للمساعدة في العمليات الجراحية .. طرق جديدة لإضاءة الأورام الخبيثة

تلوين الأنسجة السرطانية بهدف تخويل الجراح تمييز المنطقة المحيطة بها، بصورة أفضل وأدق. هذا الهدف توصل الى تحقيقه فريق مشترك من الباحثين في مركزي الأبحاث الأميركيين (Seattle Children’s Hospital Research Institute ) و(Fred Hutchinson Cancer Research Center). اعتمدت جهودهم على اختبار ببتيد، هو الكلوروتوكسين (Cy5.5) المشتق من أحد مكونات سم العقرب. نحن نتحدث هنا عن "فنار" جزيئي مشع يبعث الفوتونات في محيط الأشعة تحت الحمراء القريبة من الطيف الكهرمغناطيسي.


ان اللجوء الى الأشعة تحت الحمراء يعطي الجراح إمكانية أعظم في استئصال جميع الخلايا السرطانية، أثناء التدخل الجراحي، دون إلحاق الأذى بالخلايا السليمة المحيطة بها. وهذا هام جداً لدى استئصال أورام الدماغ الخبيثة. إذ ان 80 في المئة من الأورام السرطانية يمكن أن يظهر مجدداً، بدءاً من أطراف منطقة الدماغ التي خضعت سابقاً للعملية الجراحية بهدف استئصال خلاياها السرطانية.

تستطيع التقنيات الحالية، كما التصوير بالرنين المغناطيسي، التمييز بين الأنسجة السرطانية وتلك السليمة ان تم رصد أكثر من مليون خلية سرطانية في منطقة واحدة. أما الببتيد (Cy5.5) الذي يحقن بالجسم فينجح في تمييز أورام مكونة من ألفي خلية سرطانية فقط. كما تبلغ درجة حساسية اكتشاف هذه الأورام 500 مرة أكثر من وسائل الكشف المعيارية.

بفضل هذا الببتيد ومؤازرة الأشعة تحت الحمراء سينجح الجراحون قريباً في رؤية أورام غير مرئية عادة مما يعطي للمريض فرص تعافي أكبر. وسيتطرق الباحثون قريباً الى دراسة درجة السمية التي تواكب حقن ببتيد إضاءة الأورام الخبيثة بالجسم.