زوجات الرؤساء الأميركيين بائسات رغم النفوذ والثروة.. ولورا بوش تريد الانفصال بسبب كوندي

إنها أميركا يا غبي، بهذه العبارة القاسية تحدث مهاجر قديم حصل على الجنسية الأميركية وأنجز الجانب الأكبر من الحلم الأميركي لمهاجر جديد، وهو يبدي دهشة مفعمة بالاستنكار إزاء تلك الأنباء التي باتت تنشرها الصحف الشعبية الأميركية عن السيدة الأولى لورا بوش، والتي تقول الأنباء إنها تريد الطلاق من بوش، وإن إنهاء علاقتها الزوجية مع الرئيس الأميركي باتت مسألة وقت، وأنهما اتخذا القرار بالفعل، لكن أرجآ الأمر حتى انتهاء ولايته الرئاسية حفاظًا على الشكل العام لمكانة رئيس أكبر دولة في العالم، خاصة في هذا الظرف التاريخي القلق.


أن ترغب السيدة لورا بوش في الطلاق من زوجها جورج دبليو بوش، فهذا ما يمكن تفهم دوافعه، أو مبرراته، لكن حين يكون السبب هو وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، وما تزعم بعض الصحف الأميركية ومعها صحف أوروبية من وجود "صلة غرامية" بين بوش وكوندي، فهذا مما يستحق التأمل، ومناقشة مدى مصداقية هذه المزاعم، وفي حال صحتها فما دوافعها ؟، ولماذا كوندي تحديدًا ؟.

يتصدى للإجابة على هذا السؤال مارك ماكينون، المستشار الإعلامي السابق لجورج دبليو بوش، والذي يصف كوندوليزا رايس بأنها "سيدة رائعة، وجمهورية مخلصة، وأميركية أفريقية، ووزيرة خارجية متميزة، لهذا لا أرى في المحيط السياسي الجمهوري امرأة أكثر إثارة ولياقة من كوندي"، على حد تعبيره وتخوض الصحافة الشعبية الأميركية في تفاصيل علاقة جورج بوش ولورا فتقول إنهما لا يتحدثان أكثر من بضع كلمات أسبوعياً، لكنهما مع ذلك اتفقا على إبقاء هذه العلاقة قائمة على الأقل أمام المجتمع حتى انتهاء ولايته، رغم أنها انتهت منذ فترة طويلة، وترجح هذه الصحف أن تكون العلاقة الخاصة بين جورج دبليو بوش وكوندوليزا رايس هي السبب الأبرز في تدهور الأمور بين الرئيس الأميركي وزوجته.

وتمضي الصحف الشعبية في الخوض في تفاصيل التدهور في علاقة بوش ولورا قائلة إن السيدة الأولى اضطرت مرات لقضاء ليالٍ في أحد الفنادق هربًا من البيت الأبيض، وهنا تجدر الإشارة إلى الحديث عن علاقة بين بوش وكوندي ليس أمرًا جديدًا، فقد أشارت صحف أميركية إلى هذه العلاقة قبل نحو عامين.

أزمة لورا
وذات مرة سحبت السيدة الأولى في الولايات المتحدة البساط من تحت أقدام زوجها الرئيس الأميركي جورج بوش خلال حفل العشاء السنوي لرابطة مراسلي البيت الابيض واعترفت ان مواعيد نومه المبكرة جعلتها "ربة منزل يائسة"، ووقفت لورا بوش - التي دائما ما تشاهد وهي تبتسم بعذوبة بجوار زوجها، لإنقاذ الحضور الذي ضم شخصيات سياسية ذات نفوذ ومشاهير هووليود، في الوقت المناسب - للحيلولة دون إصرار بوش على إعادة سرد نكتة قديمة كان قد القاها أمام اجتماع في بلدة مونتانا، وقالت لورا بوش: "دعكم من هذه النكات القديمة التي يلقيها جورج.. فلن نسمعها مرات أخرى".

ومضت لورا قائلة : "قلت له ذات يوم. جورج اذا كنت تريد حقًا وضع حد للطغيان في العالم فعليك ان تظل مستيقظًا حتى وقت متأخر. عندما تحين التاسعة مساء يخلد الي النوم في حين اقوم انا ولين تشيني (زوجة ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي) بمشاهدة مسلسل (ربات البيوت اليائسات)"، كما سخرت لورا أيضاً من فترة شباب زوجها التي اتسمت بسوء السمعة والمشاكسة، لكنها قالت إنهما كانا مصرين على البقاء معاً، وأضافت قائلة : "كنت امينة مكتبة اقضي نحو 12 ساعة في المكتبة يوميا. لكني التقيت بجورج بطريقة أو بأخرى".

لورا بوش، من مواليد الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1946 في "ميدلاند" في ولاية تكساس، وحصلت على درجة البكالوريوس في علم التربية في جامعة "ساثرن ميثوديست" عام 1968، ثم درّست في مدارس رسمية في "دالاس وهيوستن"، وحصلت سنة 1973 على درجة ماجستير في علم المكتبات من جامعة تكساس في مدينة "أوستن"، وعملت أمينة لمكتبة مدرسة في أوستن. تزوجت من جورج بوش في عام 1977 و ولهما ابنتان توأم.

ويقول روبرت واتسون الأستاذ في جامعة "فلوريدا اتلانتك"، والمتخصص في زوجات الرؤساء الأميركيين وكتب كتاب "لورا بوش"، إن هناك أربعة أسباب لأهمية هؤلاء الزوجات، الأول، هو أن مسؤوليات الزوجة زادت لأن زوجها في النظام الرئاسي الأميركي عنده وظيفتان: رئيس الدولة ورئيس الحكومة، ولهذا، حتى الرئيس جورج واشنطن اعتمد على زوجته مارثا في حضور مناسبات اجتماعية بالنيابة عنه، لضيق وقته، وقلة ميزانيته.
والثاني، أن مسؤولية الرئيس اكبر، زادت اهمية الحملة الانتخابية، ولأن أهمية المرشح تنافس أهمية الحزب، صارت الحملة الانتخابية شبه شخصية، تركز على المرشح وعائلته، وزاد هذا من اهمية الزوجة.

أما الثالث، فهو أن الأميركيين ينظرون لرئيسهم كرمز لهم، وإلى عائلته كرمز لعائلاتهم، ولهذا، كما قال واتسون "يرسخ الرئيس في أذهان مواطنيه دوره كزوج وأب، وربما جد أحياناً".

ورابعا وأخيراً، فإنه ومنذ سنة 1901 عندما تأسس في الجناح الشرقي في البيت الابيض، صارت الزوجة "رسمية"، لها مكاتبها وموظفوها وبرامجها التي تكاد ان تكون منفصلة عن برامج زوجها.

ووضع واتسون قائمة فيها عشر وظائف لزوجة الرئيس: أولا، هي زوجة ينظر اليها الأميركيون نظرة احترام لأنها، حقيقة، "الأولى". ثانيا، أم يجب أن تهتم كثيرا بتربية أطفالها ليكونوا قدوة لاطفال الآخرين، وثالثا، ناشطة اجتماعية، خاصة في مجالات مثل التعليم والعلاج.

ورابعا، نجمة لامعة تتابعها كاميرات التلفزيون، وتتابع ازياءها وتصرفاتها. وخامسا، مضيفة تتسلط عليها الاضواء عند زيارة رئيس أو ملك لمعرفة ماذا ستقدم لهم من مطبخها. وسادسا، فهي دبلوماسية، خاصة عندما تصحب زوجها في زيارات لدول اجنبية، وسابعًا، مديرة للبيت الابيض، من الناحيتين: الخاصة والرسمية. وثامنًا، نشطة في المجال الحزبي لزيادة التأييد والأصوات لزوجها. وتاسعًا، مستشارة لزوجها، ولكن بطريقة خاصة (مستشارة مخدة). وعاشرًا، تحمل تراث زوجها بعد وفاته، وتصبح رمزًا له.

زوجات الرؤساء
على أي حال فهناك ثمة متغيرات هائلة بدأت في أميركا منذ سنوات، ومازالت تتبلور حتى الآن، فبطريقة أو أخرى سوف تكون السيدة الأولى المرتقبة في الولايات المتحدة، مختلفة عن جميع اللائي سبقنها إلى البيت الأبيض، فهي ستكون إما إمرأة سوداء، أو "أم لسبعة أطفال".

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الأميركيين يختلفون عن بقية الأمم في التعامل مع "السيدة الأولى، لأنهم باختصار هم الذين اخترعوا هذه الصفة، وأسبغوا عليها مكانة اجتماعية وسياسية بالغة الخصوصية، بينما لازالت قرينات الرؤساء في مختلف دول العالم توصفن بأنهن مجرد "زوجات رؤساء".

فالسناتور باراك أوباما الذي يخوض معركة انتخابات الرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي، وكانت تقف الى جواره زوجته ميشيل أوباما التي ستكون حال فوزه أول سيدة سوداء تدخل البيت الأبيض.

أما السناتور جون ماكين، فسوف تصبح زوجته الثانية، سيندي، سيدة أولى، وهي مديرة شركة أسسها والدها، وهنا يذكر أن ماكين سبق له أن طلق زوجته الأولى، كارول بعد أن أنجبا ولدين وبنتا، ولديه من "سيندي" ولدان وبنت، كما تبنيا بنتا أخرى من بنغلاديش، لهذا ففي حال فوزه ستكون سيندي أكثر سيدة أولى لجهة عدد الأبناء الذين يبلغون سبعة ترعاهم.

ويحمل تاريخ الرؤساء الأميركيين قصصاً متنوعة ومثيرة عن السيدات الأول، فقد كانت مارثا، زوجة الرئيس جورج واشنطن التي اقترن بها سنة 1759، عندما كان جنرالاً يقود حرب الاستقلال ضد الاستعمار البريطاني، هي أول "سيدة أولى"، لكن هذه الصفة كانت نظرية لأنها لم تستخدم رسميًا إلا بعد ذلك بمئة سنة تقريبًا، لم تعرف مارثا السياسة، ولم تكن اجتماعية، وذلك لأنها كانت تملك جيشًا من العبيد، ولم تعرف كيف تدير مزرعة والدها بعد أن توفي. لهذا، استأجرت جورج واشنطن ليفعل ذلك وكانت تلك بداية علاقتهما، ثم زواجهما.

وحرصت مارثا على امتلاك العبيد اكثر من زوجها، الذي كان مثلها في البداية لكنه عندما كبر في السن قال: "إن امتلاك الرقيق أسوأ شيء في الدنيا" ثم أعتق كل رقيقه.

وبعد مائة سنة، كانت لوسي، زوجة الرئيس هيز، التي تزوجها سنة 1852، عكس مارثا تماما. كانت اول زوجة رئيس "ليبرالية". فعندما كانت طالبة في الجامعة، كتبت بحثا عارضت فيه تجارة الرقيق، وانتقدت مارثا بشدة، وكانت لوسي أول من سميت "السيدة الأولى"، وأول زوجة رئيس تخرجت في الجامعة، وأول زوجة أعلنت صراحة ومباشرة، آراء تختلف عن آراء زوجها.

كانت متدينة ومثقفة في الوقت نفسه فعقدت الندوات في البيت الأبيض، ومنعت شراب الخمر في حفلاته، وكانت أول سيدة أولى تنكس الأعلام حدادًا عليها عندما توفيت، وكتبت عنها صحيفة انها "أكثر امرأة مثالية في التاريخ الأميركي".

وهناك رؤساء أميركيون عاشوا عزابًا، ولم يتزوجوا، وفي هذه الحالات كانت تقوم بوظيفة السيدة الأولى نساء أخريات من بينهن "مارثا"، ابنة الرئيس جفرسون من زوجته التي توفيت قبل ان يصبح رئيسًا، ودولي، زوجة وزير الخارجية مع الرئيس جفرسون، واليزا ابنة الرئيس مونرو من زوجته التي طلقها قبل أن يدخل البيت الابيض، ولتيتا، ابنة الرئيس تايلور من زوجته التي توفيت عندما كان رئيسًا، وآبي، خالة الرئيس فرانكلين بيرس عندما مرضت زوجته، وهاريت، بنت اخت الرئيس بيوكانان، عندما مرضت زوجته، وجيني، زوجة نائب الرئيس مع الرئيس ماكنلي بعد ان توفيت زوجته، ومارغريت بنت الرئيس ويلسون بعد وفاة زوجته، وسوزان، ابنة الرئيس فورد، وأخيرًا تشيلسي ابنة الرئيس السابق بيل كلنيتون، عندما غابت هيلاري عقب فضائح كلينتون الشهيرة مع المتدربة مونيكا.