ايلي صعب .. رقم صعب في عالم الموضة .. والأن في تصميم الفنادق والسيارات

يقول صعب  أن عالم الموضة منهل كبير .. كلما أعطيناه بإخلاص أعطانا
يقول صعب أن عالم الموضة منهل كبير .. كلما أعطيناه بإخلاص أعطانا

الكلام معه يختلف إلى حدّ كبير عن الكلام عنه. هو مصمم أزياء لبناني. اجتاز عتبة العالمية منذ زمن، فكرّس جلوسه على عرش الموضة، وثبّت خطاه في مسيرة طويلة ومثمرة. لبناني الأصل والهوى، رومانسي الطابع. القميص الزهري والجينز لا يقللان من هيبة إطلالته التي طالما تميّزت باللون الأسود. الشيب الذي تسلل إلى شعره القصير، يزيد من رجولة ناضحة بالأناقة.


إيلي صعب، بدأ اسماً في عالم الموضة عام 1982، ليتحول رقماً صعباً في دور الأزياء العالمية، التي لا تقتصر أعمالها على تصميم الأزياء. «رائد» في محطات مهمة في فن الأزياء. صعب تخطى حدود وطنه ليحلّق في فضاء واسع، متميّزاً في تصاميمه وغزارة أفكاره. لامس الاختلاف بين المرأة الشرقية والمرأة الغربية، واستطاع أن «يخيط» لهما نقاط الالتقاء.

وجاءت تصاميمه لتؤثّر في شكل واضح في ذوق المرأة الشرقية التي أصبحت أكثر ميلاً إلى الأناقة البسيطة، بعيداً من التطريز والشك المبالغ فيهما.

خطوات اعتبرت مرجعاً في عالم الموضة، خاض عدداً من المشاريع المختلفة، من دون أن يفقد رهافة حسّه.

عام 2003، وانطلاقاً من أنه «مصمم» بالدرجة الأولى، نقل صعب تصميماته إلى أفق أرحب، ليصبح أول مصمم أزياء عربي يتدخّل في وضع تصميم لسيارة، وذلك عندما طرحت شركة «بي أم دبليو» مئة سيارة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، من طراز BMWX5، الرياضية ذات الدفع الرباعي.

وتوالت الإنجازات .. واليوم يتربّع اسم إيلي صعب في قلب المجمَّع التجاري البريطاني الشهير «هارودز». خطوة في اتجاه مزيد من التوسّع، تندرج ضمن خطته لنشر إنتاجه في الألبسة الجاهزة. وهي خطة تجاريَّة بدأت شركته العمل عليها منذ وقت. وآخر مشاريع «رجل الأعمال» إيلي صعب، خوض تصميمات الداخلية لفندق مشروع «ذي تايغر وودز - دبي»، الذي يمتد على مساحة 360 ألف قدم مربعة.

كلامه المناسب بهدوء يُبرر السكون الذي تنبض به تصاميمه. صورة رجل الأعمال التي باتت تتكون حول اسمه، لم تردع قلمه من أن يتحرك راسماً فساتين صغيرة على ورقة يستخدمها ضيوف المقابلات لأخذ الملاحظات. هنا نصّ حديث خصّ به إيلي صعب الصحفية «فاطمة رضا»:

لماذا يسيطر الفستان على تصاميم إيلي صعب ؟
أحب أن تبدو المرأة بكامل أنوثتها، وبرأيي الفستان أوفى «ناقل» لهذه الأنوثة، من دون أن نــقلّل من قــيمة الألبسة الأخرى.

لم يعد اسم إيلي صعب مقتصراً على الأزياء والموضة، ما الدافع إلى توقيع شراكة إستراتيجية مع شركة «تطوير»، العضو في «دبي القابضة» لتصميم فندق فاخر. هل هي خطوة على طريق التحول عن تصميم الأزياء ؟
على العكس تماماً، أنا مصمم أزياء بالدرجة الأولى والأخيرة، وكل المشاريع التجارية التي أنفّذها تنطلق من هذا الأساس. الشراكة مع «تطوير» هي شراكة مع مصمم الأزياء إيلي صعب، لينقل الأسلوب الذي اعتمده في التصميم، والذي يجمع بين البساطة والرفاهية والحداثة، كي يخلق وجهة متميزة على كل المستويات. 

ما الذي يعنيه لك هذا المشروع ؟
إنها المرة الأولى التي أقوم فيها بوضع تصاميم داخلية لفندق. ولعله الأمر الذي يجعلني أشعر بأن المشروع مميز بالنسبة إلي، وأنه سيعكس كل ما لدي من طاقات وقدرات. سأصمم الديكورات الداخلية للفندق، وهو ضمن مشروع «ذي تايغر وودز دبي».

وأتطلع إلى تجسيد رؤيتي الفنية والجمالية في هذا الصرح الذي سيمثل أحد المعالم البارزة في دبي. وسأحرص على وضع تصاميم متميزة تعكس نمط حياتي الشخصية وتضاهي أرقى المعايير العالمية بما يتوافق مع المكانة البارزة للمشروع.

ما هي المعايير التي تدفع بإيلي صعب إلى قبول مشروع تجاري ؟
الإحساس بالمشروع (إجابة مقتضبة تخرج من فم صعب، ليتنبّه بعد ثوانٍ الى أن المقابلة الصحافية تكون نهمة للشرح والتفاصيل)، فيضيف: عليّ أن أشعر بالمشروع المعروض، كي أستطيع أن أشارك به وأوقّع اسمي عليه، إضافة طبعاً إلى ضمانة تنفيذ المشروع على أسس راقية ودقيقة، إذا ما أردنا الكلام عن الشق العملي.

أنت لبناني، تحلّق عالياً في سماء العالمية، ماذا أضاف اسم إيلي صعب إلى الوطن؟
أنا لبناني ويكفيني فخراً واعتزازاً أن أكون متحدراً من هذا الوطن، وأنا افتخر بأنني أستطيع رفع اسم لبنان عالياً، ولكن مجرد انني ابن هذه الأرض، يكون لبنان هو من أضاف إليّ، وأنا فقط قمت بنقل صورة ناجحة عنه.

يُعتبر إيلي صعب علماً من أعلام الموضة، يسعى كثيرون إلى محاولة تقليد تصاميمه، ما تعليقك على هذا الأمر ؟
بكل صراحة، لم أفكر يوماً بهذا الموضوع، على العكس مما إذا دخلت حفلة، ورأيت عدداً كبيراً من السيدات يرتدين فساتين تشبه ما أصممه أشعر بالفرح، لأنهن يهوين أن يرتدين تصاميمي، ولكنهن لأســباب مــختلفة قد لا يستطعن ارتداءها.

ماذا عن حقوقك بالملكية الفكرية ؟
لا أتوقف عند هذا الأمر إطلاقاً، هناك آلاف السيدات يرغبن بارتداء ملابس إيلي صعب، ويحققن ذلك بطرقهن الخاصة، وهذا يكفيني.

مصمم أزياء، ومجموعات محدودة من السيارات، واليوم مصمم فنادق وأحاديث عن وضع تصاميمك على طائرة .. ماذا بعد ؟
وصلك الخبر؟ (يسأل ممازحاً)، موضوع الطائرة صحيح ولكنه ليس في القريب العاجل،

وماذا بعد ؟
 لا أزال في أول الطريق، لا يزال هناك الكثير.

مثل ماذا ؟
بعد أن أفصل في شكل نهائي بين مجموعات الأزياء الجاهزة والراقية، هناك أيضاً الخط الرجالي والكثير. إن عالم الموضة معين كبير ما علينا إلاّ أن ننهل منه، وكلما أعطيناه بإخلاص أعطانا.

هل من توجّه إلى إنتاج مجموعة خاصة بالشابات ؟
نصيب الشابات موجود وكبير في كل مجموعة، ولكن إن كنت تقصدين مادياً، أي أن تكون أقل تكلفة من غيرها، فلا، لا أعتقد ذلك.

ماذا عن المجوهرات ؟
هناك توجه نحوها حتماً، ولكنه لا يزال قيد التحضير، أفضل أن أعلن عنه في الوقت المناسب.

اللون الأسود يطبع معظم إطلالاتك، هل هو سيد الألوان عند صعب ؟
أعشق العمل باللونين الأسود والبيج. ولكن لا علاقة لهذا بإطلالاتي، أنا أرتدي الألوان خلال النهار، وأفضل أن أظهر في الإعلام باللون الأسود. لا أحب الإطلالات الإعلامية كثيراً، ولذلك أسعى لأن أكون مرتاحاً مع نفسي. لا أحب أن أظهر متكلفاً على إطلالتي. وفي رأيي اللون الأسود يعطيني الطمأنينة التي أنشدها في هذا المجال.

ما الذي يرتكز عليه إيلي صعب في تصاميمه ؟
أحب أن أظهر المرأة جميلة، وهذا أساس كل تصميم أقوم به.

هل تغرّد خارج السرب، كأن تقول هذه تصاميمي ومن يريد فليلحق بي ؟
لا، في العادة لا أقوم بخطوات جريئة بمعنى أن أخلط الأمور، لأنها ليست طبيعتي. إنني أسعى لأن تخرج تصاميمي من مخيلتي من دون تكلّف، لأنها في هذه الطريقة تشبهني أكثر.

كثيرات هن النساء اللواتي يحلمن بارتداء ملابس من تصميمك، من هي المرأة التي ترغب أنت في أن تصمم لها ؟
بكل صراحة، وبعيداً من أي شعارات أو تكلّف، أنا أحب أن ألبس كل امرأة تحب أن ترتدي من تصاميمي.

جواب ديبلوماسي. مَن هي المرأة من نساء التاريخ التي تشعر بأنها كانت لتكون حاملة وفية لأسلوب إيلي صعب ؟
لا أستطيع أن اسمي امرأة واحدة فــقط، هــناك الكثير من النــساء ومنهن أودري هــيبورن. أحبها كــثيراً. أحــب شخصــيتها، المرأة بالنــسبة إلي شــخصية قبل أن تكون أزياء وجمالاً، أحب غريــس كيلي أيضاً. أحب لو أنني عشت في أيامها. إيفا غاردنر .. احب تلك الحقبة بالذات، وأحب النساء اللواتي يتركن بصمات.