إليزاروف .. النظرية المثلى عمليات شد وتطويل عظام الفـك

بعد أن قام البروفسور الروسي (إليزاروف) عام 1951 باكتشاف نظريته التي أطلق عليها شد وتطويل العظام (Law of Tension & Stress) وذلك عند معالجته لأحد مرضاه، أجرى بعدها عدة تجارب ودراسات قام بنشرها عام 1988 مكملا بذلك محاولات من سبقوه من علماء في هذا المجال، وقد لاقت نظريته تدريجياً إقبالاً لدى العديد من الباحثين والأطباء المختصين.


أن طريقة إليزاروف تتلخص بنشر العظم المراد شده وتركيب جهاز الشد ثم الانتظار لمدة أسبوع إلى عشرة أيام (Latency period) ثم البدء في عملية إبعاد أطراف العظام عن بعضها تدريجياً بمعدل 1 ملليمتر يومياً لإعطاء الفرصة لتكوين عظم بين أطراف العظام المنشورة. ويتم الإبقاء على الجهاز ما بين ثمانية أسابيع إلى ثلاثة أشهر حتى تتصلب العظام المكونة في الفراغ (Consolidation period).

واذا كان الفضل في علاج قصور العظام يرجع الى البروفسور إليزاروف فإن الفضل في تطبيق هذه الطريقة في جراحة الوجه والفكين يعود إلى البروفسور مكارثي في الولايات المتحدة الأميركية الذي قام بتصميم أول جهاز لتطويل عظام الفكين، ونجح في تطويل عظام الفك السفلي لعدد من الأطفال كان علاجهم في السابق يتم بالطريقة التقليدية مما يتطلب الكثير من الجهد والوقت بالاضافة إلى ضعف نسبة النجاح والمضاعفات التي تتبع ذلك.

وبعد نجاح هذه الطريقه في جراحة الوجه والفكين قام العديد من المختصين في هذا النوع من الجراحات بتطبيقها على العديد من المرضى، غير أن ذلك لم يخل من بعض المضاعفات التي تمثلت في ظهور ندب في جلد الوجه والخد نتيجة القضبان المعدنية التي يعتمد عليها في شد عظام الفك. ولم تدم معاناة المرضى طويلاً، فقد طور الأطباء هذا الطريق عندما قاموا بتصميم أجهزة لشد وتطويل الفكين يتم تركيبها من داخل الفم، وطور إليزاروف أجهزة تعمل في عدة اتجاهات(Multidirectional) بحيث يمكن شد وتطويل عظام الفكين في ثلاثة اتجاهات في وقت واحد وذلك لإعطاء الفكين الوضع الجمالي المطلوب.

ويمكن القول ان نظرية إليزاروف بعد أن لاقت استهجاناً وانتقاداً من العديد من المختصين والخبراء، أصبحت الآن الطريقة المثلى للتغلب على تشوهات العظام والوجه والفكين، وأصبحت الطرق التقليدية في نشر العظام واستعمال الطعم العظمي أمراً من الماضي.