات الحلاقة الرجالية تزدحم بالذكور الحائرين بين طلب «مشاط البوب» و«المشاط التقليدي»، فيما تحتكر الصبايا المشاط الغجري والمبروم.

وهذا التنوع هو ما تعلق عليه سلوى بقولها: ان الاختلاف يعود إلى رغبة العميلة والإطلالة التي تريد الحصول عليها. فهناك «المشاط الغجري» وهو عبارة عن تضفير الشعر من الجذور وترك أطرافه بطريقة غجرية، وهناك «المشاط المبروم» ويأتي بنوعين، الأول يشبه «الغجري» مع اختلاف نهاية الأطراف التي تأخذ شكلها من شكل «توصيلة سماعة الهاتف».

أما النوع الثاني، فيتم بجدل الضفيرة حتى الآخر ثم تلف على شكل «الرول»، وأخيرا هناك «المشاط التقليدي» الذي لا يخرج عن جدل الشعر إلى ضفائر صغيرة من الجذور حتى الأطراف.

حتى الصغار لهم نصيب من موضة المشاط في السعودية
وبرغم انتشار ثلاثة أنواع من المشاط بين الفتيات، إلا أن الذكور كان لهم نصيب الأسد من «مشاط البوب» الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بموسيقى «البوب»، لذلك انتشر بشكل أوسع من الأنواع المختلفة بين الشباب.

تقول المشاطة هدى مصطفى «هناك مشاط البوب وهو عبارة عن تقسيم فروة الرأس إلى مربعات، نقوم بعدها بجدل الشعر على شكل ضفائر صغيرة حتى أطراف الشعر، وهناك المشاط المخفي وهو يشبه إلى حد ما المشاط العادي، ثم المشاط البصلي وهو عبارة عن تضفير الشعر إلى نصف الشعر».

 وتتابع هدى «يمكن عن طريق المشاط تطويل الشعر الطبيعي للراغبات باستخدام الشعر المستعار بلصق وصلات، وتضفيرها مع الشعر الأصلي أو باستخدام خيوط الحرير، التي تعرف بالجورسيه وتكون عادة متعددة الألوان أو باستخدام خيوط العقال الرجالي، كما يمكن إضافة الخيوط الملونة أو الخرز أو بعض من الأحجار الكريمة».

وعلى الرغم من بساطة تسريحة المشاط، إلا أنها تحتاج إلى أدوات تبدأ من المخرز أو الاشفاء، وهي أدوات تساعد على تقسيم الشعر قبل البدء في تضفيره، إلى الإبرة الخاصة لدمج الخيوط بالشعر الأصلي وإضافة الخرز والأحجار الكريمة. في حين تستغرق عملية المشاط ما بين نصف إلى يوم ونصف اليوم، حسب سرعة ومهارة المشاطة وكثافة شعر المرأة.