لبنانيتان تبتكران مجوهرات لإنقاذ «غابات لبنان»

باسكال شويري سعد ولارا حنا دبس جمعتهما الطفولة، والتقتا على عشق «الوطن الاخضر» الذي شوهته الحرائق الكبيرة على مدى العامين الماضيين. وتعبيرا عن هذا العشق، انشأتا جمعية «ارز لبنان الاخضر» التي تستهدف اعادة تحريج الغابات التي التهمت النيران 1500 هكتار منها في يوم واحد (2 اكتوبر/ تشرين الاول 2007) اي ما يوازي المساحة السنوية للحرائق، او نصف قرن من المساحة المعاد تشجيرها.


ولأن كلفة اعادة تشجير الغابات المحروقة خلال عامي 2006 و2007 تقدرها «جمعية تنمية الغابات والمحافظة عليها» بـ15 مليون دولار، قررت السيدتان سعد ودبس ابتكار اسلوب من اجل المساهمة في ابدال «الاسود» بـ«الاخضر».

تشرح باسكال سعد هذا الاسلوب المبتكر، والذي يقضي باطلاق مجموعة من المجوهرات (عقود، اساور، أزرار للقمصان) مستوحاة من الارزة، (رمز لبنان الوطني)، على ان يحول الربح الناتج عن بيعها الى «جمعية تنمية الغابات والمحافظة عليها» التي تتولى عملية اعادة التشجير.

وتضيف: «زميلتي لارا وانا نصمم هذه المجوهرات ونتعاون مع معمل في بيروت لتصنيعها، وهي كلها مكسوة إما بالذهب وإما الزمرد او الياقوت. ويراوح سعر القطعة الواحدة بين 180 و2000 دولار اميركي. وترعى هذه المبادرة شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل ايست) ومحلات «اكزوتيكا» لبيع الأزهار والشتول، على ان تعرض هذه المجوهرات في المنطقة الحرة في مطار رفيق الحريري الدولي والمحلات المذكورة». وتعتبر سعد انه «من المعيب استثمار اسم لبنان لملء الجيوب. ونحن نهدف الى تأمين 10 آلاف دولار شهريا للتشجير، علما انه تم حتى الآن زرع 6 آلاف شجرة بفضل مبادرتنا، وهذا الرقم يوازي اعادة تحريج 12 هكتارا من الغابات». وتصمم سعد وحنا على عدم قصر نشاطهما على لبنان، بل شموله ارجاء العالم.

وسبق لهما ان عرضتا «ماء الورد» في دبي حيث لقيَّ اقبالا شديدا، و«يأتي بعض زبائننا حالياً من مصر وسنغافورة»، كما تقول سعد، التي تشير ايضا الى انها ودبس ستعرضان في «غاردن شو» في مطار بيروت في 10 من يونيو (حزيران) الحالي مجموعة من مجوهراتهما. وفي مطلع يوليو (تموز) سيصدر لهما كتاب بعنوان «لبنان الاخضر» يتناول البيئة والحفاظ على الطبيعة. وسيمول هذا الاصدار اربعة مصارف لبنانية على ان يعود ريعه لاعادة التحريج. وقريبا ستنشئان موقعا على الانترنت من اجل الاطلاع على المشروع وشراء المجوهرات.

اما دبس فتقول: «نشأت الفكرة لدينا من حملة التوعية التي اطلقتها جمعية تنمية الغابات تحت شعار «الحرقة في القلب» التي تظهر ارزة جواز السفر اللبناني او ارزة العملة اللبنانية مشتعلة. ومن هنا عادت صورة لبنان الاخضر الى ذاكرتنا، فقررنا إنشاء الجمعية بهدف اعادة صفة الاخضرار الى لبنان، وهي صفة لازمته على مدى التاريخ». وتضيف: «صحيح ان تحول الشتول الى اشجار يحتاج الى وقت، ولكن المهم ان نزرع لدى صغارنا حب الطبيعة وحب الوطن، لانهم هم من سيتمتعون باخضرار لبنان».

وتقول كارين زغبي، عضو جمعية تنمية الغابات: «لو ان كل لبناني يقوم بجزء بسيط مما تقوم به سعد ودبس لكانت بيئة لبنان اجمل بيئة في العالم».