والدة سوزان تميم تتهم "معتوق" بالاتفاق مع "طلعت" على قتلها

كشفت التحقيقات التي أجرتها شرطة دبي في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم أنها تلقت قبل الحادث بأربعة أيام اتصالاً من والدتها "ثريا" أخبرتها فيه بأنها تلقت تهديدًا من خلال محامية زوجها عادل معتوق ورجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى المتهم بالقضية تؤكد فيه اتفاق الاثنين على قتلها بعد علمهما برغبتها في الاستقرار في دبي بالشقة التي اشترتها.


ووفقًا لأوراق التحقيقات التي قامت بها شرطة دبي، ونشرتها صحيفة الوطن السعودية الخميس 23 أكتوبر/ تشرين الأول، فقد نقل عن رجل الأعمال العراقي رياض العزاوي -الذي يدَّعي زواجه من سوزان- قوله إن رجل الأعمال المصري عرض عليه مبلغًا ماليًا كبيرًا مقابل قطع علاقته بالقتيلة، وأنه قام بإبلاغ سوزان تميم بذلك فقدمت بلاغًا أمام شرطة لندن اتهمت فيه هشام طلعت مصطفى بتهديدها.

عقد زواج مزور
وأشارت التحقيقات إلى أنه بالاتصال بوالدة سوزان وسؤالها عن علاقة القتيلة بعادل معتوق وهشام مصطفى، وحقيقة زواجها بالأول امتنعت عن الرد لفترة، ثم أكدت أن عادل زوَّر عقد زواجه من ابنتها وأقام عليها دعوى بالدخول في بيت الطاعة وردت عليه ابنتها بإقامة دعوى قضائية تتهمه فيها بالتزوير، إلا أن محاميتها أبلغتها بأنها اكتشفت أن محامي معتوق "خوري" هو نفسه محامي طلعت مصطفى، وأنه ترافع عنه في قضية غرامية في لبنان، مشيرة إلى أن المعلومات المتوفرة لديها تؤكد عزم الاثنين على قتل ابنتها بعد حصولهما على عنوان إقامتها في دبي.

وكشفت الأم عن رسالة تلقتها على هاتفها الجوال من رقم 009613021783 تؤنِّبها على ترك ابنتها في دبي تمارس أفعالاً فاحشة، ورسائل أخرى من رجل الأعمال المصري قامت بمسحها من هاتفها.

مشاكل ودعاوى قضائية
وتضمنت التحقيقات نص اتصال هاتفي مع رياض العزاوي في بريطانيا قال فيه إنه متزوج بالقتيلة بعقدٍ موثق في بريطانيا في شهر يونيو/ حزيران 2007، وتحدث عن القصص التي كانت ترويها له القتيلة عن علاقاتها برجلي الأعمال هشام مصطفى وعادل معتوق، ومشاكلها الزوجية مع الثاني والتي وصلت إلى ساحات القضاء، وزادت إلى حد تهديده لها بالقتل، وإقامته عليها دعوى منع من السفر من لبنان، وقيامها بإقامة دعوى قضائية ضد معتوق اتهمته بتزوير عقد زواجهما، وتمكنت محاميتها كلارا من إلغاء قرار منع السفر، ففرت إلى مصر.

وفي القاهرة -وفقًا لأقوال العزاوي المنقولة عبر ضابط إماراتي قال إنه أجرى اتصالاً هاتفيًا مع العزاوي في بريطانيا- التقت سوزان مع طلعت مصطفى، لكنه لم يوضح ما إذا كانت علاقة القتيلة برجل الأعمال المصري بدأت في لبنان، واكتفى بالقول كانت العلاقة بينهما جيدة ثم ساءت بسبب رغبته في الزواج منها سرًا وأنها رفضت طلبه، وتصاعدت الخلافات بينهما إلى حد تهديد هشام لها بتشويه وجهها وإلحاق عاهة مستديمة بها.

وكانت تلك النقطة هي الفاصلة في حياتها في مصر واضطرت إلى الهروب من مصر إلى لندن -وفقًا لأقوال العزاوي- حيث تعرف عليها وتزوجها، وقال إنها كانت تبحث عن شقة في دبي لشرائها وأنه ساعدها في ذلك من خلال علاقته بالبريطاني "إليكس كاساكي"، وأنه حضر برفقة القتيلة إلى دبي وقامت بشراء الشقة ثم عادا إلى لندن، ثم عادت وحدها إلى دبي وظل هو في لندن لارتباطه ببطولة ملاكمة وتصفية بعض أعماله.

مغادرة مفاجئة للسكري
وأشارت التحريات التي أجرتها شرطة دبي إلى إقامة "محسن السكري" المتهم الأول بقتل سوزان تميم في فندق هيلتون مارينا يوم وصوله إلى دبي وانتقاله في اليوم التالي إلى فندق شاطئ الواحة، وهو الفندق الذي غادره بشكل مفاجئ رغم استمرار حجزه إلى يوم 30 يوليو/ تموز الماضي، كما سجلت كاميرات المراقبة في البناية التي كانت تسكن بها القتيلة في البرج رقم واحد لحظة دخول السكري إلى البناية في الساعة الثامنة وثمانٍ وأربعين دقيقة - بتوقيت الإمارات - وكان يرتدي حذاء رياضيًا، وأدار حديثًا مع موظف الأمن، وشوهد من خلال الكاميرات وكأن الموظف يشير إليه بالتوجه إلى مكتب الأمن، إلا أنه انحرف يمينًا ودخل إلى غرفة المصاعد حيث استقل المصعد رقم "2".

وأشارت الكاميرات إلى أن السكري صعد البناية وغادرها مستقلاً المصعد نفسه، وأنه أمضى في البناية نحو اثني عشر دقيقة فقط، إلا أن عدم وجود كاميرات في المصعد والطوابق حال دون تصويره وهو يدخل شقة القتيلة، والتقطت الكاميرات صورًا للسكري أثناء المغادرة وكان يرتدي "بنطلون" قصيرًا فاتح اللون "أبيض أو بيج" و"تي شيرت" أسود اللون، ويحمل حقيبة صغيرة على كتفه، ويرتدي على رأسه غطاء رأس رياضي "كاب" وينتعل نفس الحذاء الذي اشتراه من محل الملابس الرياضية يتطابق من البصمات المرفوعة من مسرح الجريمة.

كما رصدت كاميرات "فندق شاطئ" الواحة مغادرة السكري للفندق في صباح يوم الجريمة في الساعة الثامنة وثمانٍ وعشرين دقيقة وهو يرتدي ذات الملابس التي عثرت عليها الشرطة في صندوق الحريق.

وورد اسم رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى في التحقيقات الإماراتية في أقوال الرائد محمد عقيل جمعة عبد الله الذي قال إن التحريات التي أجرتها الشرطة كشفت عن وجود تهديدات بالقتل للمطربة اللبنانية " سوزان" من كلٍّ من طلعت مصطفى ورجل الأعمال الفرنسي الجنسية من أصل لبناني عادل معتوق، مشيرًا إلى أنه استقى تلك المعلومات عبر والدة القتيلة والبريطاني من أصل عراقي رياض العزاوي اللذين اتصل بهم المحققون هاتفيًا، إلا أنه عاد وأنكر تذكره لتلك التهديدات أو الأشخاص الذين سبق أن ذكر أسمائهم.

وأضاف أن هاتف القتيلة الجوال حمل رقمًا هاتفيًا لشركة دبي للمواصلات في الساعة الثانية فجر يوم الجريمة طلبت خلاله سيارة لتقلها في الساعة التاسعة صباحًا إلى معهد لتعليم القيادة -يقع في منطقة القصيص- الذي تعاقدت معه للحصول على رخصة قيادة، كما حوى هاتفها اتصالاً من رياض العزاوي.