الجمال تتابع .. مستقبل أسبوع لندن للموضة يتقرر اليوم

المصممة دوناتيلا فيرساتشي حطت الرحال في لندن، لترأس فعالية «فاشن فرينج» وهي الفعالية التي تدعم مصممين شبابا وتساعدهم على الوقوف على أرجلهم.


ورغم ان هذه الفعالية غضة من حيث السنوات، إلا انها نجحت إلى حد الآن في استقطاب توم فورد في العام الماضي، كرئيس لها، كما ساعدت على تألق اسماء مثل غافين دوغلاس والثنائي أميناكا ويلمونت وغيرهم ممن فازوا بجائزتها.

وجود دوناتيلا في لندن يعني ايضا انها لا بد أن تحضر بعض العروض، مما سيزيد من سخونة الجو هنا، خصوصا انها مدعوة لحضور الحفل الذي تستضيفه سارة براون، زوجة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، مع مجموعة من الوجوه المعروفة.

فأخيرا انتبه السياسيون إلى اهمية الموضة وما يمكن ان تخسره لندن في حال تم إهمال أسبوعها هذا.

الملاحظ هذا العام، أنه بالرغم من غياب المصمم الفنان غاريث بيو، المعروف بتصاميمه السريالية وغير الواقعية بعد توجهه هذا الموسم إلى باريس، فإن الساحة لم تخل من الابداع، إذ غطى على غيابه كل من بيتر جانسن، الذي سبق ان قدم عرضا على الجليد وأكد هو الآخر ان الجنون يجري في عروقه، والثنائي أنطوني وأليسون بتصاميمهما السريالية والغريبة.

 أمس كان يوم الأزياء بلا منازع، بعد ان غطى جدل تغيير جدول اسبوع نيويورك على اليوم الأول، وكيف يمكن ان يؤثر بشكل سلبي على اسبوع لندن، ويقلصه إلى أربعة ايام فقط، كما لم تستطع نقاشات حول عارضات نحيفات ان تغطي على جمال الأزياء.

فقد عرض صباح أمس جون روشا تشكيلته لربيع وصيف 2009، هو الذي عود لندن على تصاميم قد تكون قاتمة، لكنها مضمونة بلمسات حداثية واضحة.

أمس كانت منطلقة ومفعمة بأنوثة ترقص على نغمة إغراء خفيفة جدا، إذ لا يمكن ان ننسى أن هذا المصمم المخضرم له حضور قوي في محلات الموضة الكبيرة، مثل «دبينهامز» أي انه يخاطب شرائح كبيرة من الزبائن، وهذا يتطلب بعض الواقعية ايضا.

أجمل ما قدمه من قطع كان على شكل معاطف واقية من المطر يمكن استعمالها ايضا كفساتين باللون البيج. تلاه عرض لويلا بارتلي، التي اكدت منذ عودتها في العام الماضي، أنها من اكثر المؤثرات على الساحة حاليا.

فهذه المصممة التي شهدت بدايتها كمحررة ازياء في مجلة «فوغ» أكدت انها تعرف السوق وما تريده المرأة الانيقة اكثر من أي مصمم مخضرم.

والدليل رأيناه في تأثيرها الواضح على الساحة في صيف 2008 ببيعها فساتين مطبوعة بالنقوشات، وللشتاء حببتنا بأزياء الغجر، وللصيف المقبل فساتين قصيرة وناعمة تجمع صراخ الألوان البراقة مع تصاميم شبه ارستقراطية تليق بمهرجان «أسكوت» او الحفلات المفتوحة.

فقد وظفت الوردي والبرتقالي والبنفسجي بكل درجاتها على اقمشة تقليدية من الريف الانجليزي، مثل التويد، الذي لم يرتبط في السابق بالربيع والصيف بقدر ما ارتبط بالخريف والشتاء.

لكنها كما قالت بعد عرضها: «كنت اريد عرضا يضج بالألوان. فيه ازياء مستوحاة من مظهر الليدي الإنجليزية لكن بألوان متطرفة للغاية».

وأضافت أن الألوان الصارخة كانت وسيلتها للتغلب على الجو الحالي الذي يسوده الخوف من ركود اقتصادي كبير.

ولا شك ان هذه التشكيلة ستجد لها سوقا شابة تنتظرها على أحر من الجمر، لا سيما أن اكبر قوة تمتلكها بارتلي هي قوة حقائب اليد التي تنجح دائما في إشعال حمى الحقائب.

في منتصف النهار قدمت أليس تامبرلي أول عرض لها بعد غياب دام حوالي ست سنوات قضتها في نيويورك.

وكانت تامبرلي قد هجرت لندن في وقت كانت تعاني فيه هذه الاخيرة من الكثير من المشاكل المادية وغياب التغطية والدعم، مفضلة العرض في نيويورك، بسبب الوجود المكثف للمشتريات هناك، والتغطية الإعلامية التي ينالها المصمم في عاصمة الموضة الاميركية.

وتأتي عودتها لعدة أسباب، أولها ما تنعم به لندن منذ عدة مواسم من انتعاش، وثانيها ترقبها لوضع أول مولود لها في نهاية الشهر.

ومما لا شك فيه ان عودتها ستزيد من رصيد العاصمة البريطانية خصوصا بعد أن عادت إليها مجموعة من أبنائها الموهوبين من أمثال ماثيو ويليامسون في الموسم الماضي، ولويلا بارتلي، وستيلا مكارتني، من خلال خط رياضي لشركة «اديداس».

أطلقت تامبرلي على تشكيلتها للربيع والصيف المقبلين اسم «أوديسا رومانسية»، وكانت ـ تماما كما يشير عنوانها ـ رحلة إلى عدة عوالم القاسم المشترك بينها هو الرومانسية التي أتقنتها هذه المصممة الشابة منذ بدايتها.

فلا أحد يضاهيها تفننا في التطريزات وسخاء فيها، ولا أحد يبدو مغرما بالثقافات البعيدة مثلها، وهو الحب الذي تترجمه من خلال ألوان تتوهج بألوان الشمس والبحار والصحارى والتوابل وغيرها.

كعادتها قدمت الكثير من الفساتين القصيرة التي تبدو منسابة برومانسية، لكنها تحدد معالم الجسم بأناقة لا يعلى عليها.

يوم امس كان ايضا اليوم الذي قدم فيه جوليان ماكدونالد تشكيلته لربيع وصيف 2009، وكالعادة اكتظت القاعة بالمعجبات والنجمات اللواتي يخاطبهن دائما.

فهو منذ ان عاد من باريس منذ بضع سنوات يؤكد انه تعلم لعبة الجمع بين الصنعة والجمال وبين بريق النجوم، الذين يضيفون له الكثير.

على العكس منه تماما قدم المصمم تود لين تشكيلة كل ما فيها يصرخ بالخياطة الرفيعة. وهذا ليس غريبا على مصمم جعل من التفصيل المدروس والحرفية العالية ماركته المسجلة.

فهو ليس مجنونا مثل غاريث بيو، ولا يميل إلى البريق مثل جوليان ماكدونالد، لكنه كل هذا بالإضافة إلى أسلوب ظاهره شاب، وما خفي منه كلاسيكي، بدءا من طريقة الحياكة إلى التفصيل والتفاصيل.

أما حدث اليوم (الثلاثاء) فهو بلا شك المحادثات التي ستجري بين المسؤولة عن تنظيم اسبوع لندن، هيلاري ريفا، والمصممة دايان فون فورستنبورغ، رئيسة منظمة الموضة الاميركية، ونظيريها الإيطالي، ماريو بوسيلي، والفرنسي ديدييه غرامباش، وهي المحادثات التي ستحدد مستقبل اسبوع لندن.

فمنذ ان أعلنت نيويورك تمديد تاريخ اسبوعها إلى ثمانية ايام وعالم الموضة يرتج من هول الخبر، خصوصا لندن، التي ستكون المتأثر المباشر، وربما الوحيد من هذا القرار.

أي إنجاز ستحققه هيلاري ريفا اليوم سيكون اكبر إنجاز تحققه منذ توليها تنظيم الاسبوع ورئاسته منذ ثلاث سنوات تقريبا، وإن كانت الآمال ليست كبيرة. فنيويورك تبدو عاقدة العزم على قرارها بأن تنظم ثمانية أيام تبدأ من يوم 13 فبراير إلى 20 من نفس الشهر، وميلانو وباريس لا تنويان التعاون بتأخير اسبوعيهما ببضعة ايام، لأسباب مادية محضة.

ميلانو تصر على أن تبدأ فعاليات اسبوعها في الـ 25 من شهر فبراير، مما سيترك لندن في ورطة.

الحل الوحيد أمام ريفا هي إقناع نيويورك بتخصيص الأيام الأخيرة من اسبوعها لمصممين محليين، وميلانو بتخصيص ايامها الأولى أيضا لأسماء غير معروفة ومحلية.

وفي حال لم يتم قبول هذا الاقتراح، فإن لندن ستضطر لأن تقوم بمجهود اكبر لتبقى مركز جذب يقدم عروضا مركزة، رغم ما يعنيه الامر من عدم مشاركة بعض الاسماء الكبيرة لفتح المجال لمصممين شباب، إذا كانت الفكرة هي ان تبقى لندن عاصمة شابة ومهد الابتكار.