ولادة جديدة لدواء تاليدوميد (Thalidomide)

سيتم توزيع هذا الدواء في المستشفيات الإيطالية الى جانب برنامج مراقبة لضمان الأمن المطلق للمرضى الذين سيتعاطونه
سيتم توزيع هذا الدواء في المستشفيات الإيطالية الى جانب برنامج مراقبة لضمان الأمن المطلق للمرضى الذين سيتعاطونه

يعود الى ايطاليا دواء ذو ماض حزين، يدعى تاليدوميد (Talidomide). بيد أن النسخة الجديدة لهذا الدواء، الذي سيرافقه برنامج أمني متشدد، سيساعد المرضى المصابين بنوع نادر من السرطان، في النخاع العظمي، هو سرطان النخاع الشوكي المتعدد، التي تسجل ايطاليا كل سنة 3 الى 4 آلاف إصابة جديدة به.


إذن، قررت "أيفا"، الوكالة الإيطالية للأدوية، إعادة تسويق هذا الدواء بعد أن تمت مصادرته من الأسواق في عام 1961 بعد أن سبب حول العالم على الأقل 10 آلاف ضحية أصيبت بمرض يدعى "فوكوميليا" (Phocomelia) وهو تشويه خلقي يؤول الى نمو غير مكتمل لأطراف الجسم. علاوة على ذلك، سبب هذا الدواء عدداً لا يحصى من عمليات الإجهاض كونه استعمل كمضاد للعيان النفس والألم والأنفلونزا العادية. بمعنى آخر، أقبل عشرات الآلاف من النساء على تعاطي دواء "تاليدوميد" عندما لم يكن معروفاً بعد مدى آثاره الجانبية الفتاكة على الأجنة وربما لضلوع الشركة الألمانية، التي كانت تنتجه، في كتم أسراره.

اليوم يبدأ هذا الدواء حياة جديدة لا علاقة لها مطلقاً بماضيه التعيس. إذ ان شركة "سيلجين" (Celgene) الأميركية أعادت هندسته مرة أخرى من دون أن تقع عليها مسؤولية ما جرى في ستينات القرن الماضي. كما وافقت وكالة الأدوية الأوروبية "ايميا" على تسويقه كدواء "يتيم" ابتغاء معالجة سرطان يجري تصنيفه من جملة الأمراض النادرة.

يذكر أن الأدوية اليتيمة هي تلك التي تتمتع بإجراءات خاصة لتسجيل براءات اختراعها كونها مخصصة لأسواق صغيرة نظراً لنُدرة الحالات المرضية المتعلقة بها. ان النسخة الجديدة تتمتع بمزايا مضادة لعملية معروفة باسم "أنجوجينسيس" أي أنها قادرة على إسكات نمو الأوعية الدموية التي تساعد السرطان في التغذية. لذلك، فان النسخة الجديدة من "تاليدوميد" قادرة على منع نمو هذه الأوعية لدى المرضى المصابين بسرطان النخاع الشوكي التعدد.

سيتم توزيع هذا الدواء في المستشفيات الإيطالية الى جانب برنامج مراقبة لضمان الأمن المطلق للمرضى الذين سيتعاطونه. هذا ولن يتم توزيعه على الحوامل. أما النساء خارج هذه الفئة، اللواتي سيدخلن برنامج المعالجة بهذا الدواء، فعليهن تعاطي الأدوية المضادة للحمل قبل بدء العلاج بثلاثة شهور، وبعده طوال نفس الفترة.