الأطفال .. هل هم في مأمن من الإصابة بالأمراض القلب؟

ما زال الاعتقاد السائد قديما قائما إلى الآن أن الأطفال الصغار في مأمن من الإصابة بالأمراض مثل أمراض القلب، وعليه فإنهم يتركون ليمارسوا أساليب الحياة العصرية كيفما شاءوا، ونعني بذلك الانشغال بالألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية التي لا تكلفهم عناء ولا مشقة في الاستمتاع بها، إضافة إلى تناول الأطعمة غير الصحية المشبعة بالدهون والسعرات العالية. 
 
والصواب هو ما أثبتته الدراسات والأبحاث الحديثة من أن انخفاض مستويات النشاط البدني، وضعف اللياقة البدنية وارتفاع مستويات الدهون في الجسم يمكن كلها أن تؤدي إلى تصلب جدران الشرايين وقساوتها وقلة مرونتها وانخفاض التمدد الشرياني عند الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 8 سنوات.
 
وقد نشرت نتائج دراسة حديثة حول النشاط البدني والتغذية في الأطفال أطلق عليها اسم «بانيك» (Physical Activity and Nutrition In Children Study PANIC)، أجرتها جامعة شرق فنلندا، في مجلة «الطب والرياضة الاسكندنافية Scandinavian Journal of Medicine and Sports» عدد شهر سبتمبر (أيلول) الماضي.
 
وأجريت الدراسة على 160 طفلا (منهم 83 طفلة) قبل سن البلوغ (6 - 8 سنوات من العمر). وتم تقييم وظائف القلب والرئتين CRF، وقياس ممارسة النشاط البدني وأسلوب الانتقال من وإلى المدرسة، وحياة الركود والسكون وعدم الحركة (بواسطة استبيان)، وقياس امتصاص الأشعة السينية لمعرفة دهون الجسم BF، مع مقارنة ذلك بتصلب الشرايين والقدرة على التوسع والتمدد.
 
وأظهر تحليل آثار كل من النشاط البدني، وضعف اللياقة البدنية وارتفاع مستويات الدهون في الجسم أن ضعف اللياقة البدنية فقط كانت مرتبطة بشكل مستقل مع تصلب الشرايين، حيث كان الأطفال الذين يتمتعون بقدر من اللياقة البدنية أفضل بكثير من أقرانهم، فهم يمتلكون مقدرة أكبر على تمدد الشرايين أثناء ممارسة الرياضة البدنية.
 
وعلاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من ضعف اللياقة البدنية وارتفاع نسبة الدهون في الجسم كان لديهم في الوقت نفسه شرايين «قاسية ومتصلبة».
 
وتم العثور أيضا على تأثيرات مماثلة ذات علاقة مع انخفاض مستويات النشاط البدني وارتفاع مستويات الدهون في الجسم، بينما أبدت شرايين الأطفال الذين يمارسون أعلى مستوى من النشاط البدني «مرونة» أفضل وقدرة أكبر على التمدد.
 
وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن التدخل المبكر في أسلوب الحياة في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من حياة هؤلاء الأطفال.
 
وعلاوة على ذلك، فإنها تؤكد أيضا على أن اللياقة البدنية الجيدة جنبا إلى جنب مع ممارسة الرياضة البدنية المكثفة يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة مفيدة لصحة الشرايين في الطفولة.