محامي السكري في مقتل سوزان تميم "الملابس التي عثر عليها في دبي لا تخصه والقضية لا يوجد بها خنجر "

كشف عضو هيئة الدفاع عن الضابط المصري السابق، محسن السكري، المتهم الأول بقتل المطربة اللبنانية، سوزان تميم، المحامي أنيس عاطف المناوي، عن تفاصيل مثيرة فيما يتعلق بسير القضية، والتحقيقات التي أجريت على مدار 34 يوماً مع «السكري» بمعرفة النيابة المصرية.


وقال المناوي في حوار أجرته معه جريدة «الشرق الأوسط» في مكتبه بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة إن موكله قال في التحقيقات إن خلافات مالية عميقة كانت قد نشبت بين هشام طلعت مصطفى، والمطربة المغدورة، تدور حول أموال كانت «تميم» ترفض إعادتها لـ«مصطفى»، وأن الأخير فشل في تجميد تلك الحسابات ما أدى إلى وقوع خلافات ومشاجرات بينهما.

وأضاف أن الشكاوى حول هذا الموضوع وصلت في ذلك الوقت إلى الشرطة البريطانية، وأن تلك الحسابات كانت مكتوبة باسم «تميم» بينما الأموال التي بها تخص «مصطفى»، لكنه أضاف أن «السكري» لم يذكر حجم تلك الأموال أمام جهات التحقيق.

وأشار المناوي إلى أن إحراز القضية ليس بها الخنجر أو السكين الذي قيل إنه استخدم في قتل «تميم»، وأن الملابس الملوثة بدماء تميم التي عثر عليها أسفل شقتها، لا تخص «السكري».. وإلى مزيد من التفاصيل في هذا الحوار.

هل ترى أن محسن السكري متورط في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في شقتها بدبي في الإمارات العربية.. أم أن الموضوع ما زال قيد البحث؟
- تحقيقات النيابة أسفرت، أو كانت نتيجتها، إن «محسن» موجود داخل القضية..

 كمتهم؟
ـ  نعم.. كمتهم في هذه القضية، لكن رأيي الشخصي أنا محتفظ به (لنفسي) لأنني حتى الآن لم أتمكن من الاطلاع على أوراق القضية بالكامل.

لكن اطلعت على جزء منها؟
ـ ولا اطلعت على حاجة خالص.. نحن حضرنا التحقيقات فقط.. القضية أحيلت حالاً للمحكمة لتحديد جلسة، وبعد ذلك سنطلع على الأوراق.

ما أبرز الأشياء التي ترى من خلال حضورك التحقيقات مع «السكري» أنه يمكن أن تتكئ عليها في المرافعة عنه؟
ـ حتى لو عندي حاجات أتكئ عليها كمحام، فإن أمانة الدفاع تحتم عليّ ألا أصرح بها.
 
لكن ما أهم الأشياء التي قالها «السكري» في التحقيقات؟
ـ أهم الحاجات التي قالها السكري ودلل عليها وبرهنها، في (التحقيقات)، بدون أن تطلب مني أن أقول ما هي هذه الدلائل والبراهين الآن، هي أنه لم يقتل سوزان تميم..

وما تفسيره لما حدث؟
ـ تفسيره هو أنه قال، بالبلدي، لفظاً، إنه كان «يشتغل لصالح هشام طلعت مصطفى».. وسُئل «السكري» هل راقبتها في لندن، قال نعم راقبتها في لندن، وسُئل هل ذهبت وراءها، قال نعم رحت وراءها دبي، وسُئل هل صعدتَ لبيتها.. قال، نعم صعدت إلى بيتها، لكن ليس في نفس اليوم الذي ماتت فيه كما قالت عنه الصور التي تم التقاطها من كاميرات المبنى الذي تقيم فيه «تميم».

وكيف فسر للمحققين سبب صعوده إلى بيت سوزان في دبي؟
ـ  «السكري» قال للمحققين إنه كان متفقا مع هشام طلعت مصطفى على إنه (السكري) يصعد لشقة «تميم» على اعتبار أنه مندوب من الشركة المالكة (للعقار) ويقدم لها هدية عبارة عن برواز به مخدرات (حتى يتم توريطها في قضية مخدرات).. وقال للمحققين إنه لم يضع أي شيء في البرواز، وأنه أحضر البرواز أمام هشام طلعت مصطفى وأحدث به ثقباً ليضع فيه المخدرات، وقال لهم (للمحققين) إنه لم يضع أية مخدرات، وأن المحققين جاءوا بالبرواز، ولم يجدوا به أية مخدرات.. وسألوه لماذا أخذت أموالاً (من مصطفى)، قال إن تلك الأموال (2 مليون دولار) كانت ثمن لسكوتي، لأنها (سوزان) بعد أن ماتت أصبحت أنا الذي عارف بالموضوع.. ولما سألوه عمن قتلها، قال أنا ما أعرفش.. فقط معلوماتي إن هشام متفق مع أشخاص آخرين غيري.

وما تفسير «السكري» للدم الذي قالت التحقيقات إنه كان موجوداً على ملابسه ؟
ـ كانت هناك ملابس عليها دم، ومحسن السكري أنكر أن تكون ملابسه.

 وهل شاهدتَ صور كاميرات المراقبة أثناء التحقيقات؟
ـ صور كاميرات المراقبة كانت تقول إنه (السكري) دخل، وده كان يوم واقعة توصيله للبرواز، وهو قال نعم (إنها صوره).. وكانت الصور موضحة (ذلك).

وهل كانت الصور تبيّن محسن السكري وهو يرتدي ذات الملابس التي تم العثور عليها لاحقاً ملوثة بدماء سوزان تميم ؟
ـ  لا.. لا.. كانت ملابس مختلفة.

هل شاهدت صور كاميرات المراقبة بنفسك أثناء حضورك مع السكري التحقيقات ؟
ـ  شاهدتها لكن ليس بتمعن .. عُرضت من بعيد ولم أدقق جيداً .. لم أشاهدها بالوقت الكافي.

 لكن بالنسبة لك وبالنسبة لما شاهدته وقلته الآن، فإن الملابس التي دخل بها «السكري» المبنى غير الملابس التي تم العثور عليها ملوثة بالدم.
ـ خلينا (بعيداً عن) الحديث في مثل هذه التفاصيل الآن.

هل «السكري» اعترف فعلاً بأنه اشترى خنجرا، (الذي رددت الصحف، من مصادر التحقيقات، أنه استخدمه في قتل تميم).
ـ  هو (السكري) قال إنه اشترى أشياء كثيرة، وكان من ضمنها، ليس خنجرا، وإنما سويس نايف، وهي لا يزيد طولها عن 12 سنتيمترا وتكون مع مجموعة (في آلة) واحدة تتضمن فتّاحة وقصافة وغيرهما.

 وهل تم شراء تلك المشتروات مع شرائه الـ«سويس نايف» ؟
ـ اشترى بالفيزا كارت وبـ(فلوس) كاش.. اشترى مشتروات كثيرة جداً.. مثل أي واحد يذهب لدبي ويتسوق من هناك.

هل أثبت السكري بالدليل أنه كان متوجها للشقة من أجل تسليم البرواز لسوزان تميم، في يوم مختلف عن اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، أم أنه يقول ذلك هكذا، لمجرد نفي التهمة؟
ـ  لا.. الآن لا توجد أية إثباتات أو دلائل، نحن (كهيئة دفاع عن السكري) لم نطلع على أوراق القضية.

 لكن من أقوال السكري وروايته التي رواها أثناء التحقيقات، التي شهدتموها، هل ترى أن تلك الروايات منطقية، أم هي محاولات لإبعاد التهمة عنه ؟
ـ الإجابة عن هذا السؤال مطولة جداً، ولأجيب عنه إجابة مرضية سأضطر للكشف عن دفاعي، وهذا لا أريد القيام به.

 السؤال: هل أنت مطمئن لموقف موكلك وأقواله ورواياته ؟
ـ لا أطمئن إلا بعد سماع الحكم.

 هل ترى أن روايته متماسكة حول أنه لم يقتل ؟
ـ  أي وجهة نظر سنكوّنها بعد الاطلاع على الأوراق والأدلة.. نحن في مرحلة عمل دائمة وفيه ورشة عمل لهذا الغرض.

 نريد أن تنقل لنا الطريقة التي ينظر بها السكري لقضيته.
ـ أي إنسان في موقف محسن السكري سيبدو في حالة نفسية غير عادية، أي إنسان مكانه في هذا الموقف وفي هذا الحبس ووسط هذا الكم من الحراسة المشددة عليه. هذه الحراسة المشددة خوفا عليه بطبيعة الحال..

 خوفا عليه مِنْ مَنْ ؟
ـ  لماذا خائفون عليه، ومِن مَن.. يُسأل في هذا جهة الحراسة.

لكن هناك كلاما تردد عن مخاوف من أنه من الممكن أن ينتحر أو أن يؤذي نفسه ؟
ـ هذا شيء أنا لا أعرف عنه حاجة، وهذه مسؤولية الجهة الأمنية المتحفظة عليه.

لكن من معرفتكم بمحسن السكري، هل يمكن أن يقوم بأي شيء من ذلك في ظل الظروف التي يمر بها، مثل الانتحار ؟
ـ  لا أعتقد، لأن الكلام الذي قاله في التحقيقات، إن كان صادقا فيه، فهو ينبئ عن أنه ليس بمجرم .. الأمر الثاني هو أن محسن السكري مسلم (يقصد أن الإسلام ضد إقدام الشخص على الانتحار).

تقصد أن السكري متماسك في الوقت الحالي ؟
ـ هو في الوضع الطبيعي الذي يمكن أن يكون عليه أي شخص في مثل هذه الظروف التي يمر بها..

ومتى كانت آخر مرة التقيته فيها ؟
ـ كان ذلك في آخر جلسة تحقيقات يوم الأول من شهر رمضان (الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري).

هل كانت له طلبات معينة ؟
ـ لا.. كانت كل طلباته هي أن نزوره في مقر احتجازه، وجاري استخراج تصريح للزيارة.

 ولم يصدر حتى الآن ؟
ـ  مازلنا نحاول استخراج تصريح زيارة.

هل تعرفون أين مقر احتجازه الآن .. هل يوجد أي اتصال بينه وبين ذويه من أسرته أو من محامييه، من يوم الأول من رمضان حتى الآن ؟
ـ لا.. لا أعرف مكانه .. الله أعلم ورسوله .. لكن أسرته تعرف مكانه.. وهي بانتظار تصريح لزيارته أيضاً.

وبالنسبة لأسرته، هل لديها قرائن معينة أو دلائل معنية (قد تفيد في قضيته)؟
ـ أسرته بعيدة عن هذا الموضوع تماماً.. أسرة مكلومة على ابنها.

قيل إنه خرج من العمل بمباحث أمن الدولة برتبة عقيد .. وقيل أيضاً إنه خرج برتبة مقدم .. ما الصحيح؟
ـ محسن خرج برتبة نقيب قديم.. محسن عمره 39 سنة فكيف يكون قد وصل لرتبة عقيد ؟

كان هناك كلام أيضاً أنه خرج من الخدمة بمباحث أمن الدولة لتسببه في مشاكل؟
ـ محسن السكري استقال وحاصل على شهادة من وزارة الداخلية شأنه شأن أي ضابط يستقيل، واستقال بشهادة حسن السير والسلوك. وحين اشتغل في العراق استقال من هناك، وحين اشتغل في الفور سيزونز بشرم الشيخ استقال أيضاً، مثل أي شخص يتنقل من شغل لشغل.

وهو حالياً يملك شركة مقرها في شرم الشيخ للخدمات السياحية وخدمة الـvip وتنظيم الحفلات والمؤتمرات.

ما هي طبيعة العلاقة بين محسن السكري وهشام طلعت مصطفى، حسبما شاهدته في التحقيقات ؟
ـ ما شكل العلاقة، وإلى أين (كانت قد) وصلت، وعملت إيه، هذا شيء أنا لا أعرفه. وكل حاجة أنا قلتها (في هذا الحوار) قلت فيها إن محسن قال .. هذا كله بناء على أقوال محسن .. لكن العلاقة بدأت مع هشام، طبقاً لتسلسل الأحداث، من أيام ما بدأ يعمل لديه في الفورسيزونز قبل عدة سنوات.

حيث أنك حضرت وقائع التحقيق مع السكري، فما الذي قاله أمام المحققين بالضبط عن تتبعه لسوزان تميم إلى لندن ودبي .. وهل يتطابق ما قاله مع ما نشر في الصحف ؟
ـ  هو قال إنني راقبتها ومشيت وراءها .. شرح خط السير لكن التفصيلات لم يتم شرحها .. هو أخذ فلوس عن تتبع تميم، وهذا هو أساس كلمة إنه بيشتغل لهشام .. هو قال إنه (هشام) كان يعطيني فلوس لكي أمشي وراءها، وأنا كنت باتفسح على حسابه.

هناك كلام يتردد في وسائل إعلام عن أن الموضوع برمته مستهدف منه هشام طلعت مصطفى، وشركاته وأن لديه خلافات مع رجال أعمال آخرين .. فكيف تنظر كمحام لمثل هذا الجدل ؟
ـ أنا مهمتي الدفاع عن محسن السكري، وأنا موكل بالدفاع عنه.

 وماذا عما أثاره البريطاني العراقي رياض العزاوي، وقوله إن بين تميم وهشام طلعت مصطفى محاضر في الشرطة البريطانية ؟
ـ ذكر محسن السكري في التحقيقات إن من أسباب رغبة هشام في أن سوزان تُقتل أن هناك حسابات في لندن، وأن هشام حاول يجمد تلك الحسابات، لأن (بها) أموالا (تخصه)، ولم يتمكن من ذلك، وهي (سوزان) رافعة عليه قضية حول هذا الموضوع .. هذه الحسابات (المالية) كانت تقريباً على حسابها هي (سوزان).

 تقصد حسابات مالية خاصة بهشام طلعت مصطفى، مكتوبة على اسم سوزان تميم ؟
ـ  نعم، وأن هناك خلافات بينهما على الفلوس .. ومحسن خارج هذه القصة تماماً.

وهل ذكر «السكري» في أقواله بالتحقيقات أي تقدير لهذه الأموال التي كان عليها خلافات (بين تميم وهشام)؟
ـ  لا.. لا..

 وهل كانت الشكاوى في الشرطة البريطانية حول هذا الموضوع؟
ـ (كانت هناك) محاضر (شرطة) هناك ما بين الاثنين.. مشاجرات ما بين الاثنين، هشام طلعت مصطفى وسوزان تميم.

هل حدثت أية مواجهة أثناء التحقيقات بين محسن السكري وهشام طلعت مصطفى ؟
ـ  ما حصلش حاجة قدامي.

لكن بحسب معلوماتكم: هل حدثت مواجهة ؟ 
ـ لم يقل أحد أنها حدثت.

هل شاهدتم أثناء حضوركم التحقيقات مع «السكري» احرازا تم استقدامها من دبي تخص القضية، وما هي، وما عددها ؟
ـ مسألة الاحراز تقع في خضم التفصيلات، ولكن الحاجات التي أقدر أتكلم فيها، البرواز جاء، والجواب جاء (يقصد خطاب الشركة المالكة للمبنى الذي استخدمه تميم في الصعود إلى شقة تميم).. مفيش سكينة شفتها.

وماذا عن الخنجر؟
- لا يوجد سكينة ولا خنجر .. مجرد سويس نايف لا يمكنها ذبح فرخة (دجاجة)..

كنا نريد أن نعرف كيف تمت عملية القبض على السكري..

ـ كلنا يعرف أنها تمت على مركب من المراكب العائمة على النيل، لكن تفاصيل كل هذا سنطلع عليه من محضر الضبط حين نحصل على نسخة منه.

لكن محسن السكري لم يشرح لك كيف حدثت الواقعة ؟
ـ أنا لم أتمكن من الجلوس معه على انفراد حتى الآن.. كل ما كان هنالك هو حضوري للتحقيق فقط.. أستمع، ومن حقي كمحام أن أعلق أو أعقب، ولم يكن هذا أوان للتعقيب، كان لازم أسيب الدنيا ماشية.. الناس القائمون على التحقيق ناس في قمة العظمة والتمكُّن.

هل اطلعت بصفتك محام لـ«السكري» على تقرير الطب الشرعي؟
ـ لم أطلع على شيء.

وتردد أن هناك مضاهاة لأصوات التسجيلات بين «السكري» و«هشام».. هل وصلك تقرير عن ذلك؟
ـ لم أطلع على شيء.

طيب بالنسبة للتسجيلات التي قيل إنها كانت بين الطرفين المتهمين ؟
ـ وُوجهنا بها في التحقيقات.

وكم كان عددها ؟
- لا أستطيع أن أفصح عن عددها.. ولا عن تفريغها.. لكن فحواها يدور حول الجريمة.

هل تتوقعون مزيدا من التطورات في القضية، ودخول أطراف أخرى فيها ؟
ـ هناك تطورات ستحدث.

هل من ضمن هذه الأطراف زوج تميم اللبناني عادل معتوق، والبريطاني العراقي «العزاوي» ؟
ـ أنت دخلت بهذا السؤال عند الخط الأحمر الذي يتطلب أن أتوقف عن الإجابة عنه. وأطلب من القراء أن يكونوا على حياد سواء تجاه «السكري» أو تجاه «هشام» أو تجاه الفقيدة «سوزان» رحمها الله.. إلى أن يصدر الحكم.

هل يمكن أن تعطونا فكرة عن الإجراءات التي بدأتم في اتخاذها للدفاع عن موكلكم، منذ حضوركم التحقيقات معه حتى الآن ؟
ـ هذا باب عمل مغلق لصالح محسن السكري، لن نفتحه إلا في المحكمة.