الفرق بين البرد والأنفلونزا والتداوي منهما

ها قد بدأ فصل الشتاء وبدأت معه برودة الجو والصقيع واللذان تصحبهما بالطبع معاناة الكثير من سكان الكرة الأرضية نتيجة إصابتهم ببعض أمراض الشتاء الشائعة والمعروفة كنزلات البرد والأنفلونزا، فقد يختلط الأمر على الكثيرين منا حيال التفرقة بين الإصابة بنزلات البرد وبين الأنفلونزا، بل قد يعتقد البعض أنهم سيان وأنه مجرد اختلاف لفظي لمعنى واحد، ولكن للأسف هذا اعتقاد خاطئ وقد حان الوقت لتعريف كل منهم على حده بالإضافة  للتعرف على أنفلونزا المعدة والوقاية والتداوي منها، حتى يستطيع الجميع  التمييز بينهم للتمكن من التشخيص الصحيح ومن ثم المعالجة.
 
ما هي نزلات البرد؟
هناك إحصائية أمريكية تشير إلى أن متوسط إصابة الفرد البالغ بنزلات البرد تتراوح بين 2 إلى 4 مرات سنوياً، أما الأطفال فتصيبهم نزلات البرد ما بين 6 إلى 10 مرات سنوياً أيضاً، فتلك النزلات تعد المرض الأكثر شيوعاً بين الناس في الشتاء فهو مرض معدي للغاية يصيب الجهاز التنفسي العلوي، ويعد من الأسباب الرئيسية لزيارات الطبيب على الرغم من عدم وجود علاج للبرد!.
 
وأعراضه تتمثل في (الزكام والزكام الحاد أحياناً، الرشح، سيلان الأنف، التهاب الحلق، العطس، الشعور العام بالتعب، بحة في الصوت، ارتفاع في درجة حرارة الجسم).
 
معالجة نزلات البرد:
 البرد فيروس يصيب الإنسان ولا يمكن أبداً علاجه بالمضادات الحيوية كما يتخيل البعض فلسوء الحظ لابد وأن يأخذ الفيروس وقته كاملاً في جسم المصاب حتى ينتهي من تلقاء نفسه.

طرق لتقصير فترة الإصابة به:
- يجب على المريض الراحة التامة بالبيت.
 
- تناول السوائل الدافئة المحلاة بعسل النحل.
 
- الامتناع عن التدخين.
 
- استنشاق أو تناول موسعات الأنف للتغلب على الزكام.
 
- الإكثار من غسل اليدين بالماء والصابون لمنع انتقال العدوى للآخرين.
 
ما هي الأنفلونزا؟
الأنفلونزا فيروس يصيب الإنسان والثدييات والطيور وهو مرض معدي للغاية عن طريق دخوله للأغشية المخاطية للأنف والفم أوالعين وعادة ما يتسبب بأمراض الجهاز التنفسي وخاصة الالتهاب الرئوي الذي قد يكون حاداً لدرجة تفضي للموت، وأعراض الأنفلونزا تتشابه إلى حد كبير مع أعراض نزلات البرد كالتهاب البلعوم، السعال، العطس، الشعور بآلام العضلات والصداع، ارتفاع درجة حرارة الجسم وأحياناً قد تصل للحمى، ولكن الأنفلونزا دائماً ما تكون أكثر حدة بكثير من البرد ونسبة الإصابة بها بين البشر تتراوح سنوياً بين 5% إلى 20%.
 
الوقاية من الأنفلونزا:
 نفس الحال مع البرد فإن الأنفلونزا لا يمكن التداوي منها عبر تناول المضادات الحيوية فيقيناً هي لا تؤتي بأي نتيجة علاجية لهذا الفيروس، ولكن يمكن منع الإصابة بها وحماية الجسد منها عن طريق أخذ لقاح الأنفلونزا وذلك بالحقن أو الرذاذ بالأنف في بداية موسم الشتاء وقبل الإصابة به (ولا يعطى اللقاح للنساء الحوامل) وتظهر المناعة لنفس نوع الفيروس المحضر منه اللقاح بعد أسبوعين من تعاطيه.
 
فإذا لم يتناول الشخص اللقاح وأصيب بالفعل بعدوى الأنفلونزا يمكنه وقتها التداوي بالأدوية الجديدة المطروحة في السوق والمضادة للفيروسات مثل  (تاميفلو) فقد يساعد في تقصير مدة الإصابة بهذا الفيروس فالمرض في الأصل يستمر من 3 إلى 7 أيام ولكن لابد من تناول تلك العلاجات خلال أول 48 ساعة من بدأ أعراض المرض وظهورها علي المريض حتى يتمكن من السيطرة عليه فقد يتفاقم الأمر لا قدر الله وتحتد أعراض المرض حتى تضطر المريض لدخول المستشفى.
 
أنفلونزا المعدة
أنفلونزا المعدة أو التهاب المعدة والأمعاء هو ثاني أكثر الأمراض شيوعاً والذي يصاب به البشر في فصل الشتاء، فرغم أنه يشار إليه بـ(أنفلونزا) إلا أنه لا يتشابه معه في كل شئ ولكن على كل حال هو يسمى هكذا، ففيروس أنفلونزا المعدة يصيب المريض فيتسبب له بالقئ والإسهال، ويعد هذا مرضا آخر يضاف لسابقيه ممن لا تنفع معهم المعالجة والتداوي بأخذ جرعات من المضادات الحيوية ولكن بعض الوصفات الطبية الأخرى قد تؤتي بنتيجة جيدة (فاستشر الطبيب)، وأهم شئ هنا هو الحذر ثم الحذر من جفاف المعدة التي من الممكن أن يتسبب فيها هذا النوع المعوي من فيروس الأنفلونزا.