كيف يستعيد الزوجان الثقة فيما بينهما بعد أن افتقداها؟

بالرغم من أن تصرفات أحد طرفي العلاقة الزوجية تسببت في فقدان الثقة بينهما وقد أصبح أمر استعادتها لا أمل فيه أو حتى مستحيل، إلا أن هناك بعض النصائح الهامة التي ستساعدهما على تجديد الثقة في بعضهما البعض فتعرفي عليها فيما يلي:


1- يجب أن تكون لديك رغبة حقيقية في إعادة بناء الثقة
من أحد أكبر الأشياء التي تعيق عملية استعادة الثقة بين الزوجين هي نقص الرغبة الصادقة في تحقيق ذلك، لذا يجب أن يكون لدى الطرفين استعدادًا لإعادة بناء الثقة وهذا طبقا لما ينصح به علماء علم النفس.

2- على الزوجين فتح باب الحوار
يعتقد البعض أن علينا تحفيز الآخرين بتقديم بعض الحوافز، وليس بتهديد الطرف الآخر ومنحه إنذارات نهائية، لأن أي وعود يقدمها الشخص تحت الإكراه لن يستطيع تنفيذها، لذا وبدلا من هذه الطريقة ينبغي على من يرغبان في استعادة بناء الثقة بينهما أن يهتما بالتركيز على فتح حوار صريح بينهما لأن للكلمات تأثير بالإضافة لتأثير ما تحمله وراءها من نية، ولأن مفهوم الثقة يختلف من شخص لآخر، فعلينا أن نكون قادرين على الإجابة على السؤال التالي:
ماذا تعني الثقة بالنسبة لي؟
وإذا لم يستطيع الشخص طرح هذا السؤال على نفسه، فسيكون من الصعب أن نوضح للآخرين الطريقة التي نريدهم يظهرون الثقة المطلوبة بها.

3- إظهار الاعتمادية؟
يشتمل التواصل الفعال أيضا على إيماءات صادقة سواء كانت صغيرة أو كبيرة تبرهن اعتمادية الطرف على الطرف الآخر، مثل الحفاظ على الوعود أو جعل حياة من نحب أسهل من خلال تطوعنا لمساعدته في مهامه الحياتية، ولإعادة إحياء ثقة الطرف الآخر فيك ينبغي أن نفكر فيما يمكننا فعله لمساعدته على الشعور بالأمان والاستماع له باهتمام والعمل على حبه واحترامه.

4- توديع أخطاء الماضي
بقدر الإمكان من المهم جدا نسيان أخطاء الماضي، فلو قرر الزوجان تخطي خيانة الماضي وقال أحدهما لمن وقع في الخيانة أنه سوف يمنحه فرصة ثانية، ولو لم يحافظ عليها سينتهي كل ما بينهما، فهذا يمكن أن يعيق بناء الثقة ولا يساعد في غرسها لدى الطرف المسيء.

والعكس أيضا صحيح، لو تم إخبار الطرف المسيء بأنه شديد الحساسية، ولماذا لا يستطيع السيطرة على مشاعره، فهذا يوضح أن الاستعداد لاستعادة الثقة مع وجود احترام ليس موجودًا، فرغم أن الغضب أمر صحي، ويوضح للشخص أن هناك شيء غير صحيح في البيئة المحيطة به، لكن الإحباط المستمر يمكن أن يسمم العلاقة بين الطرفين.

5- معرفة أن الخيانة يمكن أن تكون أمرًا معقدًا
من الضروري بناء جسور الثقة بأسلوب بسيط، فهناك طرف مسيء يؤذي طرفًا مسيئًا آخر، فعلى سبيل المثال في حالة الخيانة الجنسية أو العنف، ففي مواقف مثل هذه قد لا يؤتي التعامل مع الخائن نتيجة، لكن عليك أن تسألي نفسك ماذا يمكنك فعله لو كرر الطرف الآخر نفس الخطأ مرة أخرى؟! وأن تحددي إذا كانت هناك فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة أم أن هذا أصبح أمرًا مستحيلًا حقًا.

6- لا تنسي الاهتمام بنفسك
من المهم جدا العناية بالنفس، خاصة للأشخاص الذين أحدثت الخيانة معهم كسرًا في العلاقة، وفي مثل هذه الحالات يعزز ممارسة الرياضة صحة عقلية جيدة، حيث تنطلق هرمونات الأندروفين المعززة للحالة المزاجية داخل المخ مما يخلق إحساسًا بالهدوء بينما يتضاءل إفراز هرمون التوتر مثل الكورتيزول، ويسمح ذلك بالتعامل مع الخيانة بطريقة هادئة وعقلانية.

وأخيرا، يجب أن نعلم أن للتواصل مع أناس عانوا من نفس الخبرات تأثيرًا إيجابيًا يساعد على تخطي الأزمة بتقديم الحلول والاقتراحات المتنوعة للتعامل مع مثل هذه المشكلات.

7- الصبر مهم
يجب أن نعلم أن التصالح والتراضي لن يحدث في الحال، فلا يجب الشعور بالتوتر والقلق لو لم يتعافى أحد الطرفين من خيانة الطرف الآخر بالسرعة الكافية، فعند شعور الزوجة بخيانة زوجها لها يتأهب المخ إلى أحد أمرين: إما المقاومة أو الهروب، ومن الصعب اختبار أحوالنا بعقلانية وحينها يجب منح النفس الوقت لتهدئتها والتخلص من مشاعر الدفاع حتى نسمح لأنفسنا بالوصول إلى مساحة من التعاون.

8- معرفة متى يجب التحرك
بالرغم من مجهوداتنا القصوى، لا يمكن دائما إعادة بناء الثقة مرة أخرى، فلو فشلت كل المحاولات، فربما هذا هو الوقت المناسب للتحرك حتى لو بشكل مؤقت، وقد تستغرق عملية التعافي وقتًا طويلًا جدا فيمكن أن يعود بعض الأزواج المنفصلين لبعضهم بعد مضي وقت طويل نسبيًا، لذا فهناك دائما سبب للشعور بالأمل.