لا تنخدع في المعقمات ذات التطهير99.9% واعرف مضارها

مستحضرات التعقيم بأنواعها (تعقيم اليدين، معقم الجسد للإستحمام، رذاذ تعقيم الأسطح، مطهرات الأرضيات) أصبحت تحيط بنا من كل جانب، سواء كانت مصغرة نحملها ويحملها أبناءنا معهم في حقائبهم، أو مثبتة في الحوائط أينما ومتى ذهبت، وعبارة تسويق المنتج المستخدمة والشائعة هي "المستحضر يقتل الجراثيم بنسبة ٩.٩٩٪ ، وأن المستحضر المعلن عنه يبقيك آمنا ويقيك من العدوى إلى آخرها من عبارات وجمل دعائية ..فمن منّا يرغب في تواجد للجراثيم حوله وأن يمسه منها نصيب!!


في أبريل ٢٠١٥ صدر طلب من إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية موجه لشركات تصنيع الصابون ومستحضرات التطهير والتعقيم بشأن تقديم دلائل تثبت سلامة وأمان المنتج، وكان المطلوب:
 - دليل على أن المنتج لا يؤثر سلباً على النساء الحوامل.

 -  إثبات أن المنتج لا يساعد في تطوير مقاومة البكتيريا.

 - إثبات أن المنتج ليس له تأثيرات هرمونية خطيرة  إحداث خلل بالهرمونات). 

هذه المطالب السابقة في حد ذاتها تدعو للقلق، بالرغم أنه لم يثبت حتى الآن بالدليل القاطع خطر هذه المستحضرات على النساء الحوامل، ولكن إدارة سلامة الأغذية والأدوية تستشعر أن التريكلوسان Triclosan - وهو عنصر تتركب منه بعض المطهرات - له آثار هرمونية وعلى وجه التحديد تأثيره السلبي على الغدة الدرقية والجهاز التناسلي لدى الأطفال حديثي الولادة، والتريكلوسان يقتل جميع أنواع البكتيريا المفيدة المنتشرة على سطح الجلد مما يجعل أنواعا من البكتيريا الضارة والمقاومة للمضادات الحيوية تنمو وتزدهر.. وعلى العموم فإن هذه الإثباتات والدلائل تتطلب وقتا وجهداً من مسئولي الجهتين فهي صناعة بمليارات الدولارات وليست بالأمر الهين!. 

وفيما يلي سنعرفك بالأسباب الأكثر أهمية فتعرف عليها فيما يلي: أسباب قوية تجعلك تتوقف تماماً عن استخدام منتجات التعقيم 
١- منتجات التطهير/ التعقيم مؤذية للبشرة

منتجات التعقيم غالباً ما تحتوي على الكحول والمعروف عنه أنه يجفف البشرة ويجعلها خشنة الملمس لأنه يزيل عنها زيوتها الطبيعية كما يعرقل عملية افرازها فينتزع ليونتها، علاوة على أن الكحول يؤثر في قدرة امتصاص البشرة مما يسهل للمواد الكيماوية اختراقها، وللعلم أنه ليس الكحول هو الضار فحسب وإنما هناك مواد تتركب منها المعقمات قد تكون أكثر تأثيراً وإلحاقا بالضرر مثل جليكول  Glycol، والآسيتات Acetate.

٢- منتجات التعقيم يمكنها خلق بكتيريا مقاومة
بمجرد سماعك عبارة (تطوير البكتيريا من ذاتها للتكيف مع البيئة الجديدة)، فأنت ترتعب حقاً وبالفعل هو أمر مخيف ففي الأساس أنت تستخدم مستحضر قاتل للبكتيريا للتخلص منها تماماً إلا أن هناك أيضاً فرصا عديدة تمنحها بنفسك للبكتيريا لتتمكن هي من المقاومة بعد ذلك وهذا يحدث مع الاستخدام المفرط لمنتجات التعقيم بشكل عام؛ لأن البكتيريا تمتلك قدرة التطور والتكيف التام مع الأوضاع والظروف الجديدة مثل كل شيء آخر.

فكلما عرضنا بكتيريا معينة لنفس العناصر كلما زاد احتمال زوال تأثير هذه العناصر.

أشارت تقديرات مركز السيطرة على الأمراض CDC في العام ٢٠١٣ إلى أن نحو ٢٣٠٠٠ حالة وفاة في الولايات المتحدة الأمريكية تسببت فيها الجراثيم، ولكن يبدو أن هذا العدد غير مهول بالنسبة إلى ما قد تحدثه الجراثيم لدى تمكنها من التكيف وحتى مقاومة ما نتسلح به نحن ضدها من مستحضرات التعقيم والتطهير بأنواعها.

ولذا ينصح CDC بالحد من استخدام هذه المستحضرات إلا في الضرورة من أجل تقليل فرص تطورهذه الكائنات الدقيقة المزعجة والتضييق عليها.

٣- تحتوي المعقمات على مواد كيماوية غير معروفة ومحتملة الخطورة
كما ذكر، تحتوي المعقمات على مواد مطهرة معظمها من الكحول أو التريكلوسان، ولكن هناك غيرها من المواد الكيميائية التي يتم تضمينها في المنتج أيضاً. 
ومعظم المطهرات معطرة وقد دخل في تركيبها أنواع من المواد الحافظة لإطالة العمر الافتراضي للمنتج.. ومع ذلك، يمتص الجلد هذه المواد الحافظة مع كل استخدام للمنتج.

ونخص بالذكر اثنين من المواد الحافظة - الفثالات والبارابين - لأنهم الأكثر خطراً في تعطيل إنتاج الهرمونات.. ناهيك عن بعض الشركات التي لا تورد بالتفصيل مكونات مستحضرها.

4- امتصاص مركب الـ BPA و أمراض القلب، السرطان، العقم والسكري
معقمات الأيدي تزيد من قدرة الجسم على امتصاص مركب الـ BPA أو Bisephenol A وهو مركب كيميائي يستخدم تقريباً في صنع جميع أشكال البلاستيك الصلبة كأواني الطعام البلاستيكية الحافظة للطعام.

 يعمل   BPAعلى تغيير الهرمونات في الجسم مما يؤدي جزئياً إلى تعطيل نظام الغدد الصماء الطبيعي في الجسم، وقد ربطت دراسات عديدة الـ BPA بالخلل الهرموني كما أنها ربطته بأمراض عديدة منها الإصابة بأمراض القلب، العقم، السرطان وحتى داء السكري.

مستحضرات التعقيم الشائعة يحتوي معظمها على مواد كيماوية تسهل نفاذ المواد المنظفة عبر الجلد والـ BPA واحد من هؤلاء. 

هناك محاولة قام بها باحثون من جامعة Missouri بالنظر إلى الأوراق الحرارية والتي تحتوي على نسب مرتفعة جداً من مكون الـ BPA و ملاحظة إذا كانت مستحضرات تعقيم الأيدي تزيد من احتمالية امتصاص هذه المواد.. والنتيجة كانت نعم!، فقد لاحظ الباحثون أن تعقيم الشخص ليديه قبل حمله ورقة حرارية تزيد من احتمالية امتصاص الـ BPA بـ ١٠٠ مرة وهذا يفوق كميتها الموجودة أصلاً على سطح الجلد بكثير.

 وهذا يعني أنه إذا قام الشخص بتناول طعامه فهو بذلك سيسمح لجسمه بامتصاص كمية مضاعفة من BPA من خلال يديه أولاً ومن ثم فمه خلال تناوله الطعام، والجدير بالذكر أن هذه النسب العالية من الـ BPA لها علاقة مباشرة بزيادة نسبة إصابة البالغين بالأمراض وزيادة نسبة مشاكل التطور لدى الأطفال.
الصابون العادي والماء هما الحل الأفضل، نعم الصابون العادي والماء قد يعملان كأفضل الحلول في كثير من الحالات. 

وفي الواقع فإن معظم الخبراء يوصون باستخدام الماء والصابون لإزالة الوسخ وللتطهير إلا إذا كان المطهر أكثر فائدة. 

وقد أخذت إدارة الأغذية والعقاقير على عاتقها توصية المستهلكين وتقديم المشورة لهم لاستخدام الصابون العادي بدلا من الصابون المضاد للبكتيريا، ناصحين بأنه ليس هناك الكثير من الفروق بينهما، غير أن الكفة الراجحة هي كفة الصابون العادي لأن الصابون المضاد للبكتيريا يساعد البكتيريا في تطوير مقاومتها فضلاً عن أنه يقتل البكتيريا بأنواعها المفيدة والضارة.