كيف حلت الموضة طلاسم «الكاجوال الرسمي»؟

يعني بكل بساطة مزج الكلاسيكي بالسبور
يعني بكل بساطة مزج الكلاسيكي بالسبور

نسمع كثيرا عن « الكاجوال الرسمي» كأسلوب عصري جدي، وللوهلة الأولى يبدو المعنى واضحا وبسيطا يتلخص في المزج بين الكلاسيكي والكاجوال، ومع ذلك فإنه يصيب البعض بالحيرة، خصوصا أولئك الذين أدمنوا المظهر الرسمي، ووجدوا فيه راحتهم لطول تعاملهم معه.


الشيء ذاته يُقال عن الذين لازمهم الأسلوب «السبور» منذ فترة الصبا والمراهقة، من دون أن ننسى الرجل الذي عايش موضة التسعينات وتعود على كل ما هو مريح، مثل قمصان البولو والبنطلونات المستوحاة من الأسلوب العسكري، ذات التصاميم المريحة والجيوب المتعددة التي انتعشت في تلك الفترة، الأمر الذي يجعل التخلي عنها التي يتخيلها المنادون بالأسلوب الجديد.

ما يزيد من حيرة شريحة كبيرة من الرجال أن كثيرًا من الدعوات الخاصة تُحدده حاليا لحضور حفل مسائي، في الوقت الذي تشجع عليه أماكن العمل وتنادي بتقبله أسلوبًا بديلاً للرسمي، مع فارق كبير بين المناسبتين.

فـ «الكاجوال الأنيق» الذي يناسب المساء والسهرة ليس هو الذي يناسب أماكن العمل والعكس، لأن الأول يعني بدلة مفصلة من دون مبالغة في الإكسسوارات بالاستغناء مثلا عن منديل الجيب أو الصديري، والثاني يحتمل عدة تأويلات بدءا من بدلة مفصلة مع قميص أو «تي - شيرت» دون ربطة عنق، إلى بنطلون جينز مع سترة «بلايزر» وحذاء رياضي وهلم جرا.

ولعلنا نتذكر أن ما جعل هذا المفهوم يطفو على السطح ويتصدر نقاشات الموضة هذا العام أن شركات أميركية كبيرة، نذكر منها «جي بي مورجان»، و«بلاك روك» وغيرها، خففت من قيودها على الزي الرسمي، وسمحت لموظفيها بالتخفف من البدلة الرسمية وربطة العنق وما شابه، إلا إذا كانت خيارا شخصيا.

تبرير هذه الشركات أن كثيرًا من العاملين فيها، لا سيما من الشباب، عبروا عن رغبتهم في اعتماد أزياء تشبه تلك التي يلبسها العملاء الذين يقابلونهم، حتى يُشعِروهم بالراحة، خصوصا أن كثيرًا من هؤلاء العملاء يشتغلون إما في مجالات فنية أو تكنولوجية، وبالتالي لا يميلون إلى ارتداء بدلات رسمية، الأمر الذي يجعل صورتهم مبالغًا في جديتها بالمقارنة.

المشكلة الأساسية في «الكاجوال الرسمي» أنه مفهوم مفتوح على الكثير من الترجمات والتأويلات الشخصية، ولا يتقيد بأبجديات معينة يسهل اتباعها. ورغم ذلك عمدت محلات «ساكس فيفث أفينيو» على إصدار كتيب صغير بعنوان «الرسمي الكاجوال الجديد»، تستهدف منه فك طلاسم هذا المفهوم ومساعدة الرجل على التعامل معه بمرونة.

يأتي الكتيب على شكل «كاتالوج» يتضمن خمس اقتراحات، أو بالأحرى إطلالات، يمكن للرجل أن يشتريها من المحل بالكامل، إذا كان جديدًا على الموضة ولا يتمتع بالثقة الكافية للعب بالأسلوب بطريقته الخاصة، أو الاكتفاء بقطع معينة يضيفها إلى ما يمتلكه من القطع.

في أول صفحة تظهر صورة لعارض في بدلة باللون الأزرق الغامق مع قميص أبيض وربطة عنق رشيقة تعبق بالديناميكية من دون أن تكون تغييرا جُذريا عما تعود عليه. فما حرصت عليه المحلات هنا عدم خض المبتدئين، وذلك بتقديمهم إلى إطلالات تتدرج من «الرسمي الكاجوال» إلى «الكاجوال الرسمي».

ويشير الكتيب إلى أن هناك سبع أساسيات لإتقان هذا المظهر تشمل القميص، ويمكن أن يكون «تي - شيرت بولو»، البنطلون المفصل، الحذاء الهجين بين الرسمي والعصري، الحقيبة الجلدية، كنزة مفتوحة على شكل سترة، وكنزة صوفية خفيفة، ومعطف خفيف بلون حيادي وقماش يناسب كل الأجواء والمواسم.

خبراء آخرون يؤكدون أن المسألة تتعلق بالذوق الشخصي وخطوات بسيطة لا تتطلب بالضرورة إلماما كبيرا بالموضة ولا خبرة طويلة فيها، إذ تتلخص في مزج أزياء المكتب بأزياء الأيام العادية بجرعات تناسب الذوق الشخصي. هذه الشريحة تقول إن «الكاجوال الرسمي» قد يعني قميصا مفصلا مع بنطلون عادي من الصوف، أو من الجينز الغامق اللون، وسترة «بلايزر» وحذاء رسميًا لمساء أو حذاء رياضيًا للنهار.