"ناسا" توضح حقيقة البحيرات المنتشرة على سطح قمر كوكب زحل

لسنوات طويلة اعتمدت ناسا نظرية قديمة تفسر ظاهرة تكوين بحيرات الميثان المتواجدة على سطح القمر تيتان، أكبر أقمار كوكب زحل، والذي يعد الجسم الكوكبي الوحيد في نظامنا الشمسي بخلاف الأرض المعروف بوجود سائل ثابت على سطحه.


ووفقًا لما نشرته مجلة "ناتشر" فإن هذه النظرية تزعم أن الميثان السائل عمل على إذابة الصخور أسفله مكونًا هذه البحيرات، فيما يشبه البحيرات الكارستية الأرضية المنتشرة في مدينة سامارا، جبال تشيجولي في روسيا.

وظل هذا الاعتقاد قائمًا حتى قام فريق دولي تابع لناسا بقيادة جوزيبي ميتري من جامعة جي دانونزيو الإيطالية باكتشاف جديد بعد مسح الصور الجديدة القادمة من بعثة كاسيني، والتي تمت نتيجة تعاون بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الإيطالية لإرسال مسبار بهدف دراسة كوكب زحل ونظامه وسوائله الطبيعية والحلقات المحيطة به، ويديرها مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا، كاليفورنيا.

وقدمت هذه المعلومات سيناريو جديدًا يغير النظرية القديمة تمامًا ويقلبها رأسًا على عقب، حيث يقترح وجود جيوب من النيتروجين السائل داخل قشرة تيتان الدافئة، والذي يتحول إلى غاز متفجر ينفجر داخل الحفر، ثم يملؤها الميثان السائل، وهو ما يفسر ظهور بعض البحيرات الأصغر قرب القطب الشمالي لتيتان، مثل وينيبيغ لاكوس، والتي تظهر في التصوير بالرادار مع حواف شديدة الانحدار ومرتفعة عن مستوى سطح البحر.

وكان من الصعب شرح وجود وتكوين مثل هذه الحواف مع النظرية القديمة التي أشارت إلى أن الثقوب نشأت عن طريق تدفق السوائل، والتي من المفترض ووفقًا للنظرية أن تكون الحواف قصيرة ومسطحة وممهدة بشكل أكبر.

لكن ومع النظرية الجديدة، فإن تفجير الغاز قد يكون مسؤولًا عن إنتاج هذه القمم القاسية نتيجة لقوة اندفاع الصخور إلى الأعلى وتراكمها.

وأوضح أحد العلماء أنهم لم يتمكنوا من العثور على أي تفسير يوضح وجود حواف حادة وليست حوافًا ناعمة تتناسب مع حواف البحيرات الكارستية، حيث كان التشكل أكثر اتساقًا مع فوهة الانفجار، وهو ما يدعم تشكل الحافة بواسطة المادة المقذوفة من داخل الحفرة، أي أنها عملية مختلفة تمامًا.