القضاء الأمريكي يرفض دعوي ملحدين بحذف "ساعدني يارب" من قسم أوباما

أسقط القضاء الأمريكى دعوى ملحدين نددوا بإقحام الدين في مناسبة سياسية
أسقط القضاء الأمريكى دعوى ملحدين نددوا بإقحام الدين في مناسبة سياسية

أصدر القضاء الفيدرالي الأمريكي قرارا رفض فيه دعوى قضائية من قبل جمعيات الملحدين الأمريكية طلبت حذف عبارة "ساعدني يا رب" من القسم الرئاسي الذي يؤديه الرئيس الجديد باراك أوباما الثلاثاء 20-1- 2009، معتبرة أن الدستور لا ينص على هذه العبارة، كما أنه إقحام للدين في مناسبة سياسية.


وينص الدستور الأمريكي أن القسم الرئاسي يجب أن يكون: "أقسم (على الكتاب المقدس) وأقر بأنني سوف أقوم بتنفيذ متطلبات منصب رئيس الولايات المتحدة بكل أمانة وسأبذل كل جهدي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه".

ويرى مراقبون أن قرار القضاء برفض دعوى الملحدين ليس مستغربا في بلد ينقش عبارة (نثق بالرب) على الدولار.

القضاء يرفض
وذكرت وسائل إعلام أمريكية بارزة، مثل محطة "إي بي سي" الإخبارية، أن مايكل نيوداو، أحد أبرز الشخصيات الملحدة والمدافعة على الالحاد في أمريكا مع 10 منظمات ملحدة و18 شخصية أخرى، رفعوا دعوى قضائية طالبوا رئيس المحكمة العليا بحذف عبارة "ساعدني يا رب" من القسم، وهذا ما رفضه القاضي الفيدرالي، ريغي والتون، في اليومين الماضيين، معتبرا أنه لايملك سلطة تخوله منع أوباما من قول هذا الكلام وأن الرئيس المنتخب له حرية الكلام.

وقالت المحطة الأمريكية أيضا إن القرار القضائي نص على رفض أمور أخرى في الدعوى، ومنها قيام الكهنة بتلاوة الصلوات خلال حفل التنصيب.

وجاء في تقرير لوكالة الأنباء البريطانية (برس أسوسييشن) أن عبارة "ساعدني يا رب" تعود إلى الرئيس الأول جورج واشنطن عندما أضافها إلى القسم عام 1789 ومنذ ذلك الوقت تحولت إلى تقليد تمسك به جميع الرؤوساء، وهناك من يشكك بأن تكون العبارة أضيفت من قبل جورج واشنطن.

ويبدو أن أوباما أخبر رئيس المحكمة العليا جون روبيرتس أنه سيستخدم هذه العبارة خلال قسمه يوم الثلاثاء.
 
السياسة والدين
وقال أصحاب الدعوى إنه لامشكلة لديهم بأن يقول الرئيس أوباما تلك العبارة بشكل شخصي، واعتراضهم هو أن تصبح جزءا من القسم الرسمي.

ويرى هؤلاء، وفي مقدمتهم المحامي الملحد مايكل نيوداو، أن إضافة هذه العبارة يعني أن الحكومة ميزت المؤمنين عن غير المؤمنين وفرضت الدين على الملحدين في أمريكا، كما جاء في تقارير نشرها عدد من وسائل الاعلام الأمريكية مثل "وورلد نيت ديلي".

ونقلت قناة "فوكس نيوز" عن شخصية شاركت في رفع الدعوى أن المناسبة تنصيب الرئيس ليست دينية "بل هي حدث علماني في دولة علمانية تساوي بين كل الأمريكيين ومنهم غير المسيحيين وكذلك غير المؤمنين".

وكانت هذه ثالث محاولة من الملحد مايكل نيوداو لحذف تلك العبارة من القسم منذ عام 2001 وكل محاولاته فشلت.

شواذ في حفل التنصيب
ووفق الكاتبة ريتشيل وايزمن، المتخصصة في قضايا الاعلام والدين، في تقرير لها في صحيفة "كالغري هيرالد" الكندية ونشرته مواقع أمريكية عديدة، فقد جرى العرف في الولايات المتحدة أن يقدّم كل رئيس أمريكي منتخب طلبا إلى رئيس المحكمة العليا -قبل حفل تنصيبه - يطلب فيه الموافقة على تضمين عبارة "ساعدني يا رب" في القسم، مشيرة إلى أوباما تقدم فعلا بهذا الطلب.

وتضيف الكاتبة "قرار القضاء برفض دعوى الملحدين ليس مستغربا في بلد ينقش عبارة (نثق بالرب) على الدولار لتصبح هذه العبارة جزءا من الثقافة الوطنية".

وتشير إلى أن أوباما يميل في سياسته حتى الآن على اعتماد تعيينات سياسية بعيدا عن منطق "التحزب السياسي"، وبالنسبة للموضوع المسيحي يفضل أن يكون ميالا إلى المسيحيين الليبراليين، ومع ذلك فإنه قرر إشراك بعض المحافظين في يوم التنصيب.

وتقول إن الاسقف الشاذ جنسيا، جين روبنسون، سيتلو الصلوات الأولى في حفل التنصيب، وهذا يثير جدلا ويشير إلى ميل أوباما للدفاع عن حقوق الشواذ.

كما أنه دعا القس الانجيلي ريك وارن للمشاركة في تلاوة الصلوات وهو يناهض الشذوذ لكنه ليس ضد الشواذ، وهو شخص يعتبر مسيحيا محافظا.

ومن المشاركين أيضا في تلاوة الصلاة القس جوزيف لوري المدافع عن زواج الشواذ، فيما قلل الاعلام الأمريكي من حديثه عن مشاركة الأديان الأخرى في حفل التنصيب كما تقول الكاتبة ريتشيل وايزمن.