أجزاخانة دوت كوم .. أول صيدلية إلكترونية في مصر

محاولة شبابية لاستثمار ظاهرة «أطلب أون لاين»
محاولة شبابية لاستثمار ظاهرة «أطلب أون لاين»

بعد نجاح ظاهرة طلب الوجبات السريعة والملابس والإكسسوارات عبر الإنترنت وتحولها إلى نشاط يتناسب مع طبيعة الحياة العصرية، امتدت القائمة لتشمل الأدوية أيضا في مؤشر على اتساع ثقافة «اطلب أون لاين» التي تجتاح العالم المتقدم، لكنها ما زالت تحبو في مصر والعالم العربي بشكل عام.


«أجزاخانة دوت كوم» هو الاسم الذي أطلقه أحمد شبانة صاحب الفكرة على مشروعه الصغير حيث أطلق موقعه بالفعل في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي على الإنترنت، ليصبح أول صيدلية إلكترونية في مصر.

ويروي لنا مؤسس المشروع كيف نشأت الفكرة فيقول: «خطرت لي الفكرة منذ عامين ونصف عندما كنت لا أزال طالبا بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة، وبدأت في إعداد الموقع مع أحد الفنيين منذ ذلك الوقت».

ولاختيار شعار جذاب لأجزاخانة، ذهب شبانة إلى خطاط لكي يصمم له شعارا مميزا حمل اللون الأخضر باعتباره لون الحياة.

وبعد تخرجه الصيف الماضي، دعا شبانة بعض أصدقائه من خريجي الصيدلة لمشاركته في المشروع لتتحدد معالم فريق الأجزاخانة، ويتم توزيع الأدوار بالشكل التالي: أحمد شبانة المؤسس والمدير، سلمى هلال مديرة التسويق، لبنى عبد الوهاب مديرة المبيعات، سارة الذهبي مسؤولة خدمة العملاء والدعم الفني، ودعاء السكري.

الأجزاخانة الإلكترونية لا تختلف عن الأجزاخانات العادية، فهي تعرض كل ما تعرضه الصيدليات الأخرى، ولا تقتصر على بيع الأدوية فقط وإنما أيضا مستلزمات الأطفال من حفاضات وأطعمة وألعاب وإكسسوارات ومواد تجميل وماكياج وفوط نسائية وأجهزة ومعدات كهربائية من آلات حلاقة وغيرها.

بل إنه بالتدقيق في أعداد الوحدات والمواد المختلفة المعروضة في الأجزاخانة على الموقع يتضح أن مواد التجميل التي تشمل العناية بالبشرة والشعر والعدسات اللاصقة ومزيلات العرق والفوط النسائية تشكل نحو نصف حجم المعروضات التي يتجاوز عددها 1800 وحدة.

يوضح شبانة هذا بقوله: «الصيدليات بشكل عام لا تعرض منتجاتها بطريقة منظمة كما نعرضها نحن، بحيث يتعرف المشترى على خصائص كل منتج وما يفرقه عن غيره من المنتجات المنافسة في نفس المجال».

وتقول سلمى هلال مديرة التسويق: «ليس سهلا أن تقنع صيدلية ما بتصوير المنتجات التي تعرضها على الأرفف وتكتب بيانات عنها.

نحن نقدم خدمة مختلفة وجديدة، فلأول مرة بإمكانك أن تطلب دواء أو معدات حلاقة أو حتى شامبو وأنت في مكان عملك من خلال الإنترنت، بدلا من التحدث في التليفون».

ويعرض الموقع كل منتجاته المتاحة في اثني عشر قسما: منتجات البرد والأنفلونزا، مواد التجميل، معدات وأجهزة كهربائية، أدوية، آلام ومتاعب النوم، متاعب الهضم ومشكلات البطن، مستلزمات الطفل، الريجيم، العطور، العناية بالفم، الصحة الجنسية والفيتامينات والأعشاب.

ويمكنك تصفح هذه المنتجات باختيار القسم والمنتج المرغوب لتقرأ بعض المعلومات عن دواعي استخدامه والجرعة المطلوبة بالإضافة إلى بعض الإرشادات عن الدواء، مرفقا بصورة له، كما سيكون سعره موضحا في الصفحة حتى يمكنك إضافته إلى سلة مشترياتك.

ويُشترط قبل إصدار الطلب أن تكون مسجلا بالموقع عن طريق كتابة اسمك ورقم الهاتف الجوال والرمز البريدي والمدينة، ثم تبدأ في شحن سلة مشترياتك وتضغط على «اطلب» أو Order، فإذا كان هذا هو الطلب الأول لك على الموقع سيتصل بك أحد أعضاء فريق عمل الأجزاخانة للتأكد من صحة البيانات والمنتج المطلوب، ثم يتصل بك لاحقا بعد تسلمك الطلب لمعرفة رأيك في مستوى الخدمة.

وتعمل خدمة التوصيل لمدة 12 ساعة، من 11:30 صباحا إلى 11:30 مساء بحد أدنى للتوصيل 20 جنيها ليصلك الطلب في غضون 30-45 دقيقة بسعر المنتج دون أن تُضطر إلى دفع أجرة توصيل، وذلك في أحياء المهندسين والدقي والعجوزة وجاردن سيتي ووسط البلد والزمالك والمعادي، وينتظر التوسع في النطاق الجغرافي لعمل الأجزاخانة لاحقا.

يتعاون فريق الأجزاخانة الخماسي حاليا مع صيدليتين، كما نجح في الحصول على دعم أحد المراكز الرياضية الشهيرة ليكون راعيا رسميا للمشروع، بينما يجري محادثات مع صيدليات وشركات اتصالات للدخول كشركاء في المشروع.

ويفسر شبانة سبب استخدام اللغة الإنجليزية في الموقع قائلا إن 80 في المائة تقريبا من البيانات المكتوبة على المنتجات المعروضة للبيع هي باللغة الإنجليزية، مشيرا إلى أن الفريق يخطط حاليا لنشر مقالات حول الصحة العامة على الموقع، بخلاف القسم المخصص للحوارات المباشرة مع فريق العمل حول استفسارات طبية بسيطة من خلال Live Chat، والذي يعمل منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. شبانة رصد 3 آلاف مشاهدة وتصفّح للموقع خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من عمل الأجزاخانة، وهو أفضل مما كان متوقعا كما ترى سلمى. الموقع جذب أيضا متصفحين من خارج مصر مثل السعودية والإمارات وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا.

ويضيف مؤسس الموقع أنهم يسعون للتعاون مع موقعَي «اطلب دوت كوم» و«لينك دوت نت»، لتسويق الأجزاخانة، بالإضافة إلى موقع «الفيس بوك».

وعن تقييمها للتجربة قالت سلمى: «من المبكر أن نحكم الآن. علينا انتظار عام كامل لكي نرى كيف ستتطور ثقافة «اطلب أون لاين» التي ما زالت تنقصنا في مصر».

ولكن رغم ذلك، أبدت مديرة التسويق سعادتها مع تلقّيها أول طلب وصل إلى الأجزاخانة جاء بعد افتتاح الموقع بثلاثة أيام، خصوصا أن المشروع هو الأول من نوعه في بلدها.

ولأن طبيعة المشروعات الرائدة هي أنها تستغرق بعض الوقت لكي تثبّت أقدامها في السوق وتثبت نجاحها، فإن مشروع الصيدلية الإلكترونية لا يزال في مرحلة مبكرة، ولهذا يحتفظ أعضاء فريق العمل كل بعمله الأساسي بجانب عمله في الأجزاخانة التي يعتبرها مشروعه الصغير الذي ينميه.

شبانة وسلمى يحلمان بأن تكبر أجزاخانتهما الإلكترونية لتصبح مشروعا ضخما يلتحق به طلاب الصيدلة لدى تخرجهم.