أطعمة صحية الإفراط في تناولها شديد الخطورة

نعلم جيدا أن جميع الأطعمة النباتية التي خلقها الله لها فوائد هائلة لصحة الإنسان، لكن هناك حكمة نعلمها جيدا تقول إنه إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده، أي علينا تناول كل ما لدينا من خضروات وفواكه لتستفيد أجسامنها بما تحتوي عليه من قيمة غذائية، لكن مع الحرص على عدم الإفراط في تناولها لأن التركيز على نوع معين من الطعام مهما كان صحياً والمبالغة في تناوله مهما كنا نحبه، سيكون له نتائج عكسية على الصحة، كما أنه سيحرم جسمك من الاستفادة بأنواع أخرى لا تتناولينها؛ لذا فكلمة السر هنا هي الاعتدال في كل شيء وخاصة في تناول الطعام، والكلمة الأخرى التنوع والابتعاد تماما عن إدمان نوع معين من الطعام حتى لو كان يحتوي على كل العناصر الغذائية على الإطلاق.
 
البرتقال والطماطم:
اعلم أن الإفراط في تناول هذه الأطعمة اللذيذة عالية الحموضة ليس بالأمر الجيد، فيخبرنا الأطباء أن ارتفاع نسبة الحموضة في الجسم يرجع إلى تناول الكثير جدا من البرتقال والطماطم وينتج عنه الارتجاع، والذي إن استمر يتحول فيما بعد إلى مشاكل في المريء أبرزها مشكلة " Barrett’s Esophagus" وهو اضطراب به تتكون الآفات المسببة للسرطان على البطانة المريئية، لذا ينصح الأطباء بعدم تناول البرتقال أو الطماطم أكثر من مرتين في اليوم وتجنب هذه الأطعمة تماما إذا كنت تعاني بالفعل من ارتجاع.
 
التونة المعلبة:
لاشك أن التونة المعلبة من الأطعمة المغذية سهلة التحضير سواء تم استخدامها كطبق سلطة أو في الشطائر، ومع ذلك ينتج عن الإفراط في تناولها زيادة في مستويات الزئبق الخطير في الجسم لأن أسماك التونة تحتوي على نسبة زئبق أعلى من الأسماك الأخرى، وإذا زاد مستوى الزئبق يسبب مشكلات في الرؤية وازدواج السمع والتحدث وضعف في التنسيق والتواصل وضعف في العضلات أيضا.
 
لذا احرص على عدم تناول أكثر من 3 إلى 5 علب تونة في الأسبوع، وحاول التنوع في ما تتناول كاستبدال التونة بأسماك أخرى بها زئبق أقل مثل السالمون والجمبري وأسماك البولك.
 
الماء:
رغم أن الترطيب هو مفتاح الصحة الجيدة، لكن الإفراط في شرب الماء يسبب التسمم المائي، ويحدث ذلك عندما يسبب الإفراط في الماء في إضعاف نسبة الصوديوم في الجسم، ويترتب عليه انخفاض نسبة الصوديوم الطبيعية في الدم ونتيجة لذلك يتعرض الإنسان لمشكلات صحية خطيرة مثل ضعف وظائف المخ وحتى الموت، إذن ماهي كمية الماء التي قد يشربها الإنسان وتؤدي به إلى مثل هذه المخاطر؟ 
 
إنها مشكلة شائعة لدى الرياضيين ومن يقومون بإجبار أنفسهم على شرب الكثير جدا من الماء، لكن لتتأكد من أنك لا تفرط في شرب الماء، ألقِ نظرة على ماء البول لديك، إذا كانت دائما شفافة، فيجب أن تقلل مقدار الماء الذي تشربه.
 
الصويا:
إلى محبي التوفو: عليكم الانتباه، رغم أن الصويا تساعد في التحكم وتنظيم مستويات الكوليستيرول وضغط الدم عند تناولها باعتدال، لكنها تعيق امتصاص الحديد أيضا، لذا فإن تناولها بشكل زائد يعتبر من الأسباب الرئيسية لنقص مستوى الحديد في الجسم ومنه إلى الأنيميا، ولاحتواء الصويا على مركبات مثل الإستروجين وهي "الايسوقلافون" والتي مع دخولها الجسم تسبب على المدى الطويل وبكميات كبيرة مشكلة فرط تنسج بطانة الرحم وتؤدي بدورها إلى الإصابة بسرطان الرحم.
 
وبما أنه ليس هناك تحديد معين لكمية الصويا التي علينا تناولها، فينصح الأطباء بأن لا يزيد تناولها عن مرة أو مرتان في اليوم أو أقل من ذلك.
 
السبانخ:
بالطبع تحمل أوراق السبانخ عناصر غذائية هائلة، فهي مصدر ممتاز للبروتين والألياف والعديد من الفيتامينات والمعادن الهامة، وهي غنية أيضا بالوتين وهو كاروتينويد يساعد على منع الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر (والسبب الرئيسي لفقدان الرؤية والعمى)، ومع ذلك تحتوي السبانخ أيضا على نسبة عالية من الأوكسالات وهي مركب يؤدي إلى تكون حصوات الكلى، لذا على المرضى الذين يعانون من حصوات الكلى تجنب الإفراط في تناولها.
 
الجوز البرازيلي:
رغم أن المكسرات من الوجبات الخفيفة، إلا أنها غنية جدا بالبروتين والألياف والأحماض الدهنية الضرورية والسيلينيوم، كما أوضحت الدراسات أن تناول المكسرات هو علاج مخفض للكوليستيرول وضغط الدم، لكن لا يجب الإفراط في تناولها كل يوم، لأن المستويات المرتفعة من السيلينيوم سامة، يمكن أن ينتج عنها تساقط الشعر وتقصفه أو تساقط الأظافر والتهاب الجلد وتشوهات عصبية والموت في الحالات الشديدة، لذا ينصح الأطباء بتناول 10 حبات فقط من المكسرات في اليوم.
 
البروتين الحيواني خالي الدهن:
إذا كنت تعتمد على اللحوم قليلة الدهون بشكل أساسي مثل صدور الدجاج أو بياض البيض لأخذ جرعتك اليومية من البروتين، فقد حان الوقت لتغيير هذا النمط، حيث يقول الأطباء إن الإفراط في تناول البروتين الحيواني يمكن أن يكون خطيراً لأنه يجعل جسمك ينتج هرمون النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1) والذي ينشط عملية التقدم في العمر ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان (وخاصة سرطان الثدي) وذلك عند تقديمه بمستويات مرتفعة.
 
والحقيقة أن دراسة نشرت في جريدة (Cell Metabolism) كشفت أن هناك زيادة أربعة أضعاف لخطر الإصابة بالسرطان المؤدي للموت، 75% زيادة في نسبة الوفيات في البشر الذين يحصلون على 20% على الأقل من السعرات الحرارية من البروتين الحيواني خالي الدهن ( في مقابل 15% أو أقل) والحل البسيط هو؟
 
حاول الحصول على معظم البروتين من مصدر نباتي مثل البقول والمكسرات والبذور والحبوب الكاملة.