معرض في نيويورك يستعرض ملابس الشخصيات الخارقة

لأشهر عدة، تم تخصيص ساعة في صالة إكوينوكس للتدريبات الرياضية من أجل تكييف الجسم تسمى «معسكر تدريب البطل القوي». ولم يكن المقصود منها مقاومة ضعف القلب ولكنها كانت تشتمل على جلسات تذكرنا بالتدريبات المدرسية.


ولا شك أن عنوان هذه الجلسات التدريبية جذاب ويجعلنا نشعر بأننا سوف نكون بالفعل مثل سوبرمان. وهذه الرغبة في التحول بهذا الشكل هي موضوع المعرض الصيفي بعنوان «الأبطال الأقوياء: الموضة والخيال» والذي افتتح في نهاية شهر مايو/2008 في متحف ميتروبوليتين للفنون في نيويورك، ويستمر حتى الأول من سبتمبر /2008 المقبل.

ولا شك أن الخيال المتعلق بالتحول يعود إلى مرحلة الطفولة، فمن منا لم يضع حول كتفيه قطعة من القماش يتخيل أنها شيء سحري يمكن أن يجعله يطير إلى الفضاء؟

ومن منا لم يتخيل وهو طفل صغير أن يصبح مخلوقا قويا يتميز بالسرعة والقوة؟ والأبطال الأقوياء غالبا ما يكونون أميركيين. وهم ليسوا مجرد شخصيات كرتونية. وليس من قبيل المصادفة أن يتزين هذا البطل بالألوان الحمراء والبيضاء والزرقاء.

فالأبطال الأقوياء غالبا ما يكونون رمزا للوطنية، ويلوحون عادة بالعلم الوطني. ويقول أندرو بولتون أمين معهد ملابس الحفلات: «هناك أبطال أقوياء في الثقافات الأخرى مثل اليابان... لكن الخصوصية والتصميم الذين يتميز بهما هؤلاء تعكس القيم السائدة في المجتمع الأميركي. فالأبطال الأقوياء شخصيات سياسية، حيث كان يتم توظيفها بطريقة أو بأخرى لخدمة أميركا».

ويركز بولتون على طريقة استخدام صناعة الموضة لشخصية البطل القوي لاستكشاف المفاهيم المعقدة عن القوة والوطنية وغير ذلك. ويعمل هذا المعرض على إثارة العديد من الأسئلة ويشكل ذلك جزءا من شهرته. كما إنه يشجع على التفكير في شخصيات الأساطير اليونانية ـ مثل ديانا الصيادة على سبيل المثال ـ وكيف يمكن لهذه الشخصيات أن تؤثر على الفهم الثقافي لقوة المرأة.

ويمكن لنا أن نتخيل الأطفال وهم يصطفون لمشاهدة الملابس الأصلية في المعرض: حيث يشاهدون ملابس باتمان التي كانت يرتديها كرستيان بال في «ذا دارك نايت» والبدلة الحديدية في «أيرن مان» وملابس امرأة العجائب التي كانت ترتديها ليندا كارتر في المسلسلات التلفزيونية.

ويبعث المعرض في النفس روح المرح والخيال التي نشعر بها ونحن نقرأ الكتب الكوميدية، وبفضل المجموعة التي أعدها ناثان كرولي ـ مصمم فيلم «بداية الرجل الوطواط» و«فارس الظلام» ـ تستخدم المرايا في القيام ببعض الخدع التي تشتت رواد المعرض، فباستخدام تأثيرات معينة يظهر كلارك كنت، مرتديا ثوبا رمادي وينظر نظرة مخيفة ليتحول إلى «سوبرمان».

المصمم العالمي جيورجيو ارماني بجوار أحد تصاميمة التي شاركت في المعرضوقد يرغب المرء في المزيد من الخدع باستخدام الدخان والمرايا والمزيد من التأثيرات الصوتية ومشاهد الفيديو. وقد اختار بلوتون أمثلة من صناعة الموضة تحتوي على أكثر التأويلات الدرامية لشكل البطل الخارق للطبيعة. وهناك ثياب أخرى من تصميم بيت الموضة «بالينساجا» تظهر فيها بعض أعمال نيكولاس غيسكوير التي تبدو مثل متحولين آدميين.

وهناك معروضات بيت الموضة «دولتشي آند جابانا» ومنها سترة الرجل الحديدي. وهناك قطع عديدة من أعمال المصمم الفرنسي ثيري موجلر، ومن بينها مقود الدراجة الهوائية الذي كان له دور رائد في «تو فانكي» الذي يعود لعام 1992.

وفي بعض الأحيان يكون من الصعب التمييز بين ثياب هوليوود وبين الموضة، فقد بنى بعض المصممين مثل برنارد ويلهلم وولتر فان بيرندونك سمعتهم على مزج الموضة بالخيال، فهم ليسو واقعيين. وهم ليسو أميركيين. وقد تكون الشخصيات الخارقة للطبيعة عادة مرتبطة بالمثل والقيم الأميركية.

وتركز المصممة الأميركية دونا كارن، التي لا توجد أعمالها في المعرض، عادة على فكرة قوة جسم المرأة في أعمالها، ولكن بطريقة رقيقة. ويلعب رالف لورين على فكرة الأبطال الأميركيين. وهناك ثوب صممه جورجيو أرماني، حيث تعطي تأثير الزخرفة الخرزية شبكة العنكبوت.

وقد يحبس الرواد أنفاسهم وهم ينظرون في هذا الثوب ـ الدليل النادر في المعرض الذي يدل على أن الشخصية الخارقة يمكن أن تكون مختبئة في حجرة الملابس الشخصية، وهي تذكر بأن الموضة تكون في أفضل صورها عندما تساعد في تحويل الشخصيات العادية إلى شخصيات عامة. ولم يكن في الوسع اختيار وقت أفضل لهذا المعرض، فقد افتتح فيلم «الرجل الحديدي» هذا الشهر. وفي هذا الصيف سيعرض «فارس الظلام» وكذلك فيلم «هانكوك» وبطله النجم ويل سميث.

وعلى الرغم من أن المعرض لا يتضمن أي إشارة معينة إلى الألعاب الأوليمبية، فستكون هناك منافسة بين الحديث وستسعى أوليمبياد بكين لتولي الصدارة. يذكر أن المعرض سيتضمن أمثلة من سترة «سويفت سكين» المتطورة من شركة «نايك»، مع ملابس للسباحة من شركة «سبيدو». وسيحتوي على فكرة الرجل المسلح، مع نماذج لسترة «سوفت وينج» و«ريجيد وينج» التي صممها دانيال برستون، وهو مهندس. وقد صمم مظلات هبوط وأجنحة تساعد المرء على الطيران.