التهاب الجيوب الأنفية .. الدليل الكامل لأسبابه وعلاجه

 انسداد قنوات التفريغ الرفيعة للجيوب الأنفية هو السبب الرئيسي في حدوث التهاب الجيوب الأنفية
انسداد قنوات التفريغ الرفيعة للجيوب الأنفية هو السبب الرئيسي في حدوث التهاب الجيوب الأنفية

اكثر من 20 مليون اميركي سوف يعانون من نوبة واحدة على الاقل من نوبات التهاب الجيوب الانفية sinusitis هذا العام.


وسوف يعاني اغلبهم من الشعور بعدم الارتياح، ويتغيبون عن العمل او الدراسة، الا ان اكثرهم سيشفون .. لكن القليل منهم ستظهر لديهم مضاعفات خطيرة.

ان فهم التهاب الجيوب الانفية سوف يمكنك من تقليل فرص ظهور الحالة لديك- وحتى ان تعرضت لهجمة التهاب الجيوب الانفية، فانك ستكون على علم بالكيفية التي تعجل فيها بالشفاء وتقلل من اخطار المضاعفات.

الجيوب الأنفية sinuses هي حجيرات مملوءة بالهواء توجد داخل عظام وجهك. ولأنها تحيط بالأنف، فإنها تعرف أيضا باسم الجيوب المحاذية للأنف paranasal sinuses. ولدى كل منا أربعة أزواج من الجيوب (انظر الشكل).

ويبطن كل من هذه الجيوب، بغشاء يفرز المخاط. وعندما تكون سليم الجسم، فإن المخاط، السائل المائي الخفيف، يمر بحرية من الجيوب نحو الجزء الأعلى من الأنف. ولكن، وعندما تلتهب الجيوب الأنفية، يصبح المخاط ثخينا ولزجا، ولذلك لا يمكنه المرور من الفتحات الصغيرة جدا المسماة ostia، التي تقود نحو الأنف. وبهذا يتراكم السائل في الجيوب، مؤديا إلى زيادة الضغط وحدوث الألم- وبذلك تصبح مصابا بالتهاب الجيوب الأنفية.

الجيوب الأنفية، هذه الفجوات المجوفة المختبئة في العظام حول الأنف، لا تثير في العادة اهتماما كبيرا. لكن ما من شيء يجعل المرء مشتاقا إلى جيوب أنفية صحية مثل الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، تلك الحالة التي تشعر المرء وكأن رأسه ممتلئة بالإسمنت، ويواجه صعوبة في التنفس.

بالنسبة لملايين من الناس، قد تمتد المعاناة من التهابات الجيوب الأنفية لشهور، بل وربما لسنوات، وقد لا يتمكن التدخل الطبي من حلها. كان التركيز منصبا في السابق على المضادات الحيوية للقضاء على العدوى التي يعتقد الكثير من الخبراء أنها تسبب التهابات الجيوب الأنفية المزمنة. بيد أن الكثير من المرضى واجهوا انتكاسات دعت الباحثين والأطباء إلى التساؤل حول صحة افتراضاتهم.

تعريف المرض
وحتى وقت قريب، لم يتم التوصل إلى اتفاق حول ماهية التهاب الجيوب الأنفية بدقة. بيد أن عام 2003 شهد قيام الكثير من الجمعيات الطبية بإعادة تعريف المرض لا كمرض واحد، بل كمجموعة من الاضطرابات في الجيوب الأنفية والتهاب الأنف التي تستمر على الأقل لمدة 12 أسبوعا. ومن الممكن أن تنتج المشكلة عن أسباب متعددة.

وتتعدد العوامل المهيئة لمشكلات الجيوب الأنفية المتكررة، بدءا من انحراف الحاجز الأنفي ومثيرات الحساسية السيئة وحتى نقص المناعة. ولكن كيفية حدوث المرض ظلت لفترة طويلة لغزا محيرا. وعبر السنوات، قفز العلماء من نظرية إلى أخرى تعد بشرح الأسباب التي جعلت الجيوب الأنفية مرضا مزمنا.

ويرى دكتور جيمس إن. بالمر، مدير قسم طب الأنف بجامعة بنسلفانيا، مازحا، أن التهاب الجيوب الأنفية هو عبارة عن «صفة تعد كموضة لفترة قصيرة»، كما يقول. «ففي مرحلة ما كانت هذه الاعتقاد السائد أن السبب عدوى بكتيرية. وبعد ذلك أصبح، كل ما عليك فعله هو فتح الجيوب الأنفية عن طريق عملية جراحية وكل شيء سيخرج. ونظرية أخرى جديدة تلقي باللائمة على الحساسية للفطريات والتي ربما تكون السبب في السواد الأعظم من حالات التهاب الجيوب الأنفية المزمن».

لم تثبت أي من هذه الأفكار أنها الإجابة عن التساؤل. فربما كانت الحساسية للفطريات سببا في بعض الحالات فقط. وعلى الرغم من قدرة التدخل الجراحي في حدوث ارتياح كبير عبر إزالة الشعيرات الملتهبة والمخاط الأنفي التي تعتبر المصدر الشائع لسد الجيوب الأنفية، لكن المادة المخاطية عادة ما تعيد التكون مرة أخرى.

وتسعى مجموعات بحثية مختلفة الآن تقديم تفسيرات أخرى للاستجابة الالتهابية المفرطة غير الطبيعية التي تحدث في التهابات الجيوب الأنفية المزمنة. بعض منها يبحث عن مواطن ضعف دفاعات المناعة الفطرية للجيوب الأنفية والأنف. والبعض الأخر يدحض دور البكتريا، التي تستطيع أن تحفز الالتهاب عن طريق وجودها فقط ودون الحاجة إلى إحداث عدوي.

أسباب التهاب الجيوب الأنفية
التهاب الجيوب الأنفية هو عدوى تسببها البكتريا. وتوجد في أنف كل منا ملايين البكتريا، كما توجد ولدى الكثيرين منا الجراثيم التي تسبب عدوى الجيوب الأنفية.

هذه البكتريا في الأنف ليست ضارة، كما أنها لا تتسبب في حدوث المشاكل عندما تتغلغل نحو الجيوب الأنفية، ما دامت تنحدر بعد تغلغلها نحو الأنف مجددا. ولكن، إن كانت ممرات تفريغ الجيوب الأنفية مسدودة، فإن البكتريا تتكاثر مسببة العدوى.

ولذلك فإن انسداد قنوات التفريغ الرفيعة للجيوب الأنفية هو السبب الرئيسي في حدوث التهاب الجيوب الأنفية، وإعادة فتح ممرات التفريغ هو مفتاح العلاج.

طبقات البكتيريا
ويقوم دكتور بالمر وزملاؤه بمحاولة استكشاف دور طبقات رقيقة جدا من البكتيريا التي تسمي «بيوفيلم» (الطبقة البيولوجية الرقيقة جدا) في حدوث التهاب الجيوب الأنفية المزمنة. وتكهن الباحثون أنه في بعض الأفراد، تستطيع البيوفيلمز، خاصة تلك التي تحتوى على بكتيريا «الزوائف الزنجارية» Pseudomonas aeruginosa أو المكورات العنقودية Staphylococcus aureus إثارة جهاز المناعة لتحديد الاستجابة الزائدة للالتهابات والتي تؤدي إلى أعراض التهاب الجيوب الأنفية.

ولأن تركيب طبقات «البيوفيلم» يجعل من الصعب على المضادات الحيوية قتل البكتيريا، فمن الممكن أن تكون العملية الجراحية لإزالة أنسجة الجيوب الأنفية الملتهبة هي أفضل طريقة للتعامل مع هذه المشكلة، كما قال دكتور بالمر.

مثيرات التهاب الجيوب الأنفية
البرد هو أحد الأمور التي تثير أو تحفز التهاب الجيوب الأنفية. والشخص البالغ يصاب في المتوسط بنزلتين إلى ثلاث نزلات من البرد سنويا، أما الطفل فيصاب بست إلى عشر نزلات.

ونزلات البرد تنجم عن الإصابة بالفيروسات، وليس البكتريا، ولذلك فإن المضادات الحيوية غير مفيدة في علاجها.

إلا أن الفيروسات تتسبب في تورم أنسجة الأنف، الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى انسداد الجيوب الأنفية. كما أن البرد يغير أيضا شكل المخاط، إذ يمنعه من تأدية دوره العادي في اصطياد البكتريا.

وقد تشعر بشيء من الضغط في الجيوب الأنفية عند إصابتك بالبرد، إلا أن ذلك لا يعني أنك أصبت بالتهابها، أو أنك بحاجة إلى مضادات حيوية. ولا تقود إلا واحدة من 100 نزلة برد إلى التهاب الجيوب الأنفية.

وبمقدورك تحاشي وقوع الالتهاب، بعملية تفريغ الجيوب الأنفية (انظر لاحقا). كما يمكنك تحسين الأمر بالتمخط بشكل رقيق من الأنف، إذ إن التمخط القوي بمقدوره دفع البكتريا إلى الأعلى نحو الجيوب الأنفية.

والكثير من الأمور الأخرى بمقدورها سدّ الجيوب الأنفية وأن تقود إلى حدوث العدوى فيها. وتضم القائمة، المواد المثيرة للحساسية، دخان السجائر والأدخنة الأخرى، التغير في الضغط الجوي عند الطيران أو الغوص في المياه، الزوائد الأنفية، وانزياح غشاء الأنف.

الأعراض
الضغط المؤلم هو العرض الرئيسي، ويعتمد الألم على موضع الجيوب الملتهبة، إذ يكون الألم في الجبهة عندما تلتهب الجيوب الأمامية، وفوق الوجنتين أو في الفك الأعلى والأسنان (الجيوب الفكية)، وخلف العينين (الجيوب المصفوية والوتدية) أو في أعلى الرأس (الجيوب الوتدية)، ويزداد ألم الجيوب الأنفية عادة عند الانحناء إلى الأمام.

كما تشيع أعراض احتقان الأنف، وظهور إفرازات بألوان غامقة من الأنف. وعندما تنزل قطرات المخاط من خلف الأنف إلى البلعوم، فسوف تشعر بطعم كريه، وقد تظهر لديك رائحة كريهة في الفم أو سعال. كما قد تفقد مؤقتا حاسة الشم أو التذوق، وأخيرا فقد تشعر بالحمى، والأوجاع، والتعب.

التشخيص
 في غالب الحالات، يمكن للطبيب تشخيص التهاب الجيوب الأنفية، بالسؤال عن أعراضها. وإن كان الضغط على الجيوب يسبب الألم، فإنك مصاب على الأكثر بالتهابها.

ويؤدي التصوير الطبقي المقطعي دوره المساعد في التشخيص إن كان التهاب الجيوب الأنفية شديدا بشكل غير استثنائي، وإن بدأ الطبيب يشك بوجود مضاعفات له، اما أشعة إكس فهي أقل فائدة. كما يمكن لأطباء الأنف والأذن والحنجرة تشخيص التهاب الجيوب الأنفية بمنظار الأنف.

العلاج: التفريغ
الكثير من المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية سيشفون بسرعة نهائيا، من دون تناول المضادات الحيوية، بل وببساطة باتباع طريقة التفريغ.

وفي ما يلي ما يجب عليهم عمله:
- اشرب كميات كبيرة من الماء، فالتروية المائية تساعد على إبقاء المخاط خفيفا وسائلا.

- تنشّق البخار. استحم فترة أطول في المرش (الدوش) الحار. اغل الماء في إبريق، ثم صبه في قدر، وانحنِ فوق القدر بعد تغطية رأسك بمنشفة. استنشق البخار. وحتى الشاي الحار أو شوربة الدجاج تكون مساعدة. والعناصر السرية هنا هي في البخار. حاول أن تتنشق البخار 3 إلى 4 مرات يوميا.

- نم ورأسك مرتفع. إن كان الألم لديك في جانب واحد فقط، نم بوضع جانب وجهك الخالي من الألم على الوسادة.

- استخدم مزيلات الاحتقان. فالحبوب الحاوية على مواد pseudoephedrine أو phenylephrine مساعدة جدا، إلا أنها تقود في أحيان كثيرة إلى رفع ضغط الدم، وتسريع نبضات القلب، أو تحدث التشويش وتصيبك بالأرق.

 إلا أن بخاخات (سبراي) الأنف الحاوية لـ phenylephrine أو oxymetazoline ليس لديها هذه الأعراض الجانبية.

ولكن إن أكثرت استعمالها ولفترات طويلة فقد يؤدي ذلك إلى تخريش الأنف أو أن تصبح معتمدا دائما عليها.

- استشر الطبيب حول وصفات البخاخات الحاوية على الاسترويدات، خصوصا إن كنت تعاني من الحساسية أو إن كان التهاب الجيوب الأنفية لديك من النوع «العنيد».

- استعمل بخاخات الماء المالح لتسييل المخاط وغسل الجيوب الأنفية.

- تجنب مضادات الهستامين. إنها عظيمة للحساسية، وعند سيلان الأنف في نزلات البرد، إلا أنها تزيد من ثخن المخاط، الذي يصعب تفريغه، وهذا هو آخر الأمور التي ترغب فيها لدى الإصابة بالتهاب الجيوب.

- كمادات دافئة على وجهك قد تخفف من الألم. والأدوية المخففة للآلام التي تباع من دون وصفة طبية مثل الاسبرين، أو الأسستامينوفين تساعد في تخفيف الألم، والحمى.

المضادات الحيوية
قد تصاب بالدهشة إن علمت أن المضادات الحيوية لا توضع في قائمة أولى علاجات التهاب الجيوب الأنفية.

ولكن وبفضل الإعلانات التلفزيونية والصحافية المتتالية فإن غالبية المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية يتوقعون تسلمهم للمضادات الحيوية، فيما يقوم أغلب الأطباء بتزويدها لهم.

وبالفعل فقد شكلت المضادات الحيوية خطوة عظمى إلى الأمام في علاج التهاب الجيوب الأنفية- إلا أنها لا تؤدي مهمتها إلا إذا تم التوصل إلى عملية تفريغ جيدة للجيوب.

وإن تم التوصل إلى تفريغ جيد فليس هناك ضرورة للمضادات الحيوية.

ورعم جودتها فإن المضادات الحيوية لها نواقص محتملة. إذ إنها يمكن أن تثير ردات فعل الحساسية أو تقود إلى ظهور أعراض جانبية.

 كما أن الاستعمال المتزايد للمضادات الحيوية أدى إلى انتشار البكتريا المضادة للمضادات الحيوية (البكتريا المتفوقة). وأخيرا فإن الكثير من هذه الأدوية غالي الثمن.

ومع ذلك، إن حدث وأن التهاب الجيوب الأنفية لم يتحسن خلال يومين إلى أربعة أيام من العلاج بالتفريغ – أو أن الالتهاب كان شديدا منذ البداية- فإن الطبيب سيصف المضادات الحيوية. ولأن البكتريا المقاومة غالبا ما تعيش في الأنف والجيوب الأنفية فإن من المنطقي استعمال واحد من المضادات الحيوية الجديدة الموجهة ضد هذه البكتريا.

ولكن، منطقيا أم غير منطقي، فإن عددا من الدراسات أشار إلى أن المضادات الحيوية القديمة الأقل ثمنا، فعالة أيضا مثلها مثل الأدوية الجديدة التي تهاجم البكتريا المقاومة.

والسبب في ذلك هو أن التفريغ هو أكثر أهمية من المضادات الحيوية في غالبية حالات التهاب الجيوب الأنفية غير المعقدة.

ولنفس هذا السبب فقد أظهرت التجارب أن العلاج بالمضادات الحيوية لمدة 3 إلى 7 أيام هو عموما فعال بمثل فاعلية العلاج التقليدي لمدة 10 إلى 14 يوما لحالات التهاب الجيوب الأنفية غير المعقدة.

الكثير من البكتريا يمكنها أن تسبب التهاب الجيوب الأنفية الحاد. وأكثر الأسماء شيوعا هي أسماء مخيفة للبكتريا مثل جرثومة ذات الرئة الفصيّة Pneumococcus، المكورات العقدية Streptococcus و Hemophilus وMoraxella ، وما لم يكن لديك انثقاب في الجيوب الأنفية (بسبب فحص تدخلي نادر يجريه أطباء الأنف والأذن والحنجرة، أو أحياء مجهرية غير معروفة أو مضاعفات)، فإنه لا يمكن التعرف بأي طريقة، على نوع البكتريا المسببة لالتهاب الجيوب الأنفية.

 ومحتويات المخاط أو الأنف المزروعة مختبريا لا تساعد كثيرا هنا لأنها مليئة دوما بالبكتريا التي تعيش داخل الأنف.

ومع هذه التصورات الموجودة، فإن الكثير من الاختصاصيين في الأمراض المعدية يوصون بالعلاج ببعض الأدوية المتوفرة مثل trimethoprim-sulfamethoxazole (وهو دواء مدمج يضم عقار السلفا)، وamoxicillin (وهو نوع من البنسلين) أو doxycycline (وهو نوع من التيتراسايكلين).

وإن أخفقت هذه الأدوية في مهمتها- أو كان المرض شديدا في بدايته- فإن الأطباء يتحولون لوصف amoxicillin-clavulanic acid أو أحد أدوية quinolone (مثل دواء levofloxacin)، أو أحد أدوية Macrolide (مثل دواء azithromycin)، أو أحد أدوية cephalosporin (مثل دواء cefuroxime).

المضاعفات
الجيوب الأنفية محاطة بهياكل مهمة جدا، منها المخ، العينان، والجمجمة. وفي حالات نادرة فإن التهاب الجيوب الأنفية بمقدوره الانتشار نحو واحدة من هذه المناطق.

أخبر الطبيب فور شعورك بتدهور حالة التهاب الجيوب الأنفية، لدى ظهور واحد من هذه الأعراض أو أكثر:

- حمى شديدة  - صداع شديد  - تشوش ذهني أو تيبس الرقبة - تورم الخد، الجبهة، أو سقف الحلق - تورم واحمرار وألم العين - تشوش البصر - صعوبة التنفس، البلع، أو الكلام.

ولحسن الحظ فإن مثل هذه المشاكل نادرة، ومع ذلك فإنها تذكرنا دائما بأن التهاب الجيوب الأنفية ليس نزلة عابرة من رشح الأنف، وعلى المرضى من الذين يعانون من ضعف المناعة الخضوع لعناية طبية أكبر عند علاج التهاب الجيوب الأنفية لديهم.

التهاب الجيوب الأنفية المزمن
التهاب الجيوب الأنفية الذي يدوم لفترة تزيد على ثلاثة أسابيع، أو الذي يتكرر ظهوره ثلاث مرات في السنة يسمى التهاب الجيوب الأنفية المزمن.

 والسبب الأكثر شيوعا لحدوث التهاب الجيوب الأنفية المزمن هو المعالجة غير الملائمة لالتهاب الجيوب الأنفية الحاد - وبما أن التشخيص والعلاج لحالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد قد تحسنا كثيرا فقد أصبح التهاب الجيوب الأنفية المزمن أقل شيوعا مما كان عليه في الماضي.

غالبية المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن يمكنهم الاستفادة من تقييم أطباء الأنف والأذن والحنجرة، ومنها الفحص بالمنظار، والتصوير الطبقي المقطعي.

وذلك لأن المشاكل التشريحية مثل الزوائد الأنفية أو انزياح الحواجز في الأنف هي المسؤولة في الغالب عنها. وبما أن الحساسية تكون مسؤولة أيضا عن كثير من حالات المرض، فإن فحص الحساسية قد يكون مفيدا.

إن إفرازات الأنف المتواصلة واحتقانه، هي أهم أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن. وما عدا ظهور نوبات مفاجئة من حالات التهاب الجيوب الأنفية، فإن الصداع أو الحمى لا يحدثان في الحالات المزمنة إلا قليلا.

وبالإضافة إلى البكتريا التي تسبب التهاب الجيوب الأنفية الحاد، فإن المكورات العنقودية Staphylococcus، والبكتريا اللاهوائية، والفطريات قد تسبب التهاب الجيوب الأنفية المزمن.

والمضادات الحيوية قد تكون مفيدة خصوصا لعلاج النوبات، إلا أنها أقل أهمية مقارنة بعملية ريّ الأنف، ومزيلات الاحتقان، وبخاخات الأنف الموصوفة طبيا. وإن كان هناك حساسية، فإن مضادات الهستامين تكون مساعدة.

وفي الحالات الشديدة يكون من الضروري استخدام الاسترويدات عن طريق الفم. وكما هو الحال مع حالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد فإن العلاج الناجح هنا هو التفريغ.

وفي حالات التهاب الجيوب الأنفية المزمن، قد تكون الجراحة ضرورية. وبمقدور طبيب الأنف والأذن والحنجرة أيضا إزالة الزوائد الأنفية، أو تقويم الغشاء، أو توظيف المنظار لفتح قناة للتفريغ بين الجيوب الأنفية وبين الأنف. 

الجيوب الأنفية .. وأنواعها
توجد أربعة أزواج من جيوبك الأنفية المملوءة بالهواء في العظام المحيطة بأنفك.

1- الجيوب الأمامية sinuses frontal توجد خلف جبهة الرأس.

2- أما الجيوب الفكية maxillary sinuses فإنها تقع خلف عظام الوجنتين.

3- والجيوب المصفوية ethmoid sinuses تقع خلف جسر الأنف.

4- والجيوب الوتدية sphenoid sinuses تقع عميقا داخل الجمجمة، خلف الأنف.

تعايش مع التهاب الجيوب الأنفية
من اللطيف أن نعرف أن المسح الطبقي المقطعي والفحص بالمنظار والجراحة أصبحت متوفرة سواء لتقييم التهاب الجيوب الأنفية الحاد أو المزمن، أو لعلاجهما. إلا أن من حسن الحظ أن التهاب الجيوب الأنفية الحاد يستجيب لعلاجات أبسط بكثير.

ولكي تحمي جيوبك الأنفية، حافظ على تروية الجسم بالماء. تجنب دخان التبغ والأدخنة المؤذية. وإن كانت لديك حساسية، تجنب الأمور التي تثيرها. تجنب الوقوع في نزلات البرد ، بتكرار غسل اليدين جيدا والابتعاد عن المصابين بالبرد.

وعندما تحدث لديك نزلة برد، تمخط بشكل مناسب لمنع البكتريا من التغلغل نحو الجيوب الأنفية. عالج أعراض التهاب الجيوب الأنفية بشكل سريع بتنشّق البخار، ومزيلات الاحتقان، وريّ الأنف.

وإن لم يتم شفاؤك كما كان مقدرا له - أو كان لديك التهاب شديد في الجيوب الأنفية أو أعراض خطيرة- راجع الطبيب للحصول على المضادات الحيوية، وربما على الاستريودات الأنفية.

إن الأطباء يعرفون جيدا لماذا نصاب بالتهاب الجيوب الأنفية، وما هو الدور الذي تقدمه لنا، إلا أنهم لا يعرفون ما هي الامور السيئة التي قد تحدث بسبب التهابها. والتهاب الجيوب الأنفية الحاد شائع وغير مريح.

إلا أن معرفتك بكيفية العمل على إبقاء جيوبك الأنفية مفتوحة وإفراغها بحرية، فإن بإمكانك أن تحافظ عليها سليمة وبصحة جيدة.