افتتاح أول مطعم للعراة بلندن

تشهد لندن افتتاح أول مطعم للعراة من الرجال والنساء أبوابه في يونيو المقبل بلندن. 


ومن معلومة واحدة عن المطعم، يتضح كم سيطر هوس التعرية والانفلات من القيود على إحدى أشهر العواصم وأكثرها عراقة ومحافظة، فقبل شهر من الافتتاح بلغ عدد الحاجزين لتناول الطعام في Bunyadi أكثر من 33 ألفاً و680 زبوناً حتى صباح اليوم الخميس، ولأن المطعم يسع 42 زبوناً للعشاء، وسيعمل 3 أشهر الصيف فقط، يزوره أثناءها 3780 منهم، فإن أحدث الحاجزين فيه لن يتمكن من ارتياده إلا بعد 9 سنوات تقريباً.

أما الطوّافون على الزبائن لخدمتهم، من نوادل وعاملين آخرين في "بونيادي" المالك لحسابات في مواقع للتواصل فيها ما يلبي الفضول بشأنه، فسيظهرون أيضاً عراة وهم يقدمون لمرتاديه مأكولات لن تكون بأسعار تشجع أياً كان على دخوله، حيث الوجبة الأرخص بما يعادل 70 دولاراً، عدا التوابع، والثمن نفسه سيدفعه من يمكنهم تناول الطعام وهم بثيابهم إذا أرادوا، ولكن في قسم معزول عن العراة، كما وكأنهم في مطعم آخر تماماً.

انفلات كلي من كل قيد وعلى كل صعيد وسيجد المتناولون طعامهم من دون أوراق التوت على أجسامهم، في أجواء شبيهة إلى حد كبير بما كان زمن إنسان "نياندرتال" الذي امتد عيشه 3 آلاف قرن تقريباً على الأرض، خلفاً بالتسلل التحدري ممن تمكن في يوم تاريخي غير معروف قبل ملايين السنين من النزول عن الشجرة وانتصب على قدميه، سيجعل زبائنه العراة تماماً كما كان "نياندرتال" يتناول طعامه قبل أن ينقرض منذ 24 ألف سنة، وفق ما يذكره علماء تتبعوا تحدره وآثار تجمهره وأين عاش.

وزبائن "بونيادي" سيفعلون كما المنقرض: سيجلسون على مقاعد مقطوعة كيفما كان من جذوع الأشجار، أمام جذع شجرة فوقه خشبة خام على طبيعتها، مستديرة أو مربعة، هي طاولة يتناولون عندها طعامهم في أطباق من خشب وفخار، وبهم يحيط سور من الحبال، يحجب رؤيتهم من زبائن آخرين، والجميع مجردون مما يدل على أنهم من أي قرن حديث، بلا أحذية وهواتف جوالة، ولا ثياب فيها مفاتيح سيارات أو فواتير كهرباء وغاز وتدفئة وضرائب وهاتف وماء ومبالغ مالية وبطاقات ائتمان، في انفلات كلي من كل قيد وعلى كل صعيد.

أوانٍ من طين وفخار لعراة العصر الحجري مصمم المطعم، واسمه سيب ليال، كتب في موقع "بونيادي" ما يلخص كل شيء تقريباً، وقال: "نعتقد أن الناس يجب أن يحصلوا على فرصة للاستمتاع وتجربة ليلة من دون أي شوائب، أو أي مواد كيميائية وألوان اصطناعية، لا كهرباء عندهم ولا غاز ولا هاتف، ولا حتى ملابس إذا كانوا يرغبون بتجربة التحرر الحقيقي" وفق تعبيره.

والطعام سيعده "بونيادي" بطرق شبيهة إلى حد ما بما كان في عصر الإنسان الحجري قبل آلاف السنين، حيث مصدر النار طبيعي من خشب يحترق، ولهيبها لشي اللحم والسمك، فيما تعد الأدوات للعراة ما يأكلونه على أوانٍ يدوية الصنع، حتى السكاكين من طين مشحوذ وفخار.

أما تناول الطعام، فعلى أضواء النار والشموع، بلا كاميرات تلتقط صوراً، تمضي بسرعة الضوء لتظهر للأصدقاء والمتابعين في مواقع التواصل.

ويتوقعون في لندن، أن يثير مؤسس المطعم Seb Lyall ضجة، شبيهة بواحدة حين افتتح قبل عام، ما سماه "مقهى البوم" وجعل داخله مليئاً بالبوم وأنواع أخرى من الطيور، وقد احتجت لجان حماية الحياة الطبيعية وهاجمت عمدة لندن، بوريس جونسون، لمنحه ترخيصاً.

لكنه استمر والزبائن يرون فيه للآن كيف تعيش الطيور داخله باستئناس تام، والبلدية نفسها قد تتعرض لهجوم مماثل بسبب "بونيادي" أيضاً، مع فارق أن عمدة لندن الجديد قد يكون مسلماً هذه المرة.