وجبة طعام تحضر في ١٠٠عام كاملة لتؤكل بعدها!

 

يرجع أصل هذا الطعام إلى قصة طريفة وغريبة جداً وتحكي (إذ يتجول رجل ريفي من الصين وقع بصره على عدد من بيضات البط راكدة في قاع بركة موحلة من المياه والجير المطفي  وهو نوع من هيدروكسيد الكالسيوم) وقد بدا من هيئة البيض أنه طبيعي وسليم القشرة بالكامل، فالتقطه والعجيب حقا أنه أقدم على تذوقه بل واستساغته وأعجب بطعمه جداً.

 

وبغض النظر عن تفاصيل قصة اكتشاف بيض القرن إلا أن مدة المائة سنة نفسها غير موثقة تاريخياً ويرجح العلماء أن بيض البط قد مر عليه ما يزيد عن ٥٠٠ عام كاملة وليس مائة كما يشيع، أي أنه يرجع لعهد حكم أسرة مينج في الصين.

 

وبيض القرن ما زال يعد ويؤكل حتى الآن وقد وسع انتشاره وشمل هونج كونج، الصين وأنحاء من جنوب شرق آسيا.

 

بالرغم مما أتاحه التطور العلمي من إمكانية استبدال الطرق والأساليب القديمة بأخرى حديثة تتدخل فيها  الكيمياء لتعادل حفظ البيض في الجير المطفي والماء الموحلة لتستغرق مجرد دقائق في الإعداد، إلا أن عملية حفظ البيض ظلت على حالها نسبياً حيث يتم تحضير وعاء مملوء بمزيج من الشاي الأسود القوي المركز مع الجير، الملح، الرماد وبعض الخشب المحترق أيضاً وبعد الغليان يترك المزيج جانباً ليبرد طوال ساعات الليل، وفي الصباح يوضع به البيض ولا يقتصر على بيض البط فقط، وإنما هو الأصل فيها، فيمكن وضع بيض السمان، الدجاج، الحمام وغيره من أنواع البيض المأكولة الأخرى والتي يختلف الاعتقاد فيها من مجتمع لآخر بحسب ثقافته.

 

وينقع البيض في المزيح ويترك لمدة لا تقل عن ثلاث أسابيع والأفضل أن تمتد حتى خمسة أشهر وما يزيد، وليس قرناً من الزمن كما يوحي الاسم ) بيض القرن).

 

في الحقيقة فإن التحدي الكبير ليس فقط في مدة إعداد البيض أو كيفيتها ولكن التحدي هو التنبؤ بتغير لون المُح أو لون الصفار للون البني المستمد من لون المزيج السائل المنقوع فيه طوال فترة التحضير، فإن وصل لهذا اللون فهكذا البيض جاهز للتناول وهو في أفضل حالاته وأشهاها طعما.

 

 ويطلق على تلك الوجبة عدة أسماء وليس فقط (بيض القرن(، وإنما بيض الألفية، بيض المائة عام وبيض العُمر ،ولكن وبغض النظر عن الألقاب وما أُسمي به فعندما تسافر لهناك وتقرر تجربة التذوق فيمكنك الحصول عليه بسهولة من محلات البقالة العادية وأيضا بالمطاعم والمحال المتواضعة، وغالباً ما يقدم بيض القرن مع أنواع أخرى من الوجبات الآسيوية الشعبية فيقدم مع أقدام الدجاج أو حساء الثعابين، وفي العادة يرغب السياح في تناول هذه الأطباق الآسيوية وتحديدا الصينية لأنها الأطباق الشعبية.