روعة التصميم .. تزيد من جاذبية العقارات للمشترين

قد ترفع قيمة المنزل أكثر من 10 %.. وتصميمات مثل مداخل الفنادق ولوحاتها البسيطة وأماكن توزيع الأضواء من أهم المزايا


التصميم الداخلي الجذاب، يزيد من جاذبية العقار للمشترين
 على الرغم من ارتفاع أسعار الإقراض والمخاوف المتعلقة بقيمة العقارات، إلا أن عامل «روعة التصميم» يلعب دورا كبيرا في مدى جاذبية العقارات للمشترين ـ والثمن الذي سيدفعونه في شرائها. وترى شركة الاستشارات العقارية كينج ستورج أن العقارات الراقية في لندن، يمكن أن تباع بأسعار تزيد بنسبة 10 في المائة على العقارات المجاورة لها والتي تحتاج إلى تجديد.
 
ويقول الخبير العقاري مارك جارسايد، الذي يدير شركة تصميم في لندن: «لقد تسّرب أسلوب الحياة إلى شعور الأفراد». فبعض التصميمات، مثل مداخل الفنادق ولوحاتها البسيطة، تجد رواجا بسبب سفر الأفراد بمعدل أكبر ورغبتهم في محاكاة التصميمات التي يرونها خارج البلاد».
 
وتتضمن المزايا المهمة للعديد من المشترين: أماكن توزيع الأضواء، بالإضافة إلى وفرة الضوء الطبيعي، حسبما يقول جارسايد. وعلى سبيل المثال، قامت وكالة كينج ستورج مؤخرا ببيع شقة فخمة تبلغ مساحتها 3.700 قدم مربعة أو 377 مترا مربعا في مونتروز بلاس، بالقرب من ميدان بيلغراف في لندن، مقابل نحو 14 مليون جنيه استرليني، (أو 27.8 مليون دولار) وهو ما زاد بمقدار نصف مليون جنيه عن «السعر الاسترشادي» الذي بلغ 13.5 مليون جنيه استرليني.
 
وقد تم عرض الشقة التي تم الانتهاء منها في شهر سبتمبر (أيلول) لمدة تقل عن أربعة أسابيع. وهي تمتاز بمجموعة منوعة من التجهيزات الفخمة؛ بما في ذلك مطبخ من نوع بولثوب، بالإضافة إلى تجهيزات من نوع جاجينو، وكرات الإضاءة الساحرة في قاعة الاستقبال التي قام بتصميمها مصمم المصابيح المشهور أنطوني كريتشلو.
 
وتقول أفريل بات وهي شريك في كينج ستورج والتي قامت بتسويق الشقة: «لقد كان سعرها جيدا وسريعا، لأنها كانت تمتاز بمزايا جيدة، فارتفاع أسقفها يبلغ نحو 10 أقدام، كما أنها تمتاز بمساحتها الرائعة، بالإضافة إلى الشرفة التي تبلغ مساحتها 460 قدما مربعة، كما توجد أيضا باحة تابعة لها يتم استخدامها كموقف خاص بالسيارات. وقد قام بشراء الشقة مشترٍ من الشرق الأوسط يعيش في بريطانيا».
 
ويقول روب بروس مدير الأبحاث في وكالة هامبتونز الدولية للعقارات هنا في لندن: «خلال السنوات الثلاث المنصرمة، كانت هناك زيادة تبلغ 340 في المائة في عدد المنازل التي تم بيعها بأكثر من 3 ملايين جنيه استرليني. وقد عزز هذا النمو الارتفاع السريع في الأسعار، بالإضافة إلى الطلب المتزايد من جانب المشترين الدوليين والمحليين.
 
وتعود بات للقول: «كلما زادت أسعار العقارات اليوم، زادت مقاومتها للتأثير السلبي الذي تحدثه التقلبات الاقتصادية. وفي المستوى «الأول» حيث تبلغ أسعار العقارات أكثر من 10 ملايين جنيه استرليني، يكون المشترون في غاية الثراء، بما في ذلك أصحاب دولارات النفط وأعضاء الطبقة الحاكمة في روسيا ـ ولا تؤثر الكارثة الائتمانية على ثرواتهم وشرائهم. كما أن هناك عددا محدودا من العقارات التي تجذب أنظار جميع المشترين على اختلاف مستوياتهم».
 
وتضيف بات: «تكون العقارات التي تتراوح أسعارها بين مليوني جنيه استرليني و4 ملايين جنيه استرليني أكثر عرضة لتقلبات الأسعار. وهناك عدد أكبر من العقارات في هذه الفئة السعرية، ويوجد عليها إقبال أقل من قبل المشترين. فتوافر العقارات والتكلفة والضمان الوظيفي، كلها عوامل تؤثر في هذه السوق». كما تضيف بقولها «إن المبيعات قد تباطأت على الرغم من أنها لم تر أي انخفاض ملحوظ في الأسعار».
 
من جهته يقول ليام بيلي رئيس الأبحاث في وكالة نايت فرانك للعقارات في لندن أن مستقبل مثل هذه المبيعات لم يكن مبشرا إلى حد كبير. وقد توقع انخفاض أسعار المنازل في الفئة السعرية بين مليون و9 ملايين جنيه استرليني بنسبة 5 في المائة هذا العام، وهو يُرجع ذلك إلى أزمة الرهون العقارية وزيادة تكلفة الإقراض.
 
كما أضاف أن الأسعار يمكن أن تنخفض بشكل كبير، إلى حد يصل إلى 10 في المائة، إذا استمر فشل المقرضين في تمرير قانون خفض معدلات الفائدة من بنك إنجلترا المركزي.
 
وفوق كل ذلك، انخفضت أسعار العقارات في بريطانيا بنسبة 1.7 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي، ويمكن أن يصل هذا الانخفاض إلى 4 في المائة في نهاية العام، حسبما أفادت هيئة البناء البريطانية القومية.
 
كما أفاد بيلي كذلك بأن العقارات التي يزيد سعرها عن 10 ملايين جنيه استرليني، ربما لن تتأثر إلى حد ما بانخفاض الأسعار، ويرجع ذلك في معظمه إلى زيادة عدد المشترين الأثرياء من الدول الأخرى، الذين يرغبون في شراء المنازل الخاصة جدا في هذا البلد.
 
ومن أكثر المنازل روعة في السوق، شقة رائعة يرجع تاريخ بنائها إلى أواخر القرن التاسع عشر، في ألبرت جيت كورت، (نايتسبريدج)، والتي تطل على حديقة هايد بارك.
 
وقد تم إدراج هذه الشقة التي تبلغ مساحتها 2.428 قدم مربعة والتي تم تأجيرها لمدة 75 عاما، في قائمة وكالة شيسترتون بسعر استرشادي يبلغ 6.25 مليون جنيه استرليني.
 
وتحتوي هذه الشقة على غرفتي استقبال كبيرتين، وأربع غرف للنوم، وثلاثة حمامات، ومصعد خاص. ويقول مارك وايت، الذي يعمل مديرا في وكالة شيسترتون: «يمكن أن تجذب هذه الشقة المشترين من الدول الأخرى لأنها تمتاز بتوافر خدمة الحراسة، وبقربها من المتاجر الشهيرة الفخمة مثل هارودز وهارفي نيكولس.
 
كما أنها تمتاز بالمساحة الرائعة المريحة، ويرتفع سقفها المقبب ارتفاعا يبلغ ضعف ارتفاع بقية الغرف، وهناك أيضا غرفة استقبال إضافية كبيرة بها شرفة يبلغ طولها 26 قدما».
 
وتقوم حاليا شركة فوكستونز للعقارات بتسويق شقة رائعة في طريق هانز، نايتسبريدج ـ تطل على متاجر هارودز ـ مقابل مبلغ 3.95 مليون جنيه استرليني. وتمتاز الشقة التي تبلغ مساحتها 2200 قدم مربعة، والتي بدأ تسويقها في شهر ديسمبر (كانون الأول) بأرضيتها الخشبية ذات اللون الداكن، وبغرفة معيشة كبيرة بها مدفأة حديثة ونوافذ للاستمتاع بالضوء الطبيعي، كما تمتاز بوجود مطبخ إيطالي وغرفتي نوم بحمّام خاص بكل منهما. ويسري عقد إيجار هذه الشقة لنحو 57 عاما.
 
ويقول إيان براون ريدج من شركة فوكستونز الواقعة في ميدان سلون، إن المالك الحالي استخدم الأسقف العالية للشقة والإضاءة الطبيعية التي تمتاز بها لعرض مجموعة لوحاته الفنية المعاصرة.