للمرة الاولى في تاريخ الطب .. اختبار يتنبأ بحدوث الأزمة القلبية

تمكن الاطباء في مستشفى شاريته في برلين من تطوير فحص دموي يتوقع ان يمكنم ولاول مرة من التنبؤ بالاشخاص الاكثر عرضة للاصابة بالنوبات القلبية.


وهذا الفحص الذي يجرى للذين يشتكون من الام صدرية سوف يساعد على تحديد وضع هؤلاء المرضى بدقة في ما اذا كانوا في خطر حقيقي من حدوث نوبة قلبية بغضون ستة اشهر، او ان حالتهم اخف وطأة ويعانون فقط من نقص توريه. العلماء متفائلون جدا.

ويقولون بان هذا الاختبار الجديد سوف يمكنهم بمساعدة الاستقصاءات الاخرى على توقع الحدوث الوشيك للنوبة القلبية بدقة قد تصل الى 85 في المائة، الامر الذي لم يمكن تحقيقه قبل الان، ففي الوقت الحاضر يستعمل الاطباء تخطيط القلب الكهربائي لتحري وجود اذية قلبية عند الاشخاص الذي تعرضوا لنوبة يظن انها نوبة قلبية، كما توجد عدة فحوصات دموية لكن ولا واحد منها يصلح ان يكون عاملا منبئا يمكن الاعتماد عليه.

ويقيس الاختبار الجديد مستوى انزيم يدعى مايلوبيروكسيداز. ويتم تشكل هذا الانزيم عندما تُفرش الشرايين بالرواسب الدهنية ومن المحتمل ان تتمزق، مما ينجم عنه تشكل خثرة تجول بدورها في الجسم لتصل الى القلب.

وقد اجري هذا الاختبار في المستشفى البرليني على اكثر من 600 مريض ادخلوا للعلاج بسبب شكواهم من الم صدري.

وقد وجد الباحثون ان المرضى ذوي المستويات الاعلى من هذا الانزيم هم عرضة لحدوث النوبة اكثر باربع مرات من غيرهم خلال شهرين.

وعندما يتم تجميع نتائج هذا الاختبار مع نتائج اختيار التروبونين الشائع الاستعمال الذي يقيس مستويات مكونات دموية مختلفة فسوق يتمكن الاطباء من توقع 85 في المائة من اولئك الذي هم في خطر محدق.

وقد علق برنت هوبرت طبيب القلب في برلين على الاختبار بالقول ان  فحص الدم هذا هو اول فحص بسيط يسمح لنا بتحديد وضع المريض القادم ا لى المستشفى بشبب الم في صدره، فيما اذا كان في المراحل المبكرة للنوبة القلبية ام هو في خطر تعرضه لها خلال فترة تتراوح بين ال30 الى 60 يوما.

وحسب قوله ايضا المشكلة الكبرى كانت في ايجاد اختبارات دقيقة بشكل كاف للتنبوء فيما اذا كان الالم الصدري سوف يؤدي الى نوبة قلبية كاملة المعالم ام لا.

وفي كثير من الاحيان يطمئن الطبيب على المريض بعد اجراء العديد من  الاختبارات والتحليلات المخبرية الرئيسية، ثم نفاجأ بعد اسبوع بان المريض قد سقط ميتا بشكل مفاجئ، ووصل الاطباء بعد ذلك الى يقين بانهم مازالوا يفقدون حلقة ما، لكن الاختبار الجديد الان يعتبر سهلا وغير مكلف، وهذا ما دفع بكبريات شركات الادوية للتعبير عن اهتمامها بتطويره.

ولطالما شغل القلب بكل رمزيته الانسان منذ القدم، فهو رمز للحب وايضًا مركز لمختلف الامراض التي تعصف بنا فجأة فتنقلنا من عالم الحياة الى عوالم الموت.

 وكثرت في الآونة الاخيرة امراض القلب وآلامه من خناق صدري الى الذبحة القلبية الى السكتة مع ظهور عوامل الخطر التي لا حيلة لنا امامها كالجنس والعمر والوراثة وعوامل خطر اخرى مستحدثة كالتدخين والدهنيات في الدم والسكري والسمنة، كل هذه الامور تحدث عنها الدكتور زيدان كرم في كتابه صحة قلبك

يقول الدكتور كرم ان الخناق الصدري هو بمثابة نفير الخطر الذي ينبىء بالاصابة بمرض الشرايين التاجية، وغالبًا ما تظهر معالمه لدى إصابة شريان تاجي أو أكثر بتضيق بالغ الاهمية، فحين يكون الشريان مصابًا بتقلص حتى درجة 70% ، غالبًا ما يستمر تدفق الدم فيه بكميات كافية ما دام الشخص مستريحًا وقلبه يخفق بشكل طبيعي مسجلاً ما بين 70 و80 نبضة في الدقيقة الواحدة اما عندما يبذل مجهودًا حادًا( ركض او جولة لعب في كرة المضرب) فان كمية الدم التي تغذي عضل القلب تصبح حينئذ غير كافية، ولا يمكن ان تزداد بسبب تضيق الشريان مما يؤدي الى اختناق الخلايا ( افتقارها الى الدم حامل الاوكسيجين) وبالتالي الى ظهور ألم في الصدر، وما يسترعي الانتباه هو ان هذا الالم سرعان ما يختفي عند توقف الجهد فتتضاءل بالتالي حاجة عضل القلب الى الاوكسيجين امام هذه الاعراض المرضية.

السكتة القلبية
منذ ثلاثة قرون واهتمام الاختصاصيين منصب على هذه المسألة التي تشكل وحدة كاملة لا تتجزأ، وتأتي الوفاة المفاجئة على حين غرة وبصورة خاطفة اي انها تكون فورية او انها تطرأ خلال دقائق معدودة، يصيب هذا النوع من الوفاة ما يقارب 300 الف شخص في الولايات المتحدة الاميركية، و30 الى 50 الف شخص في فرنسا، ولا تتوافر لدينا في لبنان أرقام رسمية حول الموضوع، ولكن يتبين لنا بالمقارنة مع المعدل الوسطي في الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ان العدد يفوق 2000 حالة وفاة مفاجئة سنويًا في بلدنا.

عوامل الخطر
واذا كان السبب الرئيسي الذي يكمن خلف إصابات الشرايين التاجية لا يزال لغاية يومنا هذا موضوع جدال وتجاذب في وجهات النظر، الا ان الجهود مستمرة في سبيل التقصي عن عوامل الخطر ومراقبتها عن كثب من خلال نمط عيش المصابين، فضلًا عما شهدناه مؤخرًا من دراسات علمية وإحصائية واسعة النطاق تصبو الى الاتجاه نفسه.

فاذا ما طرحنا على سبيل المثال مسألة سائقي السيارات، لتبين لنا ان نسبة الاصابات الخطيرة أو حتى المميتة الناجمة عن حوادث السير ترتفع مع تدهور وضع السيارة الميكانيكي والافراط في السرعة وعدم الالتزام بربط حزام الامان اثناء القيادة، ولعلنا نواجه المشكلة نفسها في امراض الشرايين التاجية التي تصيب أفرادًا يدمنون التدخين أو يعانون من ارتفاع في معدل الكوليسترول أو من داء السكري أو ارتفاع في الضغط الشرياني أو السمنة أو قلة الحركة: هذه المعطيات تمثل في الواقع عوامل الخطر.

ولئن أدى اتحاد هذه العوامل الى تفاقم الوضع الصحي، غير أن كلًا منها يتجسد بطريقة مختلفة بحسب الظروف التي ترافقه، وهكذا يلعب عامل الوراثة مثلًا دورًا بارزًا في هذا الاطار، ولا شك في ان الجميع قد يلجأ الى الاستشهاد بذلك الاكول- المدخن- المتوتر الذي ناهز رغم ذلك الثمانين من عمره او بذلك القنوع الهادىء الرياضي الذي أصيب بذبحة قلبية وهو لم يتجاوز العقد الرابع من عمره،

يجدر بنا في الواقع التمييز بين نوعين من عوامل الخطر:
* العوامل التي يبقى الطب عاجزًا إزاءها، اي الجنس والعمر والوراثة.

* العوامل التي يمكن مجابهتها فعليًا، اي التدخين واختلال معدل الادهان في الدم ومشكلة ارتفاع الضغط الشرياني، وداء السكري والسمنة والتوتر النفسي وارتفاع معدل الحامض البولي في الدم، وقلة الحركة وأخيرًا تناول أقراص منع الحمل عند النساء.

ويمكننا ايضًا ان نصنف هذه العوامل على انها فيزيولوجية ( العمر، الجنس، الوراثة) او مرضية ( ارتفاع الضغط الشرياني، اختلال معدل الادهان، داء السكري) او اعتيادية اي مرتبطة بنمط الحياة اليومية