شكوى في لبنان من دخيلات مهنة عروض الأزياء

يبدو ان هوس عرض الازياء اصبح شغل اللبنانيات الشاغل، بحيث أصبحت كل فتاة تطمح الى الشهرة تطلق على نفسها لقب «عارضة الازياء»، وتتخذ غير وسيلة للزحف على المجلات والصحف الفنية بأمل تصدر أغلفتها.


الا ان الامر لا يتوقف عند هذا الحد فالفتاة الطامحة تستهين بكل الامور للوصول الى هدفها، فتظهر في صورها بأقل قدر ممكن من الملابس وفي اوضاع اقل ما يقال فيها انها «خادشة للحياء»، ثم تتفلسف وتتوسع في الاجابة على الاسئلة المتعلقة بهواياتها وأحلامها وموقع الرجل في حياتها الى ما هنالك من اسئلة سطحية لا تغني ولا تسمن من جوع.

ونتيجة لذلك لم تعد مهنة عرض الازياء في لبنان تحظى بالاحترام الذي تناله مثيلاتها في دول العالم، بل أصبحت العارضة محط شبهة او مادة دسمة للاقاويل والشائعات التي تلوكها الألسن النهمة للفضائح.

جاء ذلك في أستطلاع لجوانب المشكلة نشرته جريدة «الشرق الأوسط» مع عارضتي ازياء شهيرتين تمتلكان وكالتين لعرض الازياء واستفهمت منهما عن الخطوات الواجب اتباعها للحل.

العارضة وصاحبة وكالة «نتاليز اجانسي» نتالي فضل الله، اكدت ان السبيل الوحيد لايقاف الدخيلات على المهنة يكمن في انشاء نقابة لعارضات الازياء تنظم شؤونها وتحفظ حقوق المنضوين تحت لوائها، الا انها استدركت قائلة «انشاء نقابة صعب جداً في ظل الاوضاع الراهنة، فهذا المشروع يحتاج الى اتفاق 6 الى 7 وكالات عرض ازياء على الاقل وتلتزم بالمواصفات العالمية للعارضة من حيث الطول والشكل والوزن وغيرها».

واضافت: «اما في لبنان فإن الوكالات وبكل أسف تتصرف كالدكاكين او كالأحزاب حتى ان بعضهم لا يملك المواصفات المطلوبة لأن كل همهم تجميع اكبر عدد من الصبايا ليظهرن على أغلفة المجلات كنوع من الدعاية وبذلك يسيئون إلى المهنة وكل فتاة تحمل اللقب. وفي ظل هذه الفوضى اصبح هناك مؤسسات تستخدم هذه المهنة كستار لشيء آخر من دون رقيب ولا حسيب».

ورأت نتالي ان الاقبال على عرض الازياء هو مجرد هوس وقتي وقد لا يستمر دائماً لكنه بحاجة الى تنظيم. الا ان نتالي فضل الله لم تيأس كلياً من الوضع العام لأن «اصابع اليد ليست مثل بعضها وفي النهاية يستطيع القارئ العادي التمييز بين العارضة الحقيقية المحترفة وبين منتحلة الصفة. وكشفت نتالي انها جربت الاتصال بأصحاب المجلات للانتباه الى الصور التي تنشر على اغلفتهم أو على الاقل التأكد من صحة مزاعم الفتاة وامتهانها عرض الازياء، قبل اطلاق لقب العارضة عليها.

وقد استجاب بعض المسؤولين الى مطالب فضل الله والبعض الآخر امتنع عن التعاون «وهؤلاء يلفقون الحقائق لذلك نبتعد عنهم». ودعت نتالي الى المصداقية في العمل لأن عرض الازياء «من ارقى المهن والدليل احتلال عارضات الازياء مكانة مرموقة» لافتة إلى استقبال رئيس الجمهورية الياس الهراوي للعارضة العالمية كلوديا شيفر لدى زيارتها الى لبنان.

وكانت العارضة سابين نحاس وصاحبة وكالة «ستايل مودلينغ اجانسي» اقل حدة في طرح الموضوع فقالت «في كل مهنة هناك دخلاء، وفي النهاية يجب على الناس ان يميزوا بين المدعية والحقيقية».

ولم تنكر نحاس «ان الدخيلات يمكن ان يشوهن سمعة عارضات الازياء» الا انها اعتبرت ان ذلك منوط بالتصرفات الشخصية لكل فتاة «فكل انسان حر في تصرفاته العادية شرط ان يحترم الآخرين والمهنة التي ينتسب اليها».

ورأت ان القيمين على المجلات «لا يهمهم سمعة المهنة بقدر ما يهمهم زيادة حجم المبيعات رغم ان تهاونهم في ما ينشر عندهم لن يؤذي عرض الازياء فقط بل سيؤثر على مصداقية مطبوعاتهم».