عوضا عن شراء الهدايا أو العشاء الفاخر .. يمكن التعبيرعن الحب بطرق أخرى

الحيرة والقلق واضحان على وجه رين، فهذه الشابة تنتظر حلول «يوم الحب» بشوق ولهفة. تبدو متكتمة عن الموضوع أمام زوجها، لكنها في قرارة نفسها لا تكف عن التفكير في هذا اليوم..


حائرة لانها لا تعرف أي هدية ستختار له، وقلقة ايضا، لانها تخشى ان «ينسى كعادته الاهتمام بالمناسبات». وتعرب عن قلقها المتزايد بقولها: «الويل له اذا نسي أن يقدم لي وردة. إذا فعل، سأحاول ضبط نفسي لكن بالتأكيد سأغضب جدا».

وعلى العكس، تبدو هلا غير مكترثة «لا يهمني هذا التقليد التجاري. فأنا بعكس زوجي، لست رومانسية بل عملية. لا تهمني الورود والعشاء على ضوء الشموع. أفضل ان يعطيني المال بدلا من ان يبذر النقود في شراء باقات الورد»

. وتروي: «هناك ثلاث مناسبات مقدسة بالنسبة الى زوجي: يوم ميلادي، يوم زواجنا، ويوم الحب.

وفي كل مرة، يحضر قالب حلوى بشكل قلب ويعد العشاء ويهتم بالاولاد ويجعلهم يخلدون الى الفراش قبل ان أعود من عملي. وفي إحدى المرات، تزامن يوم العشاق مع خلاف كبير كان قد وقع بيننا، فاجأني بحضوره الى عملي حاملا باقة ورود ضخمة وخاتما من الذهب، لقد استغلّ هذه المناسبة لنتصالح. وكنت سعيدة جدا».

ولم تستطع جمال المتزوجة منذ اعوام طويلة إخفاء فرحتها عن زملائها في العمل حين حضر لها زوجها «مفاجأة كبيرة». فهو الذي لا تعنيه المسائل العاطفية، بدّل عاداته وملأ الغرفة بالورود واحضر لها هدية ثمينة «فشعرت بأن كل شيء بيننا تجدّد وكأننا تزوجنا للتو».

اما فوزي وهو متزوّج منذ اكثر من 20 عاما، فلا يبدي اي اهتمام بهذه المناسبة، مكتفيا بالقول: «هذه المناسبة تقليد غربي ولم تصل الى لبنان الا في الثمانينات، واستغرقت اعواما حتى اصبحت موضة رائجة بين جيل الشباب، لذلك اشعر وزوجتي بأننا لسنا معنيين بالموضوع. فلا احد منا يفاتح الآخر به. إضافة الى ذلك، كبر ابناؤنا لذلك اشعر بأنه من المعيب الاحتفاء بهذه المناسبة لان ايامنا ولّت».

من جهتها، تحتفل نوال وزوجها وهما متزوجان منذ 30 عاما، بهذا اليوم مع شابتهما الوحيدة فهي «ليست مخطوبة، لذلك أنا ووالدها حوّلنا المناسبة إلى لقاء عائلي حتى نتشارك الفرحة». ولكن لإميل نظرة مختلفة، فهذا الرجل السبعيني لا ينكر اهمية المناسبة، لا بل انه يبدي حماسة ويضحك لدى سؤاله هل سيحتفل بهذا اليوم وما اذا كان سيحضر هدية.

فلا يتوانى عن الاجابة: «بالتأكيد، لن انسى هذا اليوم وسأحضر لزوجتي كيسا من البصل الاحمر. بذلك تحضّر لي وللعائلة طبخة لذيذة لان سر الطبخة هو في اليخنة التي يشكل البصل مكونا رئيسا فيها. كما ان الاحمر يرمز الى هذا اليوم (...). هذا افضل من إحضار الورود الحمراء».

أما بولس فطار من دبي الى لبنان ليعيّد في هذا اليوم مع زوجته التي قالت: «وصل في المساء، كنت نائمة في منزل والدي. فأيقظني، وبدل ان افرح، لم استوعب ما حصل فاعتقدت ان احدا اصابه مكروه. لقد استغرقت اكثر من 15 دقيقة حتى ادركت انه اعدّ لي مفاجأة».

بين الانهماك استعدادا للاحتفال بهذه المناسبة واللامبالاة التي يبديها بعض الازواج، توجهنا بسلّة من الاستفسارات عن هذا الموضوع لاستيضاح تأثيراته الايجابية على حياة الزوجين التي غالبا ما تحتاج الى لمسات ترميمية بعد مرور سنوات على ارتباطهما.

تقول الاختصاصية في علم النفس، ميراي حلو إن «على الزوجين الاستفادة من هذه المناسبة العامة التي تسود فيها اجواء الاحمر والحب، مما يساعدهم على تجديد مشاعرهم وكأنهم يعيدون إحياء ايامهم الاولى التي عادة ما تغمرها السعادة. وبعكس السائد، إن هذا اليوم لا يقتصر على المتزوجين حديثا لان هؤلاء عادة ما تكون مشاعرهم متأججة. فهو مهم أكثر بالنسبة الى أولئك الذين مرت اعوام كثيرة على زواجهم، فهؤلاء يحتاجون اكثر من غيرهم الى هذه المناسبة لكسر روتين الحياة اليومية التي تكون هموم المعيشة والاولاد وبقية المسؤوليات قد غمرتها. فيكون مناسبة لوضع العلاقة تحت المجهر لتنقيتها من كل الشوائب المتراكمة».

ورأت ان «هذا اليوم يكتسب اهمية خاصة كونه يشكل فرصة لمن ارادوا اعادة الدفء إلى العلاقة التي ينتابها البرود وبعض اللامبالاة. هؤلاء عليهم ان يتجرأوا ان يخطوا خطوة بالاتجاه المعاكس. فالزوجان في حاجة الى ان ينظر كل منهما الى الآخر بصفته شريك الحياة والحبيب. فعلى الزوج، مثلا، ان ينظـــر الى زوجته باعتبـارها الشـريكــة والرفيقــة والحبيبــة وليــس أم اطفـــاله ومدبرة المنزل فحسب. والعكس صحيح، على الزوجة ايضا أن تشعر شريكها بأنه ليس فقط الوالد ورب البيت الذي يترتب عليه توفير لقمة العيش».

ونصحت من يفضلون «تجنّب شراء الهدايا في هذا اليوم، بأن يعبروا بالطريقة التي يرتأونها مناسبة. فإذا شعر الرجل او المرأة بأن هذه المناسبة استحدثت لاغراض تجارية، عليهم الاستفادة من ناحيتها الايجابية. فبدلا من شراء الهدايا الباهظة او الذهاب الى مطعم فاخر جدا او حتى شراء الورود، يمكنهم ان يعبروا عن مشاعرهم بكلمة تشعر الشريك بأهميته.

كلمة حب او إطراء او جلسة حميمة لاستعادة الذكريات الاولى، كفيلة باعادة شيء من الدفء الى العلاقة. وهذه الامور تهم المرأة كثيرا وتجعلها تشعر بأنها ما زالت مهمة في نظر شريكها. ومهما أبدى احد الشريكين عدم اكتراثه لهذا اليوم، فمن دون شك سيبدي فرحة إذا فاجأه بلفتة ما».