كيف يخفف العلاج وقائي من أعراض الربو؟

يزداد انتشار بعض الأمراض وفقًا لفصول السنة الأربعة، ومنها فصل الخريف الذي تبدأ فيه أمراض السعال والرشح والتهاب المجاري التنفسية كما ترتفع نسبة الإصابة بنوبات الحساسية ومنها الربو الذي يؤثر على فئة الأطفال بشكل خاص ويتسبب في تأخرهم عن فصول الدراسة. 


وقد حاول علماء أميركيون إيجاد طريقة تخفف من تفاقم الربو الخريفي لدى أطفال المدارس، وأجروا دراسة في مستشفى الأطفال كولورادو، أورورا Children›s Hospital Colorado (Aurora). 

نشرت نتائج هذه الدراسة مؤخرا في «مجلة الحساسية والمناعة السريرية Journal of Allergy and Clinical Immunology»، حيث وجد أن المعالجة الوقائية قبل بدء الدراسة واستمرار العلاج للأشهر الثلاثة المقبلة قد أدى إلى انخفاض في معدلات الإصابة والتخفيف من حدة المرض.

شملت الدراسة عدد 727 طالبا وطالبة من المصابين بمرض الربو تبلغ أعمارهم ما بين 6 – 17 سنة، وكانوا يعيشون في المناطق الداخلية من المدن ومن الطبقات المنخفضة الدخل.

وتمت الدراسة في عامي 2012 و2013، وتم إعطاء الأطفال المرضى عقار أوماليزوماب omalizumab وهو من فئة الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، مع جرعة عالية من الكورتيزون المستنشق، أو أعطوا علاجا وهميا وذلك قبيل الكشف الدوري المعتاد وكان قبل 4 - 6 أسابيع من بدء الدراسة. استمر إعطاؤهم ذلك النظام العلاجي لمدة وصلت إلى 90 يوما بعد بدء المدرسة.

أظهرت النتائج انخفاضا ملحوظا في شدة نوبات الربو في المجموعة التي أعطيت العقار بالمقارنة مع مجموعة المراقبة التي أعطيت العلاج الوهمي (11.3 مقابل 21 في المائة).

ووجد أيضًا، أنه بالمقارنة مع زيادة العلاج بالستيرويد المستنشق كان الفارق كبيرا فقط في المجموعة الفرعية من المرضى الذين كانوا يعانون من نوبات ربو متفاقمة في الأشهر التي سبقت العلاج الوقائي. 

وعلاوة على ذلك، فقد ثبت من هذه الدراسة أن العلاج الوقائي يعمل على استعادة الحماية المناعية ضد فيروسات البرد الشائعة، التي تتأثر عادة بهجمات الربو الحادة وأنواع الحساسية الأخرى.

وأوضح رئيس فريق البحث في هذه الدراسة البروفسور ستانلي زيفلر Stanley J. Szefler أنه وفقًا لنتائج هذه الدراسة فقد أصبح بالإمكان تحديد المرضى الذين هم في خطر كبير للتعرض لنوبات شديدة من الربو، وإعطاؤهم العلاج الوقائي مباشرة خلال أوقات السنة أو الفصول التي عرف أنهم يكونون خلالها أكثر عرضة لخطر مشكلات نوبات الربو.

وبهذه الطريقة، يمكن تحسين مراقبة نوبات الربو والحد من مدة العلاج عند الإصابة بها.