للوالدين .. هل الواجب المدرسي ضار للأطفال؟

أن الواجب المنزلي في سن مبكرة ليس ضروريًا، لكن يمكن استخدامه لبناء المهارات.
أن الواجب المنزلي في سن مبكرة ليس ضروريًا، لكن يمكن استخدامه لبناء المهارات.

بعد قضاء ثماني ساعات في المدرسة بالإضافة إلى مايدرسه الطفل من مناهج مدرسية وأنشطة إضافية، يعود بعد اليوم الدراسي إلى المنزل في حالة من الإنهاك، يتناول طعامه ثم يعود مرة أخرى إلى مطحنة جديدة وهي الواجب المدرسي بكل المواد.


لكن هل يستحق الكفاح كل هذا المجهود؟ ( لا ) إنه رد بعض الخبراء، ويعتمد ذلك على عمر الطفل.

يقول ألفي كون المحاضر والخبير الأمريكي في مجال التعليم والمناهج وصاحب كتاب "خرافة الواجب المنزلي The Homework Myth " ما يلي:
" ليس هناك دليل واضح لوجود أي فائدة أكاديمية من القيام بالواجب المنزلي في التعليم الابتدائي أو الإعدادي، ومتسائلا ما الداعي لقيام أطفالنا بالكثير جدا من الواجبات المنزلية التي يعتبرها أمر سيء وهذا ما صرح به لمجلة Pacific Standard Magazine في العام الماضي.

وجدير بالذكر أن المحاضر والخبير كون من الخبراء المدافعين عن التعليم التقدمي المتطور وهو ناقد صريح للطرق التقليدية في التربية بالإضافة إلى الواجب المنزلي في نظم الدراسة.

وفي مقال نشر الشهر الماضي لشركة Fatherly تحدثت فيه الدكتورة كاثي فاتيروت وهي أستاذة في مجال التعليم بجامعة ميسوري سان لويس ومؤلفة كتاب "Rethinking Homework:Best Practices That Support Diverse Needs" وقد أخبرت فاتيروت الإعلام أن الاكتشافات البسيطة الموجودة على أبحاث خاصة بالواجب المنزلي ليست غامضة ولا يمكن أن تقدم أي فائدة حقيقية للدارسين في المرحلة الابتدائية.

وأضافت فاتيروت أن المعلمين والمدارس تخلط بين الواجب المدرسي والقسوة، وهناك بعض المدرسين يرون أن الأمور تسير على مايرام بشكل جيد ويعتقدون أن من الأفضل أن يستمروا فيما يفعلون وإلا سيحدث خلل في العملية التعليمية.

لكن بالرغم من المناقشات المضادة للواجب المنزلي من خبراء مثل كون وفاتيروت والآباء المضغوطين والأطفال في كل مكان، يبدو أن معظم الخبراء يتفقون على أن الواجبات المنزلية بعد اليوم الدراسي قد لاتكون بكل هذا السوء، وخاصة لو كان هناك تركيز على الكيف لا الكم مع أخذ عمر الطفل في الاعتبار.

وتخبرنا الدكتورة (دانيلا مونتالتو أخصائية علم الأعصاب للأطفال ومديرة عيادة لمعهد التعلم والإنجاز الأكاديمي في مركز دراسة الطفل في جامعة لانجون بنيويورك)، أن الواجب المنزلي في سن مبكرة ليس ضروريًا، لكن يمكن استخدامه لبناء المهارات.

وتقول مونتالتو أنه بالنسبة لأطفال المدارس الابتدائية الذين تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 10 سنوات يحتاجون 20 دقيقة على الأقل من القراءة كل يوم وكذلك بعض الأعمال لتدريب مهاراتهم الحركية مثل الكتابة واستخدام المقص لقطع الأشياء، ويكون التركيز على هذه الجوانب التأسيسية في المنزل أكثر إفادة عن الواجب المنزلي التقليدي، وتدعم البيانات هذا الأمر، فإن لم يكن التلاميذ قراء بارعين مع دخول الصف الثالث الابتدائي، فلن يكونوا مستعدين للنجاح الأكاديمي والتخرج من المدرسة الثانوية، وذلك طبقا لما أعلنته دراسة أجريت عام 2013 بواسطة مؤسسة Annie E. Casey Foundation.

وعلى الجانب الآخر في عام 2006 كشف دكتور هاريس كوبر من  جامعة ديوك دليل يقترح أن التلاميذ الذين يأخذون واجبًا منزليًا يؤدون بشكل أفضل في المدرسة، وأوضحت أن العلاقة المترابطة كانت أقوى للتلاميذ في الصف السابع حتى الصف الثاني عشر عن الأطفال في الحضانة وحتى الصف السادس الابتدائي.

وحتى الآن مازال كوبر يؤمن أن التلاميذ الأصغر سنا من الصف السادس يجب أن يأخذوا واجبًا منزليًا، وأشار أن ممارسة الواجبات يحسن الدرجات التي يحققها التلميذ في الاختبارات المدرسية على كل المستويات، وتساعد الأطفال في النجاح على المدى الطويل لبناء عادات دراسية قوية.

وتقترح الدكتورة سنام حفيظ أستاذة علم النفس ومؤسسة خدمات الاستشارة النفسية الشاملة قائلة أن المخ لديه القدرة على تعلم الكثير فقط على مدار ثماني ساعات في اليوم، لذلك عند عودة التلميذ للمنزل يعمل المخ على تعديل وإعادة معالجة تلك المعلومات لأنك تعمل على حل المشكلات والتفكير النقدي بها، وتفعل ذلك في المنزل في بيئة مريحة ويكون لديك انتباه مثل انتباه الكبار بطريقة مثالية، وكل ما تعلمته بشكل عشوائي وفي جو قد لايمكنك أحيانا كثيرة من رفع يديك في المدرسة يمكن حله في العمل المنزلي.

وبالرغم من كل الآراء السابقة لا يمكن أن ننكر أي مشكلات في الطريقة التي يقدم بها الأطفال والوالدين والمعلمين الواجب المنزلي، فإذا غرق أطفالك ساعات في أداء الواجب المنزلي كل ليلة، والبقاء لوقت متأخر من الليل يقتص من ساعات نومهم ويشعرون بالتوتر من اختبار سيأخذونه في الغد، فلابد من إعادة تقييم الأداء.

وقد كشفت دراسة أجريت عام 2015 أن طلاب المرحلة الإعدادية الذين يؤدون أكثر من 90 إلى 100 دقيقة يوميا في الواجب المنزلي، بدأت نتائجهم في الامتحانات في التدهور.

وهنا بعض الإرشادات المحددة التي توصي بها المؤسسات التعليمية :
 - في الصف الأول يجب ألا تزيد ساعات الواجب المنزلي عن 10 إلى 20 دقيقة في اليوم.

- ثم يمكن زيادتها 10 دقائق أخرى مع دخول الطفل في الصف الثاني.

- حتى تصل إلى 120 دقيقة مع دخول الصف الثاني عشر.

- يمكن لطلاب المدرسة الثانوية تأدية واجب منزلي أكبر طبقا لأنواع الدروس التي يأخذونها.

- لو كان الطلاب يشعرون بالإنهاك والتوتر ويقضون ليلهم بالكامل، فلابد أن يتناقش الوالدان مع المعلمين لتحديد المشكلة وسببها.

-  يجب أن يتجنب الوالدان الشجار مع أطفالهم بشأن الواجب المنزلي.

- يجب أن يكون وقت الواجب المنزلي ذو فائدة جيدة لهم ويمنحهم القدرة على التوازن.

- يجب استخدام الواجب المنزلي بشكل عام كأداة لإكمال ما تعلمه الأطفال في المدرسة ومساعدتهم على التطور خارج الفصل الدراسي، ولا يجب أن يشعر الطفل بأنه عبء عليه أو يضيف ضغوطًا وتوترًا على حياة الوالدين أو أطفالهم.

- من الطرق الجيدة للتفكير في الواجب المنزلي أن تفكر فيه مثل تفكيرك في الأدوية أو المكملات الغذائية  فإذا أخذت منها القليل جدا لن يكون لها تأثير وإذا أخذتها بإفراط يمكن أن تقتلك، أما لو أخذت المقدار الصحيح فسوف تكون أفضل.