حكايات مثيرة لنساء هربن من القاهرة للعيش في البحر!

ينظر البعض إلى العيش في القاهرة أو أي مدينة كبيرة وخصوصًا عواصم العالم على أن ظروفها مفروضة عليهم في شكل ضريبة تُدفع مقابل العيش وسط جميع الخدمات والمرافق!.


صخب القاهرة، أضواءها الساطعة وزحام شوارعها ليل نهار، جميعها أسباب جعلت العديد من النساء والشباب الشجعان يقررون تركها خلفهم والرحيل عنها للعيش الهادئ وسط الطبيعة بالقرب البحر دون الرجوع إليها.

لقد سلطنا الضوء في التحدث إلى بعض السيدات اللاتي تخلين عن حياة الوظائف في المدن ببعض الشركات وانتقلن حيث البحر، الرمل وأشعة الشمس الذهبية الخلابة وسط الطبيعة، ولمعرفة المزيد عن هذا القرار المصيري في تغيير الحياة سنقدم لكم سبعة تجارب مختلفة، فتعرفوا عليها:
حكايات لسبع نساء غادرن القاهرة للعيش على الشاطئ
1-  حكاية علياء
تقول السيدة علياء، والتي تعمل مساعد مدير تنفيذي لشركة برمجيات متعددة الجنسيات في القاهرة: "لقد أصبت بالإنزلاق الغضروفي وأنا في الرابعة والعشرين من عمري!، نتيجة جلوسي لساعات طوال على كرسي مكتبي في العمل، فقررت بعدها ترك ذلك المكتب اللعين والذي من المؤكد أنه سيسلبني يومًا ما صحتي بالكامل"، تقول: "كنت أتمنى أن أصبح معلمة، منظمة حفلات، مدربة، مستشارة أعمال أوفنانة! أستطيع القيام بكل شئ بداية من الغوص وحتى الوقوف على خشبة المسرح، وبالفعل توصلت لحياتي الكاملة في الغوص في مياه دهب/ سيناء حيث لا شئ يفوق جمال الحياة هنا (الشمس، البحر، السماء الصافية ليل نهار، الشعاب المرجانية والأسماك والحياة البرية)، ومن لم يجربها فسيستعصي عليه الفهم".

2- حكاية مروة السخاوي 
تحكي السيدة مروة فتقول: "قبل مغادرتي القاهرة كنت أعمل فيها مساعدة تنسيق لبرامج المنح الدراسية في الجامعة الأمريكية، أما عن أسباب الرحيل فمعظمها يتعلق بظروف العيش في القاهرة وليس لظرف شخصي.

الحياة في القاهرة كانت تصيبني بالإعياء والمرض نتيجة الصخب الدائم والتلوث الغير محدود والازدحام المروري الذي لا ينفك أبدًا بالإضافة إلى التحرش".

وتضيف مروة فتقول: "أهتم بالتفاصيل الدقيقة، وأنا شخصية ودودة أحب أن أبتسم في وجه عموم الناس صباحًا ولكن ضغط الحياة في القاهرة يغير مني.. فقررت الرحيل عنها!!.

"أنا الآن أعمل مساعد مدير مكتب في البحرية المصرية في الجونة بالغردقة، أحب حياتي هنا بالرغم من تكلفة المعيشة الباهظة ولكن حياة المنتجعات هكذا، لن أفكر أبدًا في العودة لحياة القاهرة"!.

3- حكاية جيني وكيكي تايلر
السيدتان التوأم جيني وكيكي لا يمكنك تحديد إن كانتا من مصر، أمريكا أم ايطاليا، أم أنهما مزيج من هذه الدول جميعها، والحقيقة هما كذلك.

التوأم فور التخرج من المدرسة الثانوية قررتا العيش على الشاطئ وبدأ الأمر معهما في دهب، ثم قضيتا 7 سنوات في تنقل بين الشواطئ حتى استقر بهما الأمر الآن في الجونة بالغردقة.

جيني وكيكي تقولان: "العيش بالمدينة يصيب بالشيخوخة المبكرة بسبب الضغوط النفسية والتلوث والزحام، والحياة في مجملها جميلة فنحن نحب الضحك والاستمتاع بالطبيعة والبحر والرمال والعمل الممتع الغير متكلف.. في الحقيقة إيجابيات العيش على الشاطئ وفي البحر تفوق السلبيات على عكس المدينة فالضحك هناك بحساب والتحدث أيضًا"!.

وتوضح جيني فتقول: "ولا تظن أن الحياة على الشاطئ كلها استرخاء.. فنحن نعمل أيضًا ونعمل بجد، ولكن في المكان الذي نحبه"

4- حكاية هدى منصور وأطفالها
السيدة هدى منصور أم لطفلين مستقرة في العيش على شواطئ الجونة منذ 18 عاما!، هدى في حياتها السابقة في القاهرة كانت تعمل في مشاريع الوكالة الأمريكية للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومع مؤسسة الشرق الأدنى.. وحينما قررت تغيير حياتها بشكل جذري باعت سيارتها وتنازلت عن وظيفة يحلم بها الكثير من الشباب وانفصلت عن زوجها وذهبت لحياة الطبيعة.

تقول هدى: "لماذا أخطئ في حق نفسي وصحتي ويكبر أطفالي في بيئة غير صحية وهواء ملوث، وما الداعي لذلك؟!، أنا مستقرة في حياة الشاطئ النظيفة منذ 18 عاما وحياتي بكاملها أصبحت هنا ومن المؤكد أني لن أتنازل عنها ولن أرجع عن قراري أبدًا".

5- حكاية ريام
السيدة ريام كانت في القاهرة تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، ريام أرادت أن تغير حياتها في القاهرة فقد رأت أن العيش في القاهرة يصنف على أساس الطبقة الاجتماعية والانتماء السياسي فضلاً عن الظروف ذاتها من الازدحام والتلوث والضوضاء وهي لا تريد جميع ذلك، إنما فقط العيش ببساطة!

تقول" لست فقط من أحب الجونة وفضلها عن القاهرة إنما كلابي أيضَا عرفت الفرق!، الآن يمكنني الرسم والغوص وكل ما أرغب فيه، حياة الشاطئ متعة"!

6- حكاية مُشيرة الحجار
السيدة مشيرة الحجار افتتحت حديثها قائلة: "لا أرغب في حمل هاتفي المحمول، أتعمد نسيانه ونسيان العالم كله أيضًا.. أقدر الحياة وأقدسها وأهتم بالتفاصيل الدقيقة التي تجعلني سعيدة، أحب العيش ببساطة ولا أكثر من ذلك!"

"في حياتي الأولى كنت أعمل مصممة جرافيك ثم تحولت للعمل كمصممة مجوهرات، وفي يوم ما ذهبت في عطلة لرأس سدر بسيناء.. ومن هنا بدأت الفكرة في تغيير حياتي المملة التي كنت أشعر أنها باهتة"، ثم تستطرد مشيرة فتقول: "قد تقوم بحدث صغير جدًا ولا تتوقع أبدًا أنه سيكون الخطوة الأولى أو حجر الأساس لحياة أخرى مختلفة تمامًا، فالتغيير الكبير يأتي من صغار الحوادث!"

"في العموم فإن زيارة سيناء خلال العام تجعلك تكتشف نفسك وتبحث عما يعنيك وتحدد ما تريده، سيناء أرض الأحلام!، لا أرغب في العودة لحياة المدينة ولن أفكر فيها".

ثم تعود مشيرة لتختتم بما بدأت به حكايتها فتقول: "هنا في سيناء أتعمد نسيان هاتفي المحمول ونسيان العالم بأسره، أحب العيش ببساطة ولا أكثر من ذلك".