تقنية جديدة تحيل أشعة أكس الكلاسيكية على التقاعد

أصبحت جامعة فرانكفورت الطبية أول مؤسسة طبية تستخدم تقنية «تصوير الاستجابة الاهتزازية» التي انتظر أن تحدث ثورة في عالم التصوير الشعاعي. وذكر البروفيسور تمواس اوتو فاغنر، من جامعة فرانكفورت، أنه طور التقنية على أساس فكرة قدمها طبيب اسرائيلي عام 2005 في مؤتمر أطباء الجهاز التنفسي.


وتعتمد تقنية «تصوير الاستجابة الاهتزازيةVibration Response Imaging(VRI)» على تحويل ذبذبات الهواء في الرئتين والقصبات الهوائية إلى صور شعاعية دقيقة. فالعمليات الباثولوجية، أو الأمراض، تترك آثارها على نسيج الرئتين والقصبات وتتيح بالتالي لتقنية تصوير الاهتزازات من اقتناصها وتحويلها إلى صور حية.

فالأمراض تنعكس على الشاشة بسبب اختلافات ذبذبات تيارات الهواء الداخلة الأنسجة السليمة والأنسجة المصابة من الرئتين والقصبات الهوائية. والمهم أيضا في تقنية VRI هو أنها خالية من مضاعفات الاشعاعات التي قد تتسبب أشعة أكس فيها، كما يمكن للتقنية أن تتحول إلى جهاز محمول يتيح للطبيب استخدامه أثناء زيارات المرضى في بيوتهم، عدا عن ذلك فهي سهلة الاستعمال وتظهر الرئتين والقصبات بالصور الحية.

وكتب فاغنر وزميله تورست بورن في مجلة «فورشنغ فرانكفورت» العلمية أن تقنية VRI يمكن أن تشخص وجود ورم أو التهاب أو تكلس أو استسقاء مائي أو شيء آخر وبدقة تتفوق على دقة أشعة أكس. كما أنها تعين الطبيب في تعيين درجة تطور الورم، حالة الالتهاب الرئوي، بفضل الصور الحية التي تعكسها على شاشة الكومبيوتر. وتقدم VRI الصور بتقنية الميكروفونات باللونين الاسود والأبيض وتدرجاتهما الأخرى.

وتعتمد تقنية VRI، من إنتاج شركة ديب برييز تكنولوجي الإسرائيلية، على أجهزة استشعار مصغرة غاية في الحساسية تعمل بتقنية بيزو ـ إلكترونية( أو إجهادي ـ كهربائي). وتوضع هذه المجسات بشكل عمودي على ظهر المريض عند مناطق الأضلاع لتقيس الاهتزازات التي تحدث نتيجة دخول تيار الهواء إلى الرئتين.

وتنقل أجهزة الاستشعار المصغرة هذه الاهتزازات إلى «بروسيسور» يتولى تشريحها وتكبيرها في معلومات رقمية، ويتولى الكومبيوتر بعد ذلك قراءة هذه المعلومات وتحويلها إلى صور بالأسود والأبيض والرمادي وكلما كانت الرئة نظيفة كلما كانت صورها أكثر قتامة.

ويمكن لتقنية VRI أن تكون حاسمة في مجالات الإسعاف والرياضة والأماكن الأخرى التي لا تتسع لأشعة أكس. فالجهاز صغير ويمكن للطبيب أن يحمله معه في الزيارات، أو أن يحمله رجال الاسعاف معهم. كما يمكن استخدامه عند المرضى الذين لا يمكن نقلهم إلى قسم الأشعة بسبب معاناتهم من أمراض تعيق الحركة. ويتيح الجهاز إمكانية تشخيص أمراض الرئتين التي قد تصيب الأطفال بدون الحاجة إلى نقلهم إلى قسم الأشعة، كما يمكن أن يستخدم للكشف عن الأشياء الغريبة التي قد تدخل إلى الجهاز التنفسي للطفل عن طريق الفم.

وتمت تجربة الطريقة في عدة مستشفيات ألمانية في الجنوب قبل التوجه للحصول على إجازة استخدامها على النطاق الأوروبي. كما تم نقل التقنية إلى الولايات المتحدة واليابان وفرنسا حيث تمت تجربتها بنجاح في أقسام الأمراض التنفسية.