الرجال يقتحمون مجال العناية بالشكل من بوابة «الحلاقين»

تغير مفهوم احتكار المرأة لسوق الجمال لفترة طويلة، فبينما كان أقصى ما يطمح إليه الرجل لتدليل نفسه وتحسين مظهره زيارة إلى حلاق الحي لقص ذقنه أو شعره أو إلى ناد رياضي وإذا ابتسم له الحظ وتوفر في هذا الأخير قسم خاص بالتدليك، فهذا أقصى ما يطمح إليه من تدليل وما يمكن أن يقبل عليه، لكن شتان بين الأمس واليوم، فالملاحظ زيادة عدد المحلات الخاصة بالعناية بعد تنامي الوعي بين الشباب والرجال الذي يقضى بضرورة الاهتمام بالشكل الخارجي وازدياد الإقبال على هذه الصالونات والاستعانة بخدماتها المتنوعة.


يقول مراد الناصر مدير مركز للعناية بالرجل «إن إقبال الرجال على ما كان مقصورا على المرأة قد زاد بشكل ملحوظ وليس غريبا أن ينافسها ويتفوق عليها في المستقبل القريب.

فلقد كانت الخدمات التي يقدمها المزين في السابق تقتصر على قص الشعر وحلاقة الذقن ولكن تطورت مع الوقت حيث صاحبت تلك الخدمات خدمات خاصة كجلسات لكشف الشعر ومعالجته والعناية بأظافر اليد والأرجل وجلسات التدليك التي تساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر بالإضافة إلى التدليك بالأحجار الساخنة والعلاج الطبيعي وحرق الشحوم والحمام المغربي والتنظيف بالليزر وتقشير بالكريستال وغيرها من الخدمات».

ويضيف الناصر: «ليس من الضروري أن يكون دافع كل الشباب تجميلياً فيما يتعلق بتنظيف البشرة أو العناية بها، لأن هناك من يقوم بها بدافع المعالجة من البثور وحب الشباب. أما بالنسبة لمن يبالغ في العناية وينافس الفتيات فهذا الأمر غير مقبول».

وحول مدى اقبال الرجال بمختلف أعمارهم على هذا النوع من العناية والاهتمام، يقول أحمد سلامة: «من حق الشاب أن يعتني بنفسه وبشرته فجزء من هذا الاهتمام مطلوب، خاصة إذا كان عمله يتطلب الاحتكاك المباشر مع الناس كمندوب مبيعات أو موظف العلاقات العامة وغيرهما من المهن المماثلة».

من جانبه أيد عباس الفضل عناية الشباب بأنفسهم شرط عدم المبالغة إلى حد منافسة الفتيات. وقال إنه عندما تتجاوز عناية الشاب بنفسه الحد المتعارف عليه، فإن الأمر يصبح منفرا ويفقد الشاب وقاره، مشيرا إلى انه على الإنسان أن يماشي الموضة ولكن في حدود المقبول والمعقول، مثل العناية بالأظافر التي يمكن إدخالها ضمن متطلبات النظافة لكل من الجنسين، كذلك الأمر بالنسبة لتنظيف البشرة فهو أمر طبيعي لا يثير الاستفزاز، ولكن هذا لا يعني أن ينافس الشاب الفتاة في استخدام كريمات الليل والنهار وعمل الصبغات وقضاء أوقات طويلة في العناية بالبشرة لأن ذلك يخرجه عن شخصيته كرجل.

ويشير ريان راضي إلى تغير مفهوم صالونات الحلاقة التي تحولت إلى عناية كاملة بالبشرة فكل يوم يفاجئني الحلاق بكريمات وأفكار جديدة مثل عمل كريم تنظيف البشرة أو تنظيفها بالخيط إضافة إلى جهاز البخار الذي يفتح مسام البشرة ومن ثم عمل تقشير سريع بالكريم، وكل يوم لديه جديد ولا اعتقد أن هذه الأمور تقلل من الرجولة، بل العكس فأنا أشعر بعد خروجي من صالون الحلاقة بأنني أمتلك وجها نظيفا.