شارون ستون في حديث لمجلة عربية " لم أصدّق يوماً الرواية التي قدمت لنا عن 11سبتمبر"

قالت الممثلة الأميركية شارون ستون في حديث خصت به مجلة «لها» خلال زيارتها الأخيرة الى دبي، إنها لم تصدق يوماً الرواية التي قُدّمت حول انفجار برجي نيويورك في 11 أيلول (سبتمبر) ولا تعتقد بأن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على أفغانستان والعراق كانت نتيجة محتّمة لهذه الحادثة. «لم تتعرض الولايات المتحدة لاجتياح يحتّم عليها استخدام السلاح وشن الحروب دفاعاً عن النفس. وما حدث في 11 ايلول لا يستدعي سفك كل هذه الدماء!».


وكشفت ان عليها ان تسافر الى أوروبا كي تعرف حقيقة ما يجري في المنطقة العربية «لأن محطات التلفزة الأميركية لا تزوّد الأميركيين بالأخبار الحقيقية»، وأضافت: «أتألم كثيراً عندما أدرك كم من الحقائق يتم تحويرها او التعتيم عليها في وسائل الإعلام الأميركية. أعتقد بأن هذا ما تقوم به الحكومات في عالمنا، فليس هناك حكومة واحدة تقول لشعبها الحقائق كما هي. هناك دائماً محاولات لإخفاء الحقائق وتحويرها، وهذا ما يدفعني الى زيارة دول متعددة والتحدث الى أهلها، لتقصّي الحقائق من مصادرها».

وعن الحرب في العراق قالت: «يؤلمني كثيراً تسليط الضوء على استشهاد أربعة آلاف أميركي في العراق وتجاهل 600 ألف عراقي قضوا. هذه أرواح بشرية، فلأي سبب قضت؟ أنا حزينة جداً ولا يمكنني ان أفهم لأي غاية قضى هؤلاء. موتهم لن يساعد في حل الأزمة بل سيؤدي الى تعقيدها اكثر. واليوم هناك غضب يسود الشارع الأميركي بسبب فضائح التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات الأميركية في السجون لانتزاع الاعترافات. لكنني في الواقع لا أفهم كيف يؤيد الشارع الأميركي الحرب، ثم يستنكر نتائجها. عندما نختار الحرب، علينا ان نعلم اننا نختار معها القتل وسفك الدماء والتعذيب. ليست الحرب فيلماً سينمائياً، إنها واقع مأسوي وأشلاء وضحايا ومعوّقون وأرامل وأيتام ومشردون، وأنا أرفض الحرب وأعارضها».

ورداً على سؤال عما إذا كانت تعارض ايضاً الحرب التي تلوح في الأفق ضد ايران، اجابت: «طبعاً أعارضها. لديهم المفاوضات ووسائل ضغط أخرى كالمقاطعة الاقتصادية والتجارية وغيرها، يمكن ان يستخدموها للتوصل الى الحلول المنشودة. لماذا لا تستخدم هذه الوسائل بدلاً من التلويح بحرب أخرى؟».

وتحدثت عن زيارتها الى إسرائيل والمناطق الفلسطينية، فقالت انها تلبية لدعوة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، التقت خلالها إسرائيليين وفلسطينيين في محاولة لتقريب وجهات النظر المتباينة والتحدث عن السلام ومفاهيمه: «جعل البعض مني في موطني الولايات المتحدة اضحوكة عندما سئلت: هل أنت مستعدة لتقبيل أحدهم من اجل السلام في الشرق الأوسط؟ وأجبت: انا مستعدة لأن أُقبّل اياً كان من اجل ذلك. وجعلوا مني أضحوكة ايضاً عندما جئت الى المنطقة للتحدث عن السلام، لكن هذا لن يثبط عزيمتي على المضي في مساعيّ هذه».

وقالت «إن الشرق الأوسط بات مدمناً وضعه الحالي، وقد فوّت المسؤولون هنا الكثير من الفرص لصنع السلام، وكلما كان الحل قريباً، سادت الأطراف المعنية حال هستيرية، فقوّضته. لست واثقة من ان هناك رغبة حقيقية في صنع السلام. أعتقد بأن الشعوب تستسهل احياناً اختيار ما اعتادت عليه وتخاف التغيير. والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي اشبه بطفل وقع ضحية اعتداءات وحشية في طفولته، لكنه عندما كبر اختار بملء إرادته الارتباط بجلاده الذي مارس عليه شتى انواع التعذيب، بعدما خيّل إليه ان تلك العذابات هي عواطف محبة. اعتادت أطراف النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي التعذيب الى حد اختلطت عليهم الأمور، فبدت عذابات الحروب لهم حباً، والسلام شبح عذاب غير مألوف يلوح في الأفق».

وشددت شارون ستون على ضرورة العمل لتكريس المفاهيم الحقيقية للحب والسلام وإنهاء عذابات الأمهات وضمان طفولة آمنة للأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين.